|
الرئيس : حماس قاطعت الحوار لان مشعل اراد الجلوس في مكان بارز واتحدى ان تذهب للانتخابات بعد انتهاء فترة التشريعي
نشر بتاريخ: 11/12/2008 ( آخر تحديث: 11/12/2008 الساعة: 18:28 )
بيت لحم -معا- " إن مقاطعة حركة حماس للحوار الفلسطيني الذي كان مزمعاً عقده في القاهرة لم تكن بسبب المبررات التي تسوقها الحركة، ومنها المعتقلين في الضفة الغربية، بل كان السبب الحقيقي مكان جلوس خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، اذ كان مصمماً ان يكون في المنصة، والسبب الثاني هو رفضه لمغادرة أبو مازن جلسات الحوار بعد إلقاء كلمة افتتاح المؤتمر".. هذا ما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في لقاء مطول وشامل مع صحيفة الشرق الاوسط الصادرة في لندن صباح اليوم .
ومعا تنشر النص كما جاء في الصحيفة *لنبدأ بموضوع الخلافات الفلسطينية والحوار والمصالحة.. كل طرف وأعني حركتي فتح وحماس يتهم الآخر بتنفيذ أجندة خارجية تحول دون تحقيق الحوار والمصالحة.. حماس تقول إن هناك فيتو أميركي وإسرائيلي.. وأنتم تقولون إن إيران وغيرها تقف وراء رفض حماس؟ - نحن منذ اعلان اتفاق صنعاء وافقنا عليه ويشهد على ذلك عزام (الأحمد) وها هو جالس. اختلفنا حول مقولة الاتفاق على المبادرة أو الحوار حول المبادرة ولم ننجح. ذهبنا الى قمة دمشق وثبتنا المبادرة اليمنية كمبادرة عربية، واتفقنا مع السوريين على أن الميكانيكية اللازمة هي أن تدعو مصر الى حوار شامل مع كل الفصائل وبعد أن تجمل كل النتائج التي تتوصل اليها، تضعها في يد الجامعة العربية أي بيد القمة العربية التي تقودها دمشق. وبالفعل توجهت الى دمشق قبل بضعة ايام من موعد 9 نوفمبر (تشرين الثاني) الموعد المحدد لانطلاق الحوار في القاهرة. عرض علي عمر سليمان (مدير المخابرات المصرية) صيغة ووافقت عليها كاملة.. وذهبنا الى الرئيس (حسني) مبارك في اليوم التالي وسلمناه الصيغة التي اتفقنا عليها. بعدها سافرت الى المجر واتصلوا بي هناك وابلغوني بأن لدى حماس 13 تحفظا على الصيغة.. وبعد ان عددوا هذه التحفظات، قلت لهم انه ومن اجل الحوار ونجاح الحوار انا موافق.. انا موافق على جميع التحفظات. وتساءلت.. هل هناك شيء آخر قالوا مفيش. وعندما عدت الى رام الله اتصلت بعمر سليمان وسألته ان كان كل شيء تمام قال.. كل شيء تمام وان شاء الله ينطلق الحوار في 9 نوفمبر (تشرين الثاني). وابلغته انني ذاهب الى شرم الشيخ لحضور اجتماع اللجنة الرباعية ومن هناك سأتوجه الى القاهرة. لكن وانا في شرم الشيخ أبلغت بان حماس قررت مقاطعة الحوار.. لماذا؟ * بسبب قضية المعتقلين لدى السلطة؟ ـ لا. لأنه لم يكن هناك غير معتقل واحد، وسألت عن سبب اعتقاله فقيل لي انه شاب في العشرين من العمر وسبب اعتقاله هو تهريب عملة.. ومع ذلك طلبت منهم أن يفرجوا عنه حتى لا نخلق مشكلة.. إذن أين المعتقلون.. ولا تنسى ان المشكلة هذه أثيرت بعد ان اغلقنا باب النقاش انتظارا لانطلاق الحوار. اذن موضوع المعتقلين ليس السبب. والاسباب الاخرى فهي: أولا: أين يجلس خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) اذ كان مصمما على ان يكون على المنصة. والسبب الثاني انه يرفض ان يلقي ابو مازن كلمته (في مؤتمر الحوار) ويغادر وان عليه ان يبقى جالسا في جلسات الحوار.. يا أخي انت مالك ومالي. انا اريد ان القي كلمة وامشي. وتارك وراي وفد فيه نبيل شعث وعزام الأحمد وغيرهما. السبب الثالث هو ان تسمح السلطة لوفد حماس من الضفة الغربية. يا أخي اذا كنت لا أستطيع ان اسمح لنفسي بالخروج من دون إذن الإسرائيليين. وأكثر من هيك فان التنظيمات الفلسطينية الأخرى المشاركة لم يسمح لبعض أعضاء وفدها من الضفة بالخروج، منهم خالدة جرار من الجبهة الشعبية، وهشام ابو غوش.. رفضت السلطات الإسرائيلية السماح لهم بالخروج.. إذن انا لا املك قرار السماح لأي احد بالخروج. هذه اذن الاسباب الحقيقية التي جعلتهم يرفضون.. وفوجئنا بالفعل بقرارهم. قبل ذلك، أي في حوالي 6 أو 7 رمضان، كنت قد اجتمعت بالجامعة العربية.. وقالت انها ستتخذ موقفا سلبيا ممن يعطل الحوار. وقلت انني اقبل حكمهم في ذلك حتى لو كان ضدنا. وبعد ان رفضت حماس بدأت بعض الدول العربية تتردد.. فطلبت بإصرار من الأمين العام للجامعة العربية ان يعقد اجتماعا ويحدد الطرف الذي عطل الحوار.. وبالفعل اجتمع مجلس وزراء الخارجية العرب في 6 نوفمبر واخذ موضوع الحوار من الاجتماع 11 ساعة ونصف الساعة. طالب البعض بحضور خالد مشعل فرد عليهم مندوبنا في اجتماع (صائب عريقات) احنا ما عندناش مانع.. لكن بشرط ان تشارك كل الاحزاب المعارضة في هذه الدول في الاجتماع، وما شاء الله كل البلدان العربية فيها معارضة، عندئذ فقط نقبل بمشاركة حماس. وانتهى الاجتماع ببيان اجمع عليه العرب ونحن موافقون عليه. ومع ذلك قلنا اننا نصر على ان تواصل مصر جهودها للحوار. ورغم ان الدول العربية لم توجه انتقادا مباشرا في بيانها لحماس الا اننا قلنا نريد العنب ولا نريد ان نقاتل النواطير. وطلبنا من الإخوة في مصر ان يعودوا الى العمل في موضوع الحوار مرة اخرى في الوقت الذي يناسبهم. يعني ذلك ان وزراء الخارجية العرب تراجعوا عن موقفهم الأولي بمعاقبة الطرف المعيق للحوار مائة في المائة.. لكن معلش.. ولا حول ولا قوة الا بالله.. غير انهم قالوا في بيانهم انهم يقيمون عمل ابو مازن ويدينون تعطيل حوار 9 نوفمبر من دون ان يدينوا حماس. وكما قلت أنا لا اريد مقاتلة النواطير بل اريد ان احصل على العنب. وسكت.. بل طلبت من عريقات ألا يعطل لأننا في النهاية نريد الحوار. * ورغم ما تقول، إلا ان حماس تصر على القول أن أبو مازن واقع تحت تأثير الفيتو الاميركي والإسرائيلي وتردون عليهم بان هناك اطرافا خارجية تضغط على حماس؟ ـ ماشي يا سيدي.. نحن متهمون بأن علينا فيتو أميركي وإسرائيلي.. لكن أعطيك امثلة.. اذا كنت اقبل بالفيتو الاميركي.. هل ادعو الى انتخابات تشريعية رغم ان الكل كان يعارضها.. قلت ان الديمقراطية يجب ان تتواصل. وفي الوقت الذي أعلنت فيه لجنة الانتخابات النتائج توجهت الى إسماعيل هنية وطلبت منه ان يشكل الحكومة.. بعد فترة المشاورات الدستورية ورفض الفصائل الأخرى الانضمام اليهم شكلوا حكومتهم بمفردهم. ونصحتهم وقلت ان الحكومة لا يمكن ان تستمر الا اذا كانت ملتزمة مع موقف الرئيس، وهي اصلا لمساعدة الرئيس في برنامجه. لكنهم رفضوا وصار ما صار، وجاءت مكة وشكلنا حكومة وحدة وطنية لا ترضى عليها لا أميركا ولا إسرائيل، وفرض علينا الحصار ورغم ذلك أصررت على حكومة الوحدة بل قمت بتسويقها والدليل على ذلك انني وفي القمة العربية في الرياض كنت أقدم هنية من شخص الى شخص من المسؤولين الذين يقاطعون حماس وحتى الأمين العام للأمم المتحدة، وأقول لهم ان هذا هو رئيس وزرائنا ويجب ان تتعاملوا معه. وعندما رفض معظم الدول ان يقدم المساعدات المالية للحكومة استشرت الأمين العام (للجامعة العربية) في ما افعل، وفي النهاية طلبت من الأمين العام ان يحول المساعدات الى حسابي، وكنت اتصل بوزير المالية في حكومة الوحدة سمير أبو عيشة وأقول له هذه هي الفلوس وتسلموها من الحساب الفلاني. يعني كنت اتحايل على المقاطعة. ثم جاءت قمة دمشق ورفض نصف العرب الحضور كل لأسبابه. وانا شخصيا تعرضت لضغوط شديدة حتى قبل يوم من القمة، وكان قاعد عندي ديك تشيني (نائب الرئيس الاميركي) وطلب مني ألا اشارك في قمة دمشق، ولكنني أصررت على الحضور.. وقال لي: انك ستغضبنا وتغضب غيرنا، فرددت عليه بأنه لا بد من المشاركة. واكثر من هيك في اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك يبدو ان الولايات المتحدة ضغطت على البعض كي لا يشاركوا في الاجتماعات.. فقالوا للأميركيين: لكن ابو مازن موجود في نيويورك، فتلقيت 23 مكالمة هاتفية لإقناعي بعدم الحضور الى نيويورك (في سبتمبر الماضي) حتى لا يحضر العرب.. وحضرت اجتماعات نيويورك.. إذاً من هو الذي يذعن للضغوط أبو مازن أم حماس التي يطلب منها عبر الهاتف ان تعمل كذا وألا تعمل كذا. * وممن يتلقون الأوامر كما تقول، من هي تلك الجهات التي تأمر حماس على حد قولكم؟ ـ أنا شخصيا لا أريد أن اذكر أسماء. * لدى حماس قناعة بأنه لن تكون هناك حوارات مجدية قبل انتهاء ولاية جورج بوش، وهذا ما قاله لـ«الشرق الأوسط» محمد نزال.. ما رأيكم في هذه المقولة؟ ـ هم لديهم أوهام أن (الرئيس الاميركي المنتخب باراك) أوباما ربما يكون أفضل من بوش، على اعتبار أن اسم والده حسين. أنا في رأيي أن هذه أوهام وكلام فاضي وتخريف وتعقيد وتلك كما يقول إخواننا المصريون. فالذي يرد الحوار لا ينتظر أوباما ولا جون ماكين ولا غيرهما. * لكن حماس أو بالأحرى قيادات حماس في الضفة الغربية تعارض أي حوار طالما أبقت السلطة المعتقلين السياسيين قي سجونها، وهذا ما أكده لـ«الشرق الأوسط» ناصر الدين الشاعر (نائب هنية في أول حكومة لحماس) وهو المعروف باعتداله وتأكيده على عدم انتمائه لحماس؟ ـ سيبك من ناصر وغير ناصر.. أنا أتحدى أن يكون هناك معتقلون سياسيون.. صحيح اعتقل البعض مثل محمد غزال (احد قادة حماس في مدينة نابلس) وأفرج عنه.. أنا لا اقبل ان يعتقل أي شخص بسبب عقيدة.. والأسباب التي يعتقل على أساسها أي فلسطيني من قبل السلطة هي أمنية وعسكرية ومالية.. واحد يهرب سلاحا، وآخر يشكل خطرا امنيا، وثالث يهرب العملة.. نعم هناك اعتقالات من هذا النوع وأنا لا انكر ذلك. الاعتقالات الحقيقة واعمال القتل تدور في غزة ولا احد يعرف.. يا رجل إنهم يمنعون الصلاة، والآن وكما تعلم يمنعون الحج. وعندما وقعت حادثة مخيم الشاطئ (في غزة التي قتل فيها عدد من كوادر حماس العسكريين) قلت لهم انه حادث مؤسف وطلبت منهم ان يحددوا الجهة المسؤولة.. لكني أتحداهم ان يقولوا من ارتكب هذه الجريمة. غير انهم ونتيجة لذلك الحادث لم يتركوا أحدا من شرهم.. حتى الناس المقربين منهم مثل زياد ابو عمرو (وزير خارجية حكومة الوحدة).. احتلوا مكتبه. هذا هو أسلوب عملهم أما نحن فنشتغل سياسة. * هناك من يقول لنترك غزة لهم والضفة لنا (لفتح) ولنتواصل في إطار اتحاد فيدرالي؟ ـ عندما توصلت الى اتفاق اوسلو وهناك الكثير من الناس الذين لا يحبون اوسلو، اصررنا على وجود ممر آمن (قالها بالانجليزبة safe passage) يصل قطاع غزة بالضفة الغربية.. إذن نحن طلاب وحدة لا تفرقة.. وان كنا منفصلين جغرافيا فإننا سنبقى شعبا واحدا بكل ما أوتينا من قوة، ولن نقبل ان يبقى الوضع على ما هو عليه. * لكن يمكن البقاء موحدين عبر اتحاد فيدرالي. هل خطر في بالكم مثل هذا الحل لمواجهة مشكلة الانقسام السياسي مع تباعد المواقف يوميا وتلاشي فرص الاتفاق عبر الحوار وتصاعد الحملات الاعلامية؟ ـ نحن نقول ان البديل لكل ذلك يكون بالانتخابات. فاذا كان الشعب يريدهم فليأخذوا، عبر الانتخابات الضفة الغربية وليس غزة فحسب. لكنهم يعرفون ان الشعب انخدع بهم في المرة الأولى.. أتحداهم ان يقبلوا بالتوجه للانتخابات في أي وقت.. اليوم أو غدا أو بعد غد أو شهر.. مرة أخرى أتحداهم ان يقبلوا الانتخابات. * في موضوع الانتخابات.. هل من حق الرئيس دستوريا ان يدعو الى انتخابات تشريعية قبل موعدها القانوني؟ ـ الموضوع ليس بعد أو قبل.. نحن في أزمة وطنية.. وعندما نكون في أزمة وطنية أو وزارية.. الى من نلجأ.. أروح اشكيهم للأمم المتحدة أو الجامعة العربية.. وحتى الجامعة العربية قالت لا بد من انتخابات تشريعية ورئاسية.. انتخابات ثنائية حتى لا يفكرون في انني أريد التمديد، فهذا ليس في خاطري. الذهاب للانتخابات حسب الدستور الذي يقول ان مدتي تنتهي في 9 يناير (كانون الثاني)، لكن الدستور نفسه يقول ان الانتخابات للمرة القادمة (طلب من عزام الأحمد الذي كان حاضرا اللقاء، المساعدة في نص القانون) لا بد أن تجري متزامنة.. أقولك أنا أتحدى انه عندما تنتهي مهلة المجلس التشريعي، ان يقبلوا بإجراء الانتخابات. الزمن بيننا.. وستذكرني في يوم من الأيام وحتى بعد سنة اذا كانت حماس ستقبل باجراء الانتخابات. انا رئيس السلطة انا المسؤول.. فيه حالة طوارئ وأسباب قاهرة وظروف طارئة ووطن يمر بنكبة.. والمخرج ان اعود للشعب، خاصة ان المجلس التشريعي معطل.. ولست أنا معطله.. وانا يوميا أطالب بالإفراج عن النواب المعتقلين.. وحتى قبل اعتقالهم فإنهم لم يسنوا قانونا واحدا. * في موضوع الانتخابات هناك من يقول ان انتخابكم رئيسا لدولة فلسطين غير دستوري وانه محاولة للالتفاف على انتخابات الرئاسة المستحقة بعد حوالي الشهر خاصة وانك رفضت هذا المنصب بعد وفاة الرئيس عرفات؟ وحتى فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير امين سر اللجنة المركزية لفتح يقول ذلك؟ ـ قبلتها لأنه لا يمكنني وانا رئيس للسلطة ان اترك فراغا. وأقول لهؤلاء تعالوا لنتفق على اجراء الانتخابات. * أنا اتحدث عن رئيس دولة فلسطين وليس السلطة.. انتم رفضتم هذا المنصب في السابق فلماذا قبلتم به في هذه المرحلة بالذات كما ان الانتخاب غير دستوري في نظر البعض؟ ـ عندما أعلنت دولة فلسطين في المؤتمر الوطني في الجزائر عام 1988، انتخب أبو عمار بعدها رئيسا لدولة فلسطين في بداية عام 1989 في جلسة للمجلس المركزي. * بل المشكلة انك رفضتها في حينه مما أثار الشكوك؟ ـ لم اطرحها ولم اقبل بها وقلت يمكن الحديث فيها لاحقا. *القدومي يقول إن انتخاب أبو مازن كان خطأ دستوريا؟ ـ اذا كان المجلس المركزي هو الذي انتخب أبو عمار رئيسا لدولة فلسطين والمجلس المركزي هو الذي انتخبني، فأين المخالفة الدستورية إذن؟المجلس المركزي هو أعلى سلطة في المنظمة في غياب المجلس الوطني. * هل بامكانكم ان تجروا انتخابات تشريعية او حتى رئاسية من غير حماس؟ ـ انا اقول لنتفق حول هذه القضية. * وإذا صعب التوصل الى اتفاق؟ ـ لا اريد ان استبق الاحداث. وزراء الخارجية العرب قالوا لا بد من الحوار لكن لا يمكن ان يترك الوضع على ما هو عليه الى الابد. * ها انت قلتها لا يمكن ترك هذا الوضع الى الابد.. فما المخرج في حال استمرار الوضع؟ ـ انا لا اعرف ولا أريد ان استبق الأحداث وأقول ماذا سأفعل بعد شهرين او ثلاثة او اربعة.. انا اقول انه لا بد من ان يتم الحوار ولا بد ان ينجح. لكن اذا فشل فلا بد من العودة الى المؤسسات ونقول رأينا؟ * اجراء الانتخابات في ظل الانقسام مسألة صعبة لكنها غير مستحيلة.. هل يمكن تكرار التجربة الأردنية في اول انتخابات بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية، أي ان يكون من حق اهل غزة الترشيح في الانتخابات من دون ان يكون لهم حق التصويت؟ ـ انا الآن لا اريد التفكير في هذا الأمر. * لكن اذا تعرقلت الامور.. وهذا هو الاحتمال الاكبر وفقا للقراءة الحالية للتطورات، هل يمكن التفكير في اعتبار قطاع غزة اقليما متمردا كما قال بعض المقربين منك؟ - وهذه أيضا قضية تأتي في وقتها وستدرس في المؤسسات.. سنعود للمجلس المركزي ونقول لهم ان هناك متمردين يسيطرون على غزة ونقول لهم ما هو رأيكم. وما يقرره المجلس نلتزم به. * لكن مسؤولا امنيا كبيرا هدد باستخدام القوة العسكرية للتخلص من حكم حماس في غزة؟ ـ هذا هو رأيه الشخصي. والاهم من ذلك انني ارفض التعامل عسكريا مع قطاع غزة. ولو قبلت بهذا الأسلوب لما حصل الانقلاب. * لنفتح ملف المفاوضات التي كما يبدو ستتواصل الى ما لا نهاية؟ ـ لنوضح هذه النقطة.. وهي ان المفاوضات لم تبدأ الا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 بعد مؤتمر انابوليس. في ايام انابوليس.. منذ عام 2000 وحتى2007 لم يكن هناك أي مفاوضات.. كانت هناك الانتفاضة وكانت القطيعة بين الطرفين.. اذا يجب الا نحمل انفسنا مسؤولية السنوات السبع هذه. خلال مفاوضات الاشهر الـ 12 الماضية، فتحت جميع الملفات.. الملفات الصعبة والملفات السهلة دون استثناء .. الملفات الست الصعبة والملفات السهلة وهي العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الى آخره.. كلها فتحت ولم نقفل ملفا واحدا.. وهناك مسافات طويلة بين الموقفين.. ولم يكن مطلوبا من الأميركيين ان يجسروا الخلافات بين الموقفين (قالها بالانجليزية to bridge the gap) وطلبنا منهم ان يلعبوا دور المراقب. وقال الرئيس بوش مؤخرا انهم بذلوا جهدا واننا بذلنا جهدا.. ولم يحصل ما كنا نطمح اليه.. نحن آسفون ونأمل ان يتحقق حلم الدولة الفلسطينية في العهد الجديد وأنا ابارك لكم فيها. * كيف كان اللقاء الأخير بينكم وبين بوش؟ كما سلف وذكرت، هو ما جرى بيننا.. هناك من يقول لنتوصل الى إعلان مبادئ أو حل مؤقت أو ترتيبات مؤقتة.. وكان ردنا على ذلك انه لا يمكن الاتفاق على شيء الا بعد الاتفاق على كل شيء. هذا هو الشعار المتفقون عليه مع الإسرائيليين.. انا لن اعمل مثل حماس التي وافقت على حلول مؤقتة.. تأجيل ملفي القدس واللاجئين لخمسة عشر عاما.. هذا كلام معناه تدمير قضيتك الى الأبد. انا اريد أولا ان تحل القضايا الست.. القدس والحدود والامن والمياه والمستوطنات والدولة زائدا الأسرى.. يجب اقفال هذه القضايا ونوقع عليها اولا.. عندئذ نقول اننا توصلنا الى حل. *هل توصلتم خلال لقاءاتكم المتواصلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت الى نوع من التفاهمات غير المعلنة مثل موضوع حدود 1967؟ ـ الى ما قبل شهرين او ثلاثة لم يكن الاسرائيليون يعترفون بحدود 1967 وتحديدا في الضفة الغربية الى ان جاءت كوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الاميركية) وقالت ان الضفة الغربية تعني حدود 1967 أي القدس أي نهر الأردن أي البحر الميت أي المناطق المحايدة (NO MAN'S LAND). هذه اول خطوة. الخطوة الثانية وهي الحدود لم نتفق عليها، هم يطرحون شيئا ونحن نطرح شيئا آخر. * هناك تسريبات اسرائيلية تفيد بأن حاييم رامون وأولمرت يعملان من اجل التوصل الى اتفاق اعلان مبادئ قبل رحيل أولمرت؟ ـ نرفض اعلان مبادئ ونرفض بيانا رئاسيا ونرفض حلولا مؤقتة.. وما لم يكن هناك اتفاق على كل القضايا فلا يمكن ان نتقدم.. ولهذا فالشعار الذي وقعناه معهم (الإسرائيليين) هو لا اتفاق الا بالاتفاق على كل شيء. * وكلام أولمرت؟ ـ انا غير مسؤول عما يقوله الآخرون.. انا مسؤول عما اقول في كل مناسبة .. قلته في اجتماع الرباعية وهو ما جاء في بيان الرباعية في 8 نوفمبر أي لا اتفاق الا بالاتفاق الكامل. * ولو زرت واشنطن (علمت «الشرق الأوسط» ان ابو مازن سيتوجه الى واشنطن قبل نهاية ولاية بوش)؟ ـ ولو ذهبت الى واشنطن أي لو دعيت من قبل الرئيس بوش لوداعه سأقول له ما قاله لي سابقا. * لكن هناك معلومات تقول انك ستزور واشنطن قريبا؟ ـ إذا ذهبت.. ولن أزيد. * ما هي قضية ابو علاء (احمد قريع) ولماذا يقاطع المفاوضات.. انه لم يشارك في لقاءاتك الاخيرة مع اولمرت؟ ـ أبو علاء لم يقاطع المفاوضات. * بل قاطعها وقاطع زيارتك الى نيويورك بعد ان غادر الضفة الغربية ليعود اليها قبل ان يصل الى نيويورك؟ ـ احيانا تحصل بعض الامور الصغيرة. * يقال إن لأبو علاء تحفظات على نهجك في المفاوضات، وتحفظات ايضا على حكومة سلام فياض؟ ـ والله نحن متفقون على كل صغيرة وكبيرة قبل ان نذهب وبعده.. نحن نعمل شغلا مرتبا. يعني قبل ان نذهب نقول ان هذه هي النقاط التي سنطرحها ونتفق على اسلوب طرحها وكيفية طرحها.. وعندما نذهب نتحدث بنفس اللغة غير مختلفين على تفصيلة صغيرة. وعندما نعود نناقش الحصيلة التي نضعها مكتوبة حتى لا تكون هناك اجتهادات.. نحن كمن نلعب بالمتفجرات وستكون اللعبة الأخيرة.. لأننا نتعامل مع قضايا الحل النهائي. في الماضي كنا نتعامل مع قضايا الحل المؤقت.. يعني ما كناش نتشدد كثيرا مثل اعادة الانتشار في 6 في المائة أو 8 في المائة.. أما في قضايا الحل النهائي فالوضع مختلف. وسنعرض أي اتفاق على استفتاء شعبي. وفي اجتماع مجلس الجامعة العربية شرحت كل شيء بالتفصيل واتحدى أيا منهم سأل سؤالا ولم يتلق عليه جوابا شافيا. * كيف تقرأ مستقبل المفاوضات بعد رحيل أولمرت خاصة ان الخيارات ليست كثيرة.. - تسيفي ليفني (كديما) او بنيامين نتنياهو (الليكود).. هل سيكون هناك مستقبل للمفاوضات مع أي منهما؟ نعم.. يمكن التفاوض معهما. نحن نتعامل مع رئيس وزراء اسرائيل ايا كان. اولمرت المتهم باشياء كثيرة هو الان قائم باعمال رئيس الوزراء، لكنه ما دام يجلس في مقر رئيس الوزراء التقي معه بشكل منتظم. اذن سنتعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد سواء ليفني او نتنياهو. كنت اسأل إن كنت أفضل أوباما أو ماكين وكان ردي دائما: أيا كان الفائز سنتعامل معه. فأميركا بلد مؤسسات وقدوم رئيس وذهاب آخر لن يغير كثيرا في سياسات البلد. لذا يجب الا يكون لدى البعض أوهام بان مجيء شخص سيغير كثيرا في الوضع.. لان السياسات باقية لكن ربما الشخصيات تختلف لكن السياسات باقية. * هذا يعني ان اللقاءات بينك وبين اولمرت ستتواصل؟ ـ نعم، لان الأمور لا تتعلق فقط بقضايا المرحلة النهائية بل هناك قضايا اجرائية يومية.. الأسرى وبطاقات الهوية (اتصل به حسين الشيخ رئيس دائرة الشؤون المدنية مرتين خلال المقابلة) الحواجز والاعتداءات.. هناك قضايا يومية لا بد من التعامل معها.. * منذ ما قبل رحيل عرفات والوعود لا تتوقف بشأن انعقاد المؤتمر السادس؟ ـ انعقاد المؤتمر تأخر.. لكن المشكلة ان الانتخابات الداخلية لم تنته في اقليم رام الله الا الأسبوع الماضي، وقبل اسبوعين انتهت في نابلس، وحتى الان لم تنته في سلفيت. اما بالنسبة للوثائق التي ستقدم للمؤتمر فهي جاهزة وكذلك مسائل العضوية.. الآن لم يبق سوى اللمسات الصغيرة التي لا بد منها. لا اريد الذهاب الى مؤتمر لأنه فقط لا بد من عقد مؤتمر، اريد الذهاب الى مؤتمر ناجح. وبالتالي لا استطيع حرق المراحل ولا اسلق المؤتمر، من اجل ان آتي بقيادات ترضى عنها وتنتخبها القاعدة. * هل يمكن ان تتلاشى قيادات تاريخية على الاقل بسبب كبر السن؟ ـ لا افكر بأن فلان كبير وفلان صغير. المؤتمر هو سيد نفسه ولا احد يستطيع ان يفرض عليه شيئا ولا على المنتخِب الذي يختفي وراء الستارة للإدلاء بصوته.. وبالتالي أيا كان الفائز.. قائد تاريخي أو ولد.. سيكون خيرا وبركة. * لكن هناك خلافات داخلية في الحركة؟ ـ أي خلافات؟ * أبو اللطف يتحدث عن خلافات داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر حول عقده من دون أسس تصون ميثاق الحركة.. وخلافات أيضا حول فصل جسم فتح عن هيكلية السلطة، واعادة الاعتبار لهيئات الحركة والتمسك بالكفاح المسلح. ويطالب القدومي ايضا بفصل رئاسة اللجنة التنفيذية للمنظمة ورئاسة السلطة وكذلك فصل موازنة السلطة عن ميزانية الصندوق القومي وتبعية كل السفارات للدائرة السياسية للمنظمة؟ ـ يا سيدي مؤسسات الحركة لم تتلاش في عهدي.. لقد مضى عليها 20 عاما.. انا اريد مؤتمرا لإعادة إحياء هذه المؤسسات، ويعطيها شخصية واستقلالية عن السلطة وحتى عن المنظمة. وهذا يحتاج الى مثابرة وتمسك بالقانون والنظام. وفي النهاية لا بد من عقد هذا المؤتمر. * وهل كان موقفك المعارض لمؤتمر العودة في دمشق، من قبيل المناكفات بينكم وبين ابو اللطف؟ ـ كنا نحن علنا ضد هذا المؤتمر وموقفنا واضح جدا. فقد كان هدف المؤتمر الاول والاخير القضاء على منظمة التحرير. للأسف ما فشلت في تحقيقه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة جاءت حماس لتفعله. ثانيا شخص مثل احمد جبريل (الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة) قال في عام 1983 انه سيعمل على هدم هذه الخيمة ويقصد بذلك منظمة التحرير، ولا يزال جبريل وغيره يفكرون في ذلك. * لكن كان الحديث يدور حول حق العودة؟ ـ هل يكون حق العودة بعقد مؤتمر والحديث عنه أم طرحه على طاولة المفاوضات.. وبعدين يا أخي.. حق العودة مثبت في المبادرة العربية التي ما زالوا يرفضونها، رغم اقرارها من قبل 5 أو 6 قمم عربية واعتمادها من قبل 6 قمم إسلامية من الخرطوم الى طهران الى أنقرة الى إسلام آباد وغيرها رغم تحفظ بعض الدول. * لننتقل الى الحصار؟ ـ الحصار الذي يتهم ابو مازن بالوقوف وراءه.. * صحيح هناك من يتهمكم بالمشاركة في الحصار من خلال عدم تحرككم لفتح معبر رفح؟ ـ منذ ان بدأ الحصار على غزة وبعد ان اصبحنا طرفا بعيدا عن السيطرة على القطاع، كنا اول من دعا الى التهدئة، وطلبت بشكل رسمي من الرئيس بوش وأولمرت والرئيس مبارك، ان تكون هناك تهدئة لأننا لا نريد لشعبنا ان يعاني أكثر فأكثر.. وللآن نحن مع التهدئة. ثانيا ومن اجل شعبنا نخصص 58 في المائة من ميزانيتنا لقطاع غزة. * 58 في المائة من ميزانية السلطة تنفق على غزة؟ ـ نعم 58 في المائة من ميزانيتنا لغزة، منها مرتبات 77 ألف موظف. وقبل ايام قال احد قادة حماس على «الجزيرة» ان اسرائيل منعت ادخال 240 مليون شيكل الى غزة ومصدر هذه الملايين هو السلطة. نقول لهم ان هناك معابر كرم أبو سالم وكارني وصوفر وإيريز.. لنعمل على فتح هذه المعابر وابقائها مفتوحة.. وأما معبر رفح فاننا سنحاول فتحه بعد الاتفاق مع جميع الاطراف.. ويردون على ذلك إما ان يفتح معبر رفح أو تبقى كل المعابر مغلقة.. مثل ما حصل في قضية الحجاج.. منطقهم كان إما نخرج الى الحج من غير فيزا او لن يخرج أحدا حتى من يحمل الفيزا.. * ما هي حقيقة ازمة الحجاج.. يقال ان السلطة اختارت الحجاج واستثنت جماعة حماس؟ ـ الحكومة السعودية تتعامل مع سلطة واحدة.. عملنا قرعة لاختيار الحجاج وكان نصيب غزة 3221 إضافة الى 200 اداري.... اختير هؤلاء بالقرعة بغض النظر عن انتماءاتهم.. واتخذت كل الإجراءات اللازمة لسفرهم.. لكم حماس قالت إما أن يخرج معهم جماعتنا او لا يخرج احد.. وبالفعل حرموا الحجاج من السفر.. ولم يحصل ذلك في تاريخ الإسلام الا مرتين وهذه هي الثالثة.. المرة الأولى من قبل كفار قريش الذين منعوا الرسول صلوات الله عليه والثانية من القرامطة.. والثالثة الان من قرامطة العهد الجديد في غزة. * كيف تقيمون سفن كسر الحصار التي تصل الى غزة؟ ـ هذه لعبة سخيفة اسمها كسر الحصار.. السفن تنطلق من ميناء لارنكا القبرصي..صحيح. أولا السفارة الإسرائيلية تأخذ كل جوازات سفر من سيركب السفينة للتأكد من هويات المسافرين ثم تتفحص ما ستحمله السفينة من مساعدات. ثانيا قطع البحرية الإسرائيلية تعترض طريق هذه السفن وتتأكد من الموجودين على السفينة والبضائع المحملة، قبل ان تسمح لهم بمواصلة الرحلة الى غزة.. فأين هو كسر الحصار. حصل أن بعض الدول قالت انها ستبعث سفننا.. اين هي تلك السفن؟* سفينة ليبية حاولت الوصول؟ ـ طيب وينها.. أتمنى ان تصل هذه السفن.. يا ريت. وبعدين اذا كنت تريد إرسال مساعدات الى غزة لماذا لا ترسلوها عبر مصر أو الأردن.. مصر توصل كل شيء وكذلك الأردن. وبالتالي فان هذه دعاية كاذبة ورخيصة ومزاودة لا أول لها ولا آخر. اذا من يصل من لارنكا مراقب بل موافق عليه. * لننتقل الى منظمة التحرير.. المعروف على الأقل الآن ان مؤسسات المنظمة متهالكة.. يتمسك بها أبو مازن عندما يكون محتاجا اليها ويتجاهلها في أوقات اخرى؟ ـ يا سيدي.. لمنظمة التحرير لجنة تنفيذية كاملة النصاب رغم تغيب بعض الأعضاء.* *تقصد أبو اللطف؟ ـ بصرف النظر عن مقولاته انها غير شرعية. لا يا سيدي.. اللجنة التنفيذية شرعية غصبا عنهم.. انا رئيس اللجنة التنفيذية وهو عضو في اللجنة التنفيذية ورئيس الدائرة السياسية لشو.. هذا أولا. ثانيا نحن نريد ان نعقد جلسة للمجلس الوطني القانوني.. وسنعقده خلال العام المقبل.. وهناك لجنة تحضيرية لعقد المجلس ويفترض ان تجتمع قريبا. * انتم تصرون على ان تلتزم حماس بقرارات المجلس الوطني قبل ان تنضم للمنظمة مع ان هناك فصائل تعارض سياسات المنظمة مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها؟ - ليس هناك فصيل واحد انضم الى منظمة التحرير الا بعد التزامه بالتزامات منظمة التحرير.. اما كون البعض يلعب دور المعارض في الداخل فهذا من حقه. فمثلا الجبهة الشعبية لا تزال تقول انها ضد اوسلو.. لكنها دخلت الوطن على اساس اوسلو.. وحماس نجحت في الانتخابات على اساس اوسلو.. وأصبحت حكومة على اساس اوسلو. اذا الأساس ان تدخل في المنظمة ملتزما ببرنامجها وبإمكانك بعد ذلك ان تعترض على المفاوضات مثلا.. هذا من حقك. واذا ارادت حماس او الجهاد الإسلامي ان تدخلا.. فلا بد قبل ان يدخلا قاعة اجتماع المجلس الوطني، ان يوافق المجلس على عضويتهما. * الإدارة الأميركية.. ادارة الرئيس بوش رغم وعودها بتحقيق حلم الدولة الفلسطينية في غضون العام الجاري.. فشلت. هل تشعر بالاحباط؟ ـ لا شك ان هناك وجودا للإحباط.. كنا نتمنى ان نتوصل الى اتفاق وننتهي من المشكلة.. يعني إحنا مبسوطين لمعاناة شعبنا.. هل نحن راضون عن الحال الذي نحن فيه.. راضون عن الاعتداءات المتواصلة على الخليل؟ لا نحن غير راضين. *هل هذا يعني ان نرضى باي حل؟ لا طبعا. اذا كان هناك حل انا مقتنع به وكذلك القيادة من حولي والشعب مقتنع به فسنقبل به.. اما غير هيك فلا. انا عقدت اتفاق اوسلو.. وقالوا في حينها انه اتفاق سري.. ولم يكن كذلك فالاتفاق كان علنيا، لكن المفاوضات التي قادت اليه كانت سرا، وعرض الاتفاق على اللجنة المركزية لفتح واللجنة التنفيذية للمنظمة وكذلك المجلس الثوري لفتح والمركزي للمنظمة، ثم ووفق عليه.. وقلت لهم في حينها اذا لم يحصل الاتفاق على موافقة هذه المؤسسات فإنني سأعلن ذلك بنفسي. نحن لا نستطيع ان نمشي أي كلام.. هذا ليس مصيري أنا بل مصير شعب. * إذا في رأيك ما هي أسباب عدم الاتفاق؟ ـ الطرفان لم يتفقا.. * ما هي تبريرات بوش لعدم التوصل الى اتفاق.. هل قام بالجهد المطلوب أم انه كان هناك تقصير من جانبه، أي أنه لم يضغط كفاية على اسرائيل؟ - مما لا شك فيه ان الرئيس بوش بذل جهدا وكذلك اللجنة الرباعية وبالذات كوندوليزا رايس التي شكرتها مرتين، مرة عندما زارتني ومرة أخرى في اجتماع الرباعية، لتركيزها واهتمامها.. انا لا استطيع ان احمل الرئيس بوش مسؤولية الفشل.. فهو لم يفشل ولا إدارته ولا اللجنة الرباعية.. والمشكلة باختصار اننا لم نستطع التوصل الى اتفاق. * قبل ايام قالت رايس ان الأوضاع الداخلية الإسرائيلية هي التي حالت دون التوصل الى اتفاق؟ ـ هذا قيل.. المشاكل الداخلية الإسرائيلية هي التي عطلت. عندما يصبح رئيس الوزراء عرضة للتحقيق ثم يضطر لان يستقيل ثم يطالبونه بالجلوس في البيت.. كيف له ان يعمل وكيف لنا ان نعمل معه. انا لا اقول انه هو السبب بل الوضع الداخلي الإسرائيلي. * هل تأملون في ان يتحقق في 2009 ما لم يتحقق في 2008؟ ـ نحن وعدنا من باراك اوباما مرتين.. مرة عندما زارني (عندما كان احد المرشحين الديمقراطيين) ومرة اخرى في برنامجه، بأن عملية السلام ستكون إحدى اولوياته. وقال انه لن يؤخر مسيرة السلام في الشرق الأوسط كما حصل.. وسيبدأ فيها فورا. وعندما تحادثنا (بعد الانتخابات) قال: انني ما زلت ملتزما بما قلته لكم. * في رأيك هل تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية يعطيكم آمالا اكبر في التوصل الى اتفاق؟ ـ اولا: هيلاري كيلنتون قريبة من الملف الفلسطيني.. فقد كانت السيدة الأولى في البيت الأبيض لـ 8 سنوات ومرافقة لزوجها.. اذا كانت مطلعة على كل الأمور. وبعد ذلك أصبحت عضواً في مجلس الشيوخ (سيناتورا).. اذا هي ليست قادمة جديدة على سياسة الشرق الأوسط. ثانيا جيمس جونز مستشار الأمن القومي المعين عايشنا سنة كاملة وكنت أتحدث اليه الآن (تحدث اليه اثناء اللقاء). بالمناسبة حديثي معه للتهنئة فقط، وليس لبحث أي مواضيع اخرى. * ما هو تقييمك للعلاقات مع الدول العربية.. وهل انت راض عنها؟ ـ يا سيدي انا ليست لدي مشكلة مع أي نظام عربي.. * لكن هناك مساعدين كبارا لكم يدلون بتصريحات يهاجمون فيها بلدانا عربية؟ ـ ما يصرح به أي شخص يكون باسم ذاك الشخص. وما لم يصدر بيان رسمي باسم الرئاسة فانه لا يمثل المؤسسة وما يصرح به من أفراد يأتي في اطار الحريات الديمقراطية. في الجامعة العربية قال لي عمرو موسى إن اصواتا تتحدث عن دولة وليس دولتين (أبو علاء رددها اكثر من مرة).فقلت له: انا شو حكيت.. انا اقول امامك انني مع الدولتين ولا تسمع كلام غير كلامي. انا لا اريد ان تسوء علاقتنا مع أي دولة عربية.. من كانت علاقتنا بهم متوترة.. أصبحت علاقاتنا معهم كويسة.. ليس لنا مشاكل مع أي دولة عربية ولا غير عربية. لكن هناك دول تساعد وهناك دول لا تساعد وأقول للطرفين شكرا. وفي دولة تساعد غيرنا فهي حرة.. ما عندي مشكلة لأنني لا استطيع فرض سياستي على غيري. يا اخي في دولة بتحب حماس.. انا شو ممكن اعمل.. هي حرة خليها تحبها فهذه هي سياستها كما لي أنا سياستي. * قبل ايام كنت في زيارة لدولة قطر للمشاركة في مؤتمر عن فلسطين.. ولم يلتقي بكم الأمير الا بعد ايام رغم العلاقة التاريخية التي تربطكم بقطر.. وفسر البعض ان التأخير ناجم عن زعل بينكما خاصة وانكم لم تزوروا قطر منذ سيطرة حماس على غزة قبل سنة ونصف السنة؟ ـ اللقاء لم يتأخر الأمير كان يلتقي بكل الرؤساء.. وعندما سئلت عن وقت مغادرتي قطر وقلت في اليوم التالي، تم الاجتماع. * يعني التأخير لم يكن ناجما عن زعل؟ ـ إطلاقا.. الأمير التقي بزعماء قبلي وبعدي.. وأنت تعرف علاقتي التاريخية بقطر. * الزيارة تأخرت كثيرا وهذا السبب الذي جعل البعض يتحدث عن خلافات. ـ الزيارة تأخرت ولا حول ولا قوة إلا بالله. نحن لا نفرض نفسنا على احد. * وكيف تقرأ اللقاءين اللذين تمّا بين مدير المخابرات الأردنية محمد الذهبي وقادة من حماس؟ ـ أيضا اقرأها من خلال سياسة الأردن. الأردن صاحب سياسة.. يريد ان يقابل فلانا أو علانا هو حر.. هذه مصلحته هذه قضيته. انا لا افرض عليه ما يمكن أن يفعله أو لا يفعله.أبو مازن الإنسان * لننهي الحوار في الحديث عن أبو مازن شخصيا.. أي الوجه الآخر لابو مازن... كيف يقضي أبو مازن أوقاته فراغه ان توفرت.. - لأول مرة سأمارس الجانب الإنساني.. سأخرج انا وزوجتي وزوجة ابني (مازن الذي وافته المنية قبل بضع سنوات بعد اصابته بمرض عضال في قطر حيث كان يعمل) الى الحج.. ما عدا ذلك ما عنديش وقت فراغ. *قلت لي مباشرة بعد انتخابكم رئيسا في عام 2005، انه سيكون هناك وقت للشغل ووقت للحياة الخاصة. ـ انا معنديش اجازات. وعندما اريد رؤية احفادي اراهم في المكتب. * كم حفيد عندك؟ ـ عندي ثمانية.. 6 أحفاد وحفيدتان. * أحفادك من بناتك وأولادك؟ ـ أنا معنديش بنات ولا أخوات مع الأسف. * هل لديك متسع من الوقت لممارسة القراءة.. وكيف تمارس هواية الكتابة، خاصة ان لديك الكثير من المؤلفات؟ ـ أنا يا سيدي نشرت كتاب «الطريق الى اوسلو» وأهديتك نسخة منه.. وإذا لديك وقت في عمان فسأعطيك نسخا عن 18 كتابا وكتيبا.. منيح هيك.. وهذه جزء مما كتبت. * كتابتك في السياسة فقط؟ ـ كتاباتي الأولى عن الحركة الصهيونية.. وأنا الآن اكتب بالتفصيل اليوميات الفلسطينية. أنا عندي 65 كتابا مطبوعة ولم تنشر بعد ولن تنشر في حياتي. * تكتب يومياتك؟ ـ نعم أولا بأول (اخرج وريقات من القطع الصغير من جيب سترته). أدون كل شيء بالتفصيل. * هل ندمت انك أصبحت رئيسا. ـ لو خيرت لما اخترت أن اكون رئيسا. ويمكن ان يكون ذلك نقطة قوتي.. انا لست متمسكا بهذا المنصب.. ولو سألت سأقول إني مش حابب أن أكون رئيسا. لكن في الوقت نفسه عندي مسؤوليات ولا يمكن ان اترك فراغا. عندما اشعر ان السلطة ماشية وفتح ماشية وكل شيء ماشي، سأقول السلام عليكم. واردد ما قاله صائب (عريقات) وهو ان هناك ولأول مرة ثقافة ان القاعد على الكرسي لا يريد هذا الكرسي. * طيب ما هي الخيارات بعد أبو مازن ـ أنا لا اختار احدا.. لكن اذا كان هناك شخص يشعر بأن لديه الامكانات ورغبة لان يكون بهذا الموقع ويقبل به من الناس من خلال الانتخابات. فانا صرت رئيسا عبر الانتخابات على أساس برنامج سياسي صعب وكان ضد التيار. يعني شخص يقبله الشعب ويقبل سياسته يصير رئيسا. وبعدين ليس هناك شخص مخلد لا يمكن الاستغناء عنه.. فالرسول صلي الله عليه وسلم، مات واللي بعده ماتوا. * يعني اعادة ترشيحك مرة ثانية يعتمد على الوضع العام؟ ـ انا افضل ان نصل اولا الى مؤتمر الحركة (فتح) ثم الى انتخابات رئاسية وتشريعية، ثم يترك امر المرشح والمرشحين للمؤسسات. والمؤكد ان لفتح رأيا وللمنظمة رأيا وبقية الفصائل ايضا. وربما يقولون إننا لا نريدك يا ابو مازن رئيسا.. ويختارون مرشحا آخر، وانا شخصيا سأدعم ذاك المرشح. * هناك من يطالب بفصل رئاسة السلطة عن رئاسة المنظمة ورئاسة فتح؟ ـ اذا رغب الناس بالفصل بين هذه السلطات فلتفصل وليس لدي مانع. * بمناسبة الفصل.. من يدعم مؤسسات المنظمة ماليا.. لا سيما المؤسسات الموجودة في الخارج؟ ـ لا أريد أن اخوض في هذه القضية. * لنعد الى ابو مازن.. سمعت عن حبك للفن مثل الأفلام والأغاني القديمة؟ ـ أنا أحب الفن.. أحب الموسيقي والأغاني.. أحب أغاني محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وأقدم من ذلك محمد عبد المطلب وعبده الحمولي. * متى تستمع لهذه الأغاني؟ ـ عندما اكون مسافرا. مثلا عندما أسافر من عمان الى رام الله. في البيت لا استمع الى أي أغان لأسباب خاصة لا أريدك ذكرها. (دخل مرافق الرئيس وناوله ورقة.. قرأها أبو مازن بصوت مرتفع، إطلاق صاروخين على إسرائيل من قبل الجهاد الإسلامي)، * ويقولون أيضا انك تحب الأفلام القديمة والمسلسلات التلفزيونية؟ ـ يمكن ان يسمح لي الوقت لأن أرى في السنة مسلسلا بشكل متقطع. مثلا في هذه السنة استطعت أن اشاهد مسلسل اسمهان بشكل متقطع. وليش حرصت ان أراه لأني عشت تلك الفترة، فحبيت ان اعرف ما يقال عنها. وفي العام الماضي شاهدت وايضا بشكل متقطع مسلسل الملك فاروق.. وأيضا لنفس الأسباب. ما عدا ذلك ليس ما بيصحلي اشوف ولا اشاهد. أحب كل اغاني ام كلثوم وهي ظاهرة لن تتكرر. الأفضل القول انها ظاهرة القرن العشرين وكذلك عبد الوهاب لم يأت من بعده من يشبهه. ولا نرى في العهد الجديد أي بوادر.. هناك كان فيه كلمات وألحان.اسمع مثلا الآن زكريا احمد، والا كلمات بيرم التونسي واحمد رامي.. ولا تنس ألحان محمد القصبجي.. هؤلاء لن يتكرروا. حتى بليغ حمدي لن يتكرر. * ما هو نوع الكتب التي تقرأها.. هل لديك روايات مفضلة تقرأها.. ـ معظم قراءاتي عن الإسرائيليات.. * دراساتك العليا كانت عن الإسرائيليات (حاصل على الكتوراه في هذا الموضوع من موسكو). ـ موضوع الدكتوراه عن الحركة الصهيونية. |