وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محاولة اعدام بالبث المباشر!! حرب المستوطنين ..وتواطؤ العسكريين .

نشر بتاريخ: 05/12/2008 ( آخر تحديث: 05/12/2008 الساعة: 17:38 )
بيت لحم- معا- فؤاد اللحام- وثق مصور منظمة " بتسيلم" الاسرائيلية يوم امس بالصوت والصورة عملية اعدام مباشر نفذها مستوطن ضد مواطن فلسطيني خلال دفاعه عن منزله من اعتداءات المستوطنين بالخليل امس.

واظهرت الصورة التي تناقلتها محطات التلفزة العالمية والمحلية وحتى الاسرائيلية مستوطنا يشهر مسدسه ويطلق النار مباشرة من مسافة الصفر على المواطن حسني مطرية " 40 " عاما واصابه في الناحية اليسرى من صدره.

ويرقد المواطن مطرية في مستشفى عالية والى جانبه والده عبد الحي 67 عاما والذي اصيب هو الاخر بعيار ناري بيده اليمنى فيما المجرم في الحالتين واحد وهو المستوطن حر طليق يهيء نفسه لجريمة جديدة.

ورغم فظاعة الجريمة وقساوتها الا انها ليست بغريبة على قطعان المستوطنين الذين استباحوا مدينة خليل الرحمن منذ عقود بحماية ورعاية قوات الاحتلال.

لكن المثير للغضب والحنق هو تجاهل قوات الاحتلال للامر وعدم سعيها لاعتقال المجرم حتى ولو من باب الدعاية .

تعتيم اعلامي :

ويلفت الانتباه الى تجاهل بعض الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم للحدث وكانه لم يكن فيما نشرت بعضها صورة المستوطن وهو يطلق النار من مسدسه على خجل واستحياء مفضلة نشر صور بعض الجنود وهم يجرون المستوطنين خارج المنزل فيما تراجعت صورة جريمة الاعدام الى صفحاتها الداخلية وفي اضيق اطار ممكن في حين لم تكلف صحيفة" يديعوت احرونوت" نفسها عناء نشرها مطلقا.

لو كانت الصورة مقلوبة واسستل فلسطيني مسدسه او حتى رفع عصا كان يحملها وانهال بها على مستوطن يحاول مهاجمة منزله واحراقه لقامت قائمة الامن الاسرائيلي ولم تقعد حتى اعتقاله وتقديمه للمحاكمة وصولا الى هدم منزله لردع امثاله من الجناة والامثلة هنا كثيرة لا يمكن حصرها امام والمجرم في هذه الحالة مستوطنا تربى على دلال دولة الاحتلال وترعرع في حضنها الدافئ ويعتبر نفسه ممثلا لها في ارض الاباء والاجداد ويخوض حربها "ضد الفلسطينيين الغزاة" لا نسمع صوتا يدعو لاعتقاله او يستنكر فعله او احدا يصفه بالارهاب.

الصورة تفضح الجريمة:

قد يقول قائل في الامن الاسرائيلي بانه من الصعب عليهم تشخيص المجرم واعتقاله استنادا للفيلم المصور كذلك لا يمكن الاعتماد على شهادة الفلسطينيين بوصفهم خصما بعيدا عن الحياد متناسيا بذلك حقيقة اعتماد الامن الاسرائيلي على فيلم صحفي صور عملية التنكيل بجنديين اسرائيليين بداية الانتفاضة داخل مركز للشرطة الفلسطينية في رام الله لاعتقال من اسماهم حينها بالمتوحشين وتقديمهم للمحكمة التي قضت بسجن بعضهم مدى الحياه دون ان يسعفهم موجة الاستنكار الفلسطينية العارمة التي انطلقت حينها تدين الفعل رغم مرارة الاحتلال وسطوته،
وثمة اخرون من الشبان الفلسطينيين وقفوا الى جانب مبادئهم وانسانيتهم ولم ينكلوا بالجنود بل استنكروا الحادثة في مقاربة الواقعه الامر الذي لم نشهده على الجانب الاسرائيلي من متراس الصراع في حالة محاولة الاعدام التي جرت امس على مراى ومسمع العالم وفي وضح النهار .

كنت انتظر ان يخرج علينا قائد شرطة الاحتلال في المدينة الذي تبجح ببراعة قواته في اخلاء المنزل وعدد الجرحى القليل نسبيا بين المتحصنين داخل المنزل ولو بكلمة واحد عن الجريمة النكراء ووعدا لو كاذبا باعتقال المجرم او استنكارا خجولا للجريمة مع "ادانة لسلوك المواطن الفلسطيني الذي انبرى للدفاع عن منزله وعائلته" فاغضب المستوطن ما اجبره على اطلاق النار عليه ، نعم كنا سنقبل بهذا التصريح لكن ما يغضبنا حقا هو التجاهل التام وكأن من اصيب بنيران الحقد والتطرف لا ينتمي لفصيلة البشر ولا يقع ضمن منطقة مسؤولية قائد الشرطة الهمام .

الدماء هنا الوان..!!!

من قال ان لون الدم واحدا عليه ان يعيد حسابه حين يدخل الخليل فهناك لونان لا يلتقيان وفقا للقانون الاحتلالي احدهما احمرا قاني يعود لنخبة شعب الله المختار التي تسكن مدينة الاباء وهو محرم حرمة السبت ومن يقترب منه يساوم سوء العذاب ويدفع ثمنا لا قبل له به ودما اخر لا لون له ولا قدسية يراق متى غضب المستوطن ولن تجد من يطالب به او ينعاه بخبر صحفي صغير حتى لو كان الاثبات دامغا لا لبس فيه لا يمكن محاكمة من اراقه لصعوبة التشخيص او لتعذر الاعتقال الذي قد يثير النخبة المختارة ويصعد الاوضاع وحتى لا يحصل هذا التصعيد لا يمانع قائد قوات الاحتلال بان يدفع الفلسطينيون الثمن من دمهم ويرجوهم بان يقدروا ظروفه وتعقيدات عمله وحساسية علاقته بالمستوطنين وان لا يطالبوه بما لا يطاق ويحذرهم من مغبة الدفاع عن انفسهم والتطاول على من يهاجم منازلهم متوعدا اياهم وبالقانون بشديد العقاب في حال لم يمتثلوا .

نقول لقائد الجيش في الخليل ولو من باب الدعاية الاعلان على عادة اسرائيلية دارجة عن نيته اعتقال المجرم وتقديمه للمحاكمة على اراقته للدم الازرق حتى نشعر ببعض انسانيتنا التي لم يال الجنود في استباحتها وتسخيف مضامينها جهدا .