|
في رسالة للمحامية الحرباوي- أسرى هداريم يتحدثون عن معاناتهم اثناء نقلهم بين السجون
نشر بتاريخ: 08/12/2008 ( آخر تحديث: 09/12/2008 الساعة: 00:57 )
بيت لحم- معا- أفاد أسرى سجن هداريم للمحامية سناء دويك الحرباوي التي زراتهم مؤخراً أن أوضاعهم تزداد صعوبة، في ظل ما تمارسه بحقهم ادارة السجون الاسرائيلية، خاصة على صعيد تنقلهم بين السجون.
وناشد الاسرى من خلال المحامية الحرباوي المؤسسات الحقوقية والقانونية التدخل لتخفيف معاناتهم، وفيما يلي الرسالة التي حملها الاسرى للمحامية، ووصلت وكالة "معا" نسخة عنها: وراء تلك الجدران الشاهقة وإجراءات الأمن المشددة وراء العنوان العريض ( السجون الأكثر حراسة) حيث لا تتمكن عدسات الكاميرات من الوصول لتوثيق ما يجري ونقل الصورة الحقيقية للمواطن وللعالم تتم في السجون الإسرائيلية انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان حقوق الأسرى المدنيين والأمنيين على حد سواء وبصورة صارخة لو قدر للكاميرا ن تسجل بعضاً منها فإن طاولات ستقلب ورتب ستطير ومنظومات سيتم قلبها رأس على عقب وسنتطرق في هذا التقرير لجانب من هذه واحد وهو سفريات الأسرى في السجون نضع صورة جزئية مما يحدث أمامكم على أمل أن تدفعكم هذه الصورة للنهوض والقيام بالواجب الإنساني الأساسي لوقف هذه الانتهاكات ووضع حد لها وعلاجها. أولاً: إبلاغ الأسير بالسفر: يتم التعامل مع الأسير وكأنه جماد، يتم نقله من مكان لأخر دون إرادته ودون أي اعتبارات لذاته فيتم إبلاغه بالسفر من السجن الذي هو فيه إلى المكان الذي يريدون مساء حيث لا يتمكن من تجهيز نفسه وترتيب أغراضه وإذا كان ينتظر زيارة لأهله في اليوم التالي فلا مجال أمامه لإبلاغهم بعدم الحضور للزيارة مما يتسبب بعذاب الأهل وتحسرهم لعدم تمكنهم من رؤية ابنهم رغم أنهم تحملوا العناء والتعب طوال اليوم الذي أتو فيه لزيارته وربما تمضي عدة أيام بعد نقله ليتمكن خلالها من إبلاغ الأهل بذلك وتزداد لوعة الأسير وتألمه لعذاب أهله إذا كانوا ممن يسكنون بعيداً عن السجن الذي كان فيه كأن يكونوا من سكان جنين أو قلقيلية أو أي منطقة في شمال الضفة وهو موجود في سجن نفحة أو رامون أو حتى معتقل النقب الصحراوي. ثانياً: النطارة (همتنه-המתנה): يحرص السجانون على إخراج الأسير من القسم مبكراً ففي نفحة مثلاً يتم إخراج الأسير من القسم حوالي الساعة 7:30 صباحاً ويقيد حتى الوصول إلى (الهمتنة) ثم يوضع مع عدد قد يصل إلى العشرين أو أكثر في غرفة لا تزيد مساحتها عن 16 متراً مربعاً، ويبقى هذت العدد من الأسرى داخل هذه الغرفة القذرة ينتظرون قدوم سيارة البوسطة في حوالي الساعة 11 ظهراً وخلال هذه الفترة من الانتظار يبقى الأسير بدون أكل أو شرب أو تدفئة في فصل الشتاء أو تهوية في فصل الصيف، يكون الوضع أكثر صعوبة وأشد على الأسرى المرضى الذين ينتظرون وصول المستشفى للعلاج وإذا بهم يقعون في مصاعب ومشاق تجعلهم يتمنون لو أنهم ظلوا في معاناة المرض ولا قساوة البوسطة. ثالثاً: التفتيش إجراء عقاب جماعي فالأسير يخرج من غرفته لا يحمل سوى أغراضه التي يعرفها كل سجان في السجن والتي يمر عليها عدة تفتيشات أثناء وجوده في القسم ومع ذلك يتم فتح كل ما لدى المسافر من أغراض بعد فحصها بجهاز الكشف الالكتروني (مشكف) وكذلك يتم تفتيش الأسير نفسه عدة مرات منها ما هو بالماكنة ومن ثم باليد والاهم من ذلك كله التفتيش العاري حيث يطلب منه خلع ملابسه حتى بنطاله ولباسه الداخلي بإجراءات مذلة لا تمط لعملية التفتيش بصلة كل هذا الدور يقوم به شرطة السجن الذي سيغادره وبعد أن ينهوا عملهم يتم تسليم الأسير لمسؤول البوسطة ومن معه من وحدة (ناحشون) الذين يبدأون إجراءات التفتيش من جديد بعد أن يتم وضع القيود في رجلي الأسير إضافة لما في يديه. رابعاً: سيارة البوسطة: حيث يجبر الأسير على نقل أمتعته من غرفة النطارة (همتنه) إلى السيارة وهو مقيد اليدين والرجلين مما يتسبب في كثير من الحالات في سقوط الأسير على الأرض وكذلك التسبب في جروح يديه ورجليه جراء حركة القيود الحديدية أثناء نقله لأمتعته ثم يصعد عدة درجات لركوب السيارة التي يجلس بداخلها على كرسي حديد ليس عليه شيء من الجلد أو القماش يقي الجسم خلال السفر ويمنع حتى من اصطحاب مخدة أو شيء من أغراضه للجلوس عليه وهنا لا بد من التوضيح ما هي سيارة البوسطة تكوينها وتصميمها ليس له علاقة بالبشر وقد حرص المصممون على جعلها مدرعة لا يمكن الشعور فيها بأنها سيارة للبشر وقد قسمت من الداخل إلى عدة أقسام ضيقة وهو ما يشكل خطورة كبيرة على راكبيها لو حصل أي خلل أو حادث مع هذه السيارة فلم يراعى فيها أي من إجراءات السلامة للركاب وبالتأكيد لو حصل أي طارئ لهذه المركبة فإن حياة الراكبين تكون في خطر ولا يستطيع أحد انقاظ أحد منها خاصة وأنهم مقيدو الأيدي والأرجل كما لأن الاعتماد على التهوية فيها هو على المكيف وفي كثير من الأحيان يعمد السجانون على إطفاء المكيف وترك الأسرى يغرقون في عرقهم ويشعرون بالاختناق لقلة الأوكسجين وازدحام المكان ويرافق شرطة البوسطة أثناء التفتيش والسفر كلاب مدربة وقد هاجمت في أكثر من مرة الأسرى وتسببت بإيذائهم كما أن استخدامها في تفتيش أغراض الأسير لا يراعى فيه طهارة هذه الملابس ووجود كتب ومصاحف قران فيتم انتهاك كل هذه الخصوصية دون أي اكتراث. خامساً: الحرمان من كل متطلبات الحياة أثناء السفر: حيث أن الوقت الذي يقضيه الأسرى في البوسطة ليس بسيطاً وقد يستغرق اثني عشر ساعة أحياناً وربما أكثر وخلال هذه المدة من الزمن يحتاج الإنسان إلى العديد من الأمور الحياتية التي لا تتوفر له ولا يعطى الفرصة للقيام بها وتذكر على سبيل المثال: 1- الطعام والشراب: من المفترض أن يحصل الأسير يومياً على ثلاث وجبات ولكن خلال سفره لا يحصل في غالب الأوقات على ذلك وربما يتناول طعام الإفطار إلا مساء ذلك اليوم. 2- الحمام ( دورات المياه ): لا يسمح للأسير خلال النزول من السيارة لقضاء حاجته ولا يوفر له ذلك في السيارة وعليه الانتظار حتى وصوله المكان المنوي إنزاله فيه وقد أدى ذلك ولكثير من الأسرى الامتناع عن تناول الأكل والشراب قبل عملية النقل بوقت ليس بالقليل وقد يمتنع عن الأكل والشرب من مساء اليوم الذي يسبق يوم سفره لكي لا يضطر لدورة مياه أو لقضاء الحاجة أثناء البوسطة وإن سمح للبعض النزول للمرحاض بعد عشرات المطالبات وبعد التعرض للمشاكل في ظروف غير مناسبة. 3- عدم تمكين الأسير من أداء فريضة الصلاة حيث يحتاج إلى الوضوء وتأدية الصلوات اليومية (الظهر، العصر، وأحياناً المغرب والعشاء ) وقد يضطر أحياناً لأداء الصلوات جميعاً في وقت واحد حينما ينتهي من رحلة العذاب بعد أن يفوت وقت هذه الصلوات ما يعتبر مساساً صارخاً لحقوق الأسير الدينية. سادساً: التعمد لإيذاء الأسرى أثناء وجودهم في سيارة البوسطة، حيث تمر البوسطة أثناء السفرية بعدة سجون يتم خلالها إنزال وأخذ أسرى من هذه المواقع وكذلك بأخذ شرطة البوسطة راحتهم ويتناولون وجباتهم تاركين الأسرى بداخل صندوق البوسطة دون أي اهتمام أو مراعاة وقد يستغرق تنقلهم وتوقفهم في الموقع الواحد ساعتين أو ثلاث ساعات، أما سياقة السيارة يكون هناك كثيراً مما يتعمد إحداث ارتطام الأسرى وإصابتهم. سابعاً: المرضى وكبار السن: من أشد الناس معاناة في السفر هم المرضى وكبار السن حيث أن الأصل في هاتين الحالتين الراحة لهم أثناء السفر ولكن المعمول به جرعة فالمريض يزداد مرضاً ويتمنى الموت في غرفته على هذه المصيبة والمسن يمضي وقت النقل بين التوجع والتألم والعذاب دون أي إحساس منهم بهذا الإنسان. وغالباً ما يكون شرطة البوسطة شباب حادين جداً ولا يراعون سناً ولا يحترمون كبيراً قد انتزعت منهم كل معاني الرفق يصرخون ويعربدون ويتلفظون بأسوأ الكلمات والشتائم ولا يتورعون حتى في ضرب البعض كما حصل في العديد من المرات. ثامناً: المعبار وهو مكان ينتظر فيه الأسير أثناء سفره بين سجن وآخر أو من السجن الذي يعيش فيه للمستشفى ليكمل سفره في اليوم التالي فيثبت فيه أحياناً ليلة وأحياناً أكثر من ذلك وفي هذا المكان يلاقي الأسير ما يلاقيه من المعاناة فبعد أن أمضى قرابة يوم كامل في البوسطة ينزل في المعبار الذي ليس فيه أي شيء من متطلبات الحياة اليومية للأسير لا يوجد حمام للاستحمام ولا يوجد طعام يكفي للعدد الموجود في كل غرفة ولا يوفر الماء البارد في جو حار ولا الدافئ في جو بارد إضافة لقذارة الغرف وامتلائها بالصراصير وإذا اضطر الأسير لطلب شيء من الشرطي يتعرض لفحش الكلام والصراخ والشتم وبصورة لا تليق بالأدبيين، كل ذلك يأتي بعد أن يكون الأسير قد هلك من شدة التعب حيث يقوم بنقل أغراضه من البوسطة إلى داخل المعبار وهو مقيد اليدين والرجلين وهذا المشهد يتكرر في صبيحة اليوم التالي حيث يخرج الأسير من غرفة المعبار للبوسطة ليواصلوا نقله إلى المكان المنوي نقله إليه. تاسعاً: غرف الانتظار في المحاكم أ- غرف من أسوأ ما رأت عين أسير مساحتها لا تزيد عن 4 متر مربع ويوضع فيها قرابة 12 أسير. ب- لا يوجد في غرفة الانتظار شبابيك للتهوية ويوجد فقط فتحة في الباب أبعادها 10 في 20 سنتمتراً. ت- يبقى الأسير بداخلها مقيد بقدميه ويصل الوقت قرابة 12 ساعة على هذه الحال. ث- الأكل سيء نوعاً وقليل كماً ففي الصباح يحضروا للأسير قطعتين خبز بينهما قليل من المربى وظهراً قليل من الأرز وأصبعين من النقانق الصغير. ج- لا يوجد بهذه الغرف مكان لقضاء الحاجة أو أداء الصلاة ويضطر الأسرى لطلب قضاء الحاجة في مراحيض قريبة منها لا يستجاب لطلبهم إلا بعد وقت وإلحاح طويلين وحيت يتم السماح بذلك يتم قي مراحيض غير مناسبة هم مقيدون وعلى رأسهم الصراخ والوعيد وان تأخر أحدهم يتم جره أثناء قضاء حاجته. عاشراَ: عذاب في البوسطة دون أي سبب في كثير من الأحيان يبلغ الأسير أن لن يدخل البوسطة دون معرفة إلى أين أو ما السبب ويخرج الأسير من القسم الذي يعيش فيه تائهاً لا يدري ماذا يفعل ويتعرض لكل المصائب التي ذكرناها أثناء سفره، حتى إذا وصل المعبار أو نطارة المحكمة أبلغ أنه قد تم إحضاره في الخطأ فيتم إعادته بنفس الظروف التي راح فيها. إحدى عشر: من المشاكل التي يعاني منها الأسير خلال سفره منعه من اصطحاب أغراض تلزمه خلال رحلة العذاب هذه فبالرغم من أن الطعام طيلة هذه الرحلة سيء وغير كافي يمنع الأسير من أخذ كانتينا تكفيه خاصة أن بعض الأسرى يمكث أسبوعاً كاملاً في سفريته وحتى لو سمح بعض السجون للأسير أخذ بعض الأغراض يتفاجىء الأسير بمكان أخر بمصادرة هذه الأغراض أو إتلافها ومنعه من الاستفادة منها رغم أنه ابتاعها من الكانتينا على حسابه الخاص. الثاني عشر: كما أسلفنا فإن الأسير يتعرض خلال سفره للعديد من التفتيشات وفي بعض المواقع يقوم الشرطة بمصادرة بعض الأغراض منه وعدم إعطائه ورقة إثبات لهذه الأغراض وقد تكرر هذا الإجراء مع الكثيرين من الأسرى والملفت أن الأغراض التي كانت تؤخذ منهم هي أدوات كهربائية مثل راديوهات ووكمان ، ماكينات حلاقة وغيرها مما يعرضها للضياع ولا يكون لدى الأسير ما يثبت أنها أخذت منه الأمر الذي يزيد من استهتار السجانين بالأسرى وحقوقهم. الثالث عشر: في حالات عديدة لا يعطى الأسير الفرصة لأخذ كامل أغراضه من المكان الذي ينوي مغادرته فيبقى جزء من أمتعته ويغادر المكان وتضيع الأغراض، ولا تعترف شرطة السجن بوجودها عند السؤال عنها. كما انه في بعض الأحيان أثناء التفتيش خاصة في المعبار لا يكون الأسير متواجداً عند أغراضه فتفقد بعض من أغراضه أو ربما يقوم أحد الشرطة يدس غرض ممنوع في أمتعته ليتسبب له في مشكلة علماً أن القانون يمنع أن تفتش أغراض إلا بوجوده. كل الذي ذكرناه سالفا في هذا التقرير يكل غيضاً من فيض المشكل والعذابات والإجراءات العقوبية التي تمارسها وحدة النحشون وشرطة مصلحة السجون بحق الأسرى وهو بشهادات عشرات الأسرى ممن عاشوا التجربة ويعيشوها كل يوم بل يمكن القول أن ما يطبق من الإجراءات "التعسفية" وتضييق على الأسرى أثناء تنقلهم من سجن لآخر أو سفرهم للعلاج في المستشفيات أو ذهابهم للمحاكم في سياسة متعبة تهدف إلى إذلال الأسير وكسر إرادته وزرع الرعب في نفسه وإرغامه على قبول ما تريده مصلحة السجون لا قوة ودون أي اعتبار لإنسانية هذا الأسير أو مراعاة لأي من قوانين البشر وحقوق الإنسان الأمر الذي يوجب إجراء تحقيق من جهة خارجية تضع حداً لكل تلك الخروقات والانتهاكات. |