وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في ظل نقص السيولة والحصار- الغزيون سيحتفلون بعيد الأضحى بلا أضاحي وبأجواء معتمة

نشر بتاريخ: 06/12/2008 ( آخر تحديث: 06/12/2008 الساعة: 14:44 )
غزة- تقرير معا- ليس صحيحاً- كما يقول المحللون السياسيون- أن تجارة الأنفاق واستنزاف الدولار نحو جنوب القطاع هو السبب في نقص السيولة النقدية في بنوك غزة وعجزها بالتالي عن دفع رواتب موظفي السلطة الفلسطينية وآلاف الحالات المستفيدة من رواتب الشؤون الاجتماعية.

السبب كما يقول المحللون هو عدم قيام الاحتلال الإسرائيلي بتحويل المبالغ المطلوبة لقطاع غزة والتي تقدر بـ 400 مليون شيقل شهرياً لتمكين هذه البنوك من صرف رواتب مائة ألف موظف حكومي، سبعين ألفا يتقاضون رواتبهم من الضفة الغربية والباقي من موظفي الحكومة المقالة وآلاف من القطاعات الأخرى ومن المستفيدين من خدمات الشئون الاجتماعية.

المحلل السياسي عمر شعبان استبعد ان تكون التجارة عبر الأنفاق عاملا فاعلاً في نقص السيولة بالبنوك الغزية قائلا ان هذا السبب غير فاعل لأن هذه التجارة تعتمد الدولار كعملة رئيسية وان الرواتب يتم صرفها بالشيقل للموظفين مشيراً إلى أن هذا السبب قد يكون احد عوامل نقص السيولة والتي منها أيضاً استنزاف الشيقل نحو الشمال أي نحو معابر القطاع التي يتحكم بها الاحتلال الإسرائيلي.

وهذا السبب يتلخص في أن تجار القطاع يدفعون أثمان بضائعهم التي يبتاعونها من الجانب الإسرائيلي بالشيقل وهي لا يتم إدخالها للقطاع إلا بعد حين حيث لا يستطيع التاجر استرداد المبالغ التي قام بدفعها.

وعن هذا يقول شعبان أن البائع الإسرائيلي فقد ثقته بالتاجر الفلسطيني فلذلك هو يطالبه بدفع ثمن البضائع مقدماً بعد أن أوقف عملية البيع بالأجل، وهذه البضائع تقف عند المعابر أو في أرضيات الميناء الإسرائيلي ويقوم التاجر الفلسطيني بدفع بدل أرضية عنها شهرياً، في حين امتلأ السوق المحلي الغزي بالبضائع المصرية المهربة عبر الأنفاق وقد ارتفعت أثمانها اضعافاً مضاعفة رغم رداءة خامتها وبالتالي يضطر المقتدر من المشتري بغزة على شرائها رغم تكلفتها المرتفعة لأنه يعلم انه يدفع اثمان ثلاثة من الاشياء وهي " السلعة والنفق وربح التاجر الذي جلبها.

هذا ويستقبل الغزيون بعد غد الاثنين عيد الأضحى المبارك في ظل أجواء من الوجوم والحزن ونفاد حاجياتهم الأساسية وبلا أضحية حيث قرر الغزيون ومن بينهم موظفي السلطة الوطنية الاستغناء عن الأضحية هذا العام في ظل عدم صرف الرواتب، فيما استنكف العديد منهم عن شراء ملابس العيد لأطفالهم وفضل الكثيرون الحديث عبر الهواتف النقالة ناقلين التهاني بقرب عيد الاضحى بلا اضاحي.

فيما لجأ بعض القادرين على ابتياع خراف في ظل النفاد الكامل للعجول التي لم يقم الاحتلال بإدخالها وقد ارتفع ثمن كيلو لحم الضان إلى 5- 5.5 دينار أردني أي أن أقل خروف يتم ابتياعه بما لا يقل عن اربعمائة دينار أردني وهو ما ليس بمقدور معظم عائلات القطاع التي دخل 80% منها تحت خط الفقر.

كما سيصوم الغزيون يوم عرفة وسيستقبلون عيد الأضحى المبارك وبين جنباتهم الحجاج الذين حالت الظروف السياسية والانقسام الداخلي دون تمكينهم من أداء فريضة الحج لهذا العام ولأول مرة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

ويولد هذا الأمر شعوراً بالامتعاض لدى سكان القطاع حيث اكد الكثير منهم لوكالة معا حنقهم على من تسبب في ابطال موسم الحج لهذا العام غير مستبعدين الدور العربي لا سيما المملكة العربية السعودية ومصر اللتان لم تستطيعا حل هذه الاشكالية بين الطرفين الفلسطينيين المتنازعين.