وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الجبهة الشعبية : التهدئة واستمرار المفاوضات وسوء استخدام الانفاق عبث بالقضية الفلسطينية يجب أن يتوقف

نشر بتاريخ: 11/12/2008 ( آخر تحديث: 11/12/2008 الساعة: 13:00 )
غزة- معا - دعا قيادي في الجبهة الشعبية إلى إعادة النظر بالتهدئة ووقف المفاوضات العبثية الضارة بالقضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية والحصار.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، مسؤولها في قطاع غزة د.رباح مهنا في كلمة في حفل استقبال نظمته الجبهة على شرف ذكرى انطلاقتها الـ 41 بمدينة غزة " إن التهدئة كسياسة هي سياسة خاطئة، معتبراً طرفي الصراع يسعيان لتوظيفها لمصالحه الخاصة، حيث أن هناك طرف يحاول استثمارها في المضي بالمفاوضات الضارة بقضيتنا، وطرف آخر يريد تهدئة تلو تهدئة للوصول لتهدئة طويلة الأمد تستمر سنوات، ولإحكام سيطرته على القطاع"، واصفاً هذه التهدئة بالضارة بمصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه.

وشدد مهنا على ضرورة تشكيل جبهة مقاومة موحدة تحدد تكتيكات المقاومة وتحدد الوسيلة الأفضل للمقاومة، داعياً في الوقت ذاته إلى وقف المفاوضات مع الاحتلال والاستعاضة عنها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية المنصفة للفلسطينيين، معتبرا الحصار المفروض على قطاع غزة بأن هدفه سياسي، يهدف الاحتلال من خلاله لإنهاك الشعب الفلسطيني وتكريس لحالة الانقسام، ومن ثم اخضاعه للقبول بتنازلات سياسية، وجعل التوجه جنوباً ممراً إجبارياً.

كما وجه مهنا نقداً لبعض أوجه استخدام الأنفاق مشيراً إلى أنه رغم ابتداع شعبنا في مسيرته النضالية لوسائل عدة لفك الحصار ومنها ظاهرة الأنفاق، إلا أن البعض يحولها هدفاً لتغليب مصالحه الخاصة إلى مظهراً ضاراً بشعبنا لمراكمة الثروات على حساب الجماهير وقوتها، وأنها ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية وسياسية واجتماعية ضارة بأبناء شعبنا، مؤكداً أنها بدلاً من أن تكون عوناً لأبناء شعبنا أصبحت مكان لتحكم شريحة معينة بشعبنا، داعياً لإعادة النظر في أوجه استخدامها الضارة ووضع سياسة وطنية عامة تعيدها إلى ما ينبغي أن تكون عليه كأحد وسائل تخفيف معاناة شعبنا جراء الحصار.

وطرح د.مهنا في كلمته عدة إجراءات للقيام بها منها التحرك الجاد فلسطينياً وعربياً لإنهاء هذا الانقسام، محذراً من أن استمراره مدمر للقضية الفلسطينية، داعياً أيضاً إلى التحرك سياسياً من أجل وقف المفاوضات الضارة، وإعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وفقاً لوثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة، بالإضافة إلى تفعيل الحالة الجماهيرية والدفاع عن هموم الناس ومشاكلهم.

كما شدد على أن الجبهة لا ولم ولن تصوب سلاحها ضد أبناء شعبها، وستحاول بالنضال الديمقراطي الجماهيري الدفاع عن حقوقه وتفعيل الحالة الجماهيرية ومحاصرة وعزل كل من يوجه السلاح نحو الجماهير ومناقشة هموم الناس، مشيراً في هذا السياق إلى أن الجبهة كانت أول فصيل قال لا للحسم العسكري الذي قامت به حماس وطالبتها بالتراجع عنه، كما قالت لا للمراسيم التي صدرت من قبل الرئيس أبو مازن اثر الحسم العسكري.

وأضاف بأن الجبهة متمسكة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وأنها تعتبرها الكيان الوطني الفلسطيني التي يجسد وحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، لافتاً في الوقت ذاته أنها بحاجة إلى تفعيل وإصلاح حسب ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني وإعلان القاهرة، متهماً من يعطل هذه الإجراءات بأنه يلحق الضرر بشعبنا.

وحول انطلاقة الجبهة الشعبية لفت مهنا إلى أن الجبهة هذا العام تحتفل بذكرى انطلاقتها الـ41 وهي تفتقد مؤسسها وقائدها الدكتور جورج حبش، واصفاً إياه بأنه ليس قائداً ومؤسساً فقط بل ضرب نموذجاً يحتذى به فلسطينياً وعربياً وأممياً باستقامته وتمسكه بالثوابت ودعوته المستمرة للوحدة الوطنية.

وشدد أيضاً على أن الجبهة عندما تطرح موقفها فإنها لا تنحاز لفتح ولا لحماس، وإنها قد تتفق مع هذا الطرف أو ذاك في موقف ما، إلا أنها تؤكد أنها عندما تطرح موقفها هذا تنطلق من مصلحة الوطن والمواطن.