وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هشام عبد الرازق: إختيار مرشحي فتح في المناطق التي فشلت فيها الانتخابات سيتم بواسطة إستطلاعات رأي لمراكز دولية متخصصة

نشر بتاريخ: 07/12/2005 ( آخر تحديث: 07/12/2005 الساعة: 14:49 )
معا - استبعد عضو المجلس التشريعي هشام عبد الرازق أن تفرج اسرائيل عن الأسرى في الوقت الحالي حيث قال أنه "من غير المجدي الآن الحديث عن الإفراج عن الأسرى لعدم وجود عملية سياسية والإفراج عنهم لا يكون الإ بالمفاوضات أو بعملية تبادل للأسرى, مشيرا الى أن جهود مضنية تبذل للإفراج عنهم, ولكن إسرائيل تستغل هذه الورقة لأهداف سياسية مختلفة".

وقال عبد الرازق في حديث خاص لمركز الأسرى للإعلام أن قضية الأسرى بدأت تأخذ مكانها الطبيعي في ذهن الفلسطينين والمفاوض الفلسطيني وذلك بفضل نضال الأسرى داخل سجون الإحتلال .

وأستنكر عبد الرازق السياسة الإسرائيلية إتجاه أسرانا والتي بدأت تسوء مع إنتفاضة الأقصى ووصلت الى حد كارثي, حيث حرمت الأسرى من العديد من الحقوق التي حصلوا عليها خلال سنوات النضال العديدة التي خاضوها ضد إدارة السجون وذلك "من خلال منعهم من زيارات ذويهم وإتباع سياسة العزل الإنفرادي إضافة الى الأمراض التي يعاني منها العديد من الأسرى دون تقديم أي نوع من العلاج لهم, و العقوبات الجماعية والغرامات التي تفرض عليهم وحرمانهم من الحركة الإجتماعية داخل السجن الواحد وداخل أقسامه ومنعهم من طهي الطعام بأنفسهم إضافة الى الضرب والمعاملة القاسية والتفتيش العاري وإقتحام الزنازين بالغاز السام والهراوات".

وأكد عبد الرازق "على أن قضية الاسرى تحظى بتأييد جماهيري واسع ودلل على ذلك فوز الأسرى في الإنتخابات الداخلية لحركة فتح إضافة الى الإلتفاف الشعبي من خلال إستمرار الإعتصامات والإضرابات, قائلاً أن ذلك يحتاج الى تعزيز ومشاركة من جميع المؤسسات الحقوقية والأهلية والفصائل الفلسطينية بكافة الوانها وأطيافها".

وحول ترشح الأسرى في الإنتخابات التشريعية المقبلة اعتبر عبد الرازق هذا الأمر رمزي لأنه ليس من المعقول أن يكون أعضاء المجلس التشريعي داخل السجون وقد أنتخبوا من أجل ممارسة مهمتهم المتعلقة بسن القوانين ومراقبة السلطة التنفيذية".

وأكد على وجود رموز نضالية يجب التمسك بها والعمل من أجل بقائها في موقعها وذلك لنتمكن من دفع قضية الأسرى الى المستوى الدولي, منوها الى أن وجود أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني داخل السجون الإسرائيلية سيزيد من إحراج السلطة أكثر من إحراج إسرائيل لأن دولة الإحتلال لا تعترف بهذه القضية ولا تنظر اليها بنفس منظار المجتمع الدولي وترفض دوما تطبيق القانون الدولي والإنساني الخاص بالاسرى ولكن وجود اعضاء من المجلس التشريعي منتخبة من الشعب داخل المعتقلات يشكل ضغط معنوي على العالم فقط معتبراً هذه المسألة رمزية لا أكثر".

وشكك عبد الرازق في مصداقية الانباء التي تحدثت عن إطلاق سراح القيادي في حركة فتح والمعتقل مروان البرغوثي وفق صفقة مع الولايات المتحدة و"ذلك لأن أمريكا لم تتعود على تقديم مساعدة مجانية للفلسطينيين", وقال أن اطلاق سراح البرغوثي يمكن أن يتم ضمن عملية سياسية وذلك لاقتناع الكثير من السياسيين واليساريين الإسرائيليين بأن البرغوثي قائد سياسي والإفراج عنه أمر مهم ويساهم في العملية السياسية".

وعقب عبد الرازق على أوضاع الساحة السياسية الفلسطينية بأنها تعيش أزمة بكافة فصائلها وعلى رأسها حركة فتح مشيراً الى أن ذلك نتاج طبيعي للأوضاع التي نعيشها ولكن حجم الأزمة يختلف بحجم وقوة الفصيل الفلسطيني", مرجعاً السبب في هذه الأوضاع الى الفشل الأمني الذي نعيشه, و هو الذي لم يمكن حركة فتح من إتمام عمليتها الديموقراطية الداخلية لفرز مرشحيها للانتخابات التشريعية مشيرا الى أن العملية فشلت في مناطق ولكنها نجحت في مناطق أخرى وهذا يفرض علي الحركة إيجاد بديل ديموقراطي تشكل من خلاله لجنة حركية يرأسها الرئيس الفلسيطني لإختيار المرشحين عن طريق إستخدام الوسائل الديموقراطية منوها الى أنه في مطلع الأسبوع القادم ستكون القوائم جاهزة لتقدم الى اللجنة العليا للانتخابات المركزية" .

وأكد عبد الرازق أن إختيار المرشحين داخل حركة فتح في المناطق التي لم تنجح فيها الإنتخابات الداخلية سيكون من خلال إستطلاعات للرأي تقوم بها مراكز دولية مهنية لها مصداقية ومارست العديد من الإستطلاعات داخل الأراضي الفلسطينية وكان لها مصداقية على المستوى المحلي والدولي وستجرى هذه الإستطلاعات على أبناء الحركة المعروفين فقط".

وقال عبد الرازق "أن حركة فتح مرت بأزمات عديدة على مدار سنوات ماضية ولكنها أكدت بأنها قادرة على إجتيازها والخروج منها مشيراً الى أن الأزمة الحالية مركبة وليست شخصية أوسياسية او قيادية وخاصة بعد فقدان الرئيس الراحل عرفات والبديل الأن هو الخيار الديموقراطي للخروج من الازمة" .

وتمنى عبد الرازق "أن تسير العملية الديموقراطية بدون تشويش موضحا أن المجلس التشريعي المقبل سيكون متنوع يحتوي مختلف القوى و الفصائل الفلسطينية آملا أن يساهم هذا التنوع إيجاباً في إخراج الساحة الفلسطينية من المأزق الحالي ".

وختم عضو المجلس التشريعي حديثه بتأكيده على عدم التخلي عن قضية الاسرى والعمل الجاد والمستمر للافراج عنهم داعياً أبناء فتح الى لملمة جراحها و التقدم الى الامام لحماية المشروع الوطني الفلسطيني ولحماية الحركة والعمل بكل جهد لتبقى هذه الحركة لأن بقائها مصلحة وطنية ويخلق التوازن في الساحة الفلسطينية".