وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الأخبار المتضاربة حول الافراجات أضرت بنفسية الأسرى وذويهم

نشر بتاريخ: 11/12/2008 ( آخر تحديث: 11/12/2008 الساعة: 13:09 )
غزة - معا - أكد مركز الأسرى للدراسات أن الأخبار المتضاربة حول الافراجات أضرت بنفسية الأسرى وذويهم ، وطالب المركز بنشر موقف محدد بعيدأ عن المناكفات السياسية فى هذا الموضوع ، ودعا الكل الفلسطينى التعامل بمسئولية وأخذ بعين الاعتبار مشاعر الأسرى وذويهم فى هذا الموضوع الانسانى .

وأكد مركز الأسرى أن الأسرى وذويهم يراقبون بدقة كل تصريح وكل كلمة تخرج من فم مسئول أو حزب سياسي أو صحيفة عربية واسرائيلية وأجنبية فى هذا الموضوع وخاصة من ذوى الأسرى الذين شملتهم القائمة ، فأي خبر يخص الأسرى والمعتقلين ينطلق من أي جهة له أهمية كبيرة لدى الأسرى، وهذا يفرض على أى جهة، رسمية أو غير رسمية، حكومية أو تنظيمية، أن تتعاطى مع هذا الموضع بحساسيته وجديه مفرطة .

وعن تأثير الأخبار المتضاربة حول الافراجات والتصريحات حول موعد الإفراج عن الأسرى أكد مركز الأسرى للدراسات أن هذا له تأثيرات نفسية كبيرة على نفوس الأسرى وذويهم ودعا كل الأطراف عدم الجرى وراء الأخبار الاسرائيلية التى تهدف إلى تعميق الأزمة بين الفصائل لما لهذا الموضوع من حساسية .

وأكد المركز أن التدرج الاعلامى فى هذا الموضوع كان سىء على أكثر من صعيد ، ففى البداية تم الاعلان عن نية اسرائيل للافراج عن 250 اسير من غزة والضفة كبادرة حسن نية للرئيس الفلسطينى أبو مازن بمناسبة عيد الأضحى المبارك ، ووفقا لأكثر من مصدر تم تحديد موعد الافراج عن الأسرى قبل عطلة عيد الأضحى، ثم تم اختزال الموضوع بأسرى من حركة فتح فقط من الضفة الغربية بلا أسرى من حركتى حماس أو الجهاد الإسلامي.

ثم تصاعدت الأمور وتم التصويت على 229 أسير وأسقطت اللجنة الاسرائيلية المختصة بقضية الأسرى أسماء 21 أسير ، وتم الاعلان أنهم سيعيدون مع أهليهم ، وتفاجأ الأسرى وذويهم أن اسرائيل قررت الافراج عنهم الثلاثاء " ثانى أيام العيد " وأكد الخبر مسئولون فلسطينيون ، ثم أعلنت صحيفة هآرتس أن السلطة طالبت اسرائيل بارجاء موعد الافراج عن الأسرى لحين عودة الرئيس أبو مازن من الحج لاستقبالهم مما سيكون له أثر اعلامى لصالح السلطة ، وبدورها، نفت رئاسة السلطة الفلسطينية الخبر ، وأضافت الرئاسة أن هذا الخبر عار تماماً عن الصحة، وأن قضية الأسرى بالنسبة للسيد الرئيس أساسية شأنها شأن كل قضايا الوضع النهائي، وأن سيادته يسعى بشكل دائم من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين وبأسرع فرصة ممكنة، ويدين أي تأجيل أو تأخير إطلاق سراح أي أسير يوماً واحداً.
وأضاف البيان أن الرئاسة كانت تنتظر إطلاق سراح الأسرى اليوم، كما كان متفقاً عليه، ولكن ومع الأسف الشديد أبلغنا الجانب الإسرائيلي بالتأجيل بدون إبداء الأسباب.

وتابع إن الرئاسة مازالت تنتظر إطلاق سراح الأسرى الـ250 بأسرع فرصة ممكنة، وبغض النظر عن وجود السيد الرئيس لاستقبالهم أم لا، فالأهم بالنسبة لسيادته أن يتحرروا من الأسر وتستقبلهم عائلاتهم وأهلهم ويعودوا لهم في أقرب فرصة ممكنة ليحتفلوا بعيد الأضحى معهم وبينهم ، ثم تطورت القضية وبدأ التدمير والتحطيم لآمال أهالى الأسرى والتلاعب بأعصابهم ومشاعرهم عند نشر أخبار متضاربة مفادها أن أولمرت تحت ضغوط حزبية ومتطلبات انتخابية تنصل من وعده الإفراج عن الأسرى وأنه أبطل بادرة حسن النوايا ، وعقب مسئولون فلسطينيون على الخبر بالقول أن أولمرت لن يستطيع الإيفاء بوعده للرئيس عباس، خاصة وأن "إسرائيل" موشكة على إنتخابات جديدة، حيث أن كل حزب بحاجة إلى أصوات " المستوطنين " الذين لن يصوتوا لأي حزب سيقوم بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين - الأمر الذى أقلق مضاجع الأمهات اللواتى بدأن بمراحل استقبال أبنائهن وتحضير أنفسهن معنوياً لاستقبال ذويهن .
وفى أعقاب الأخبار المتضاربة فى هذه القضية طالب مركز الأسرى للدراسات بعدم زج هذه القضية الانسانية والأخلاقية والوطنية للمناكفات الاعلامية ، وعدم التسرع بتداول الأخبار ذات الأبعاد والتأثير على حساب الأسرى وذويهم ، وطالب المركز موقف محدد حول موعد الافراج عن الأسرى لتعويض الأسرى وذويهم عن المعاناة وخاصة النفسية التى لحقت بهم جراء تضارب الأخبار فى قضيتهم .