|
انعدام مؤشرات استئناف الحوار تنبئ بتعميق مأساة الفلسطينيين ونقلهم لمربع اللاعودة
نشر بتاريخ: 11/12/2008 ( آخر تحديث: 11/12/2008 الساعة: 18:59 )
غزة - معا - يبدو أن الأيام القادمة خاصة مع اقتراب تاريخ التاسع من كانون ثاني (يناير) القادم، تحمل في طياتها مزيدا من التشنج في مواقف حركتي فتح وحماس خاصة مع استبعاد كلا الطرفين استئناف الحوار الوطني الشامل في القاهرة الشهر الجاري والذي تم تأجيله لإشعار آخر بعد مقاطعة حماس له في التاسع من نوفمبر الماضي، ما ينبئ بتعزيز الانقسام في الساحة الفلسطينية وانتقال وضع الفلسطينيين من سيء إلى أسوأ، وانتقالهم لمربع اللاعودة.
ففي ظل إصرار حركة حماس على انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس في التاسع من يناير القادم، واستعداداتها الحثيثة لتنصيب رئيس جديد، الا في حال تم التوافق بالإجماع على تمديد ولايته -وهو أمر مستبعد حدوثه في ظل الحرب الإعلامية الشعواء الدائرة بين الطرفين-، في حين تصر غريمتها فتح على بقاء الرئيس عباس على رأس منصبه مدعومة بذلك بقرار وزارء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الأخير في القاهرة تبقى آمال الفلسطينيين معلقة على مبادرة تقدمها احدى الاطراف الداخلية أو العربية لتقبل بها الاطراف المتنازعة ويتم بموجبها استئناف الحوار وجسر الهوة بين الأخوة الفرقاء فمن جهتها أكدت حركة الجهاد الاسلامي ، على انعدام المؤشرات الايجابية لاستئناف الحوار قريبا، معربة عن أسفها لما آلت اليه الأوضاع في قطاع غزة، والتي وصفها بالأسوأ في تاريخ القضية الفلسطينية وقال نافذ عزام، القيادي في الحركة "لا توجد أي معطيات على الارض تبشر بقرب استئناف الحوار ومع ذلك نحن نحاول باستمرار التدخل لدى الطرفين لانهاء الازمة الحالية التي عمقتها وبحسب رأيه ما تم اتخاذه من اجراءات بعد احداث صيف 2007" من جهته قال فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس، "بأن ما نجم من تصريحات عن بعض قادة الحركة بعد امكانية استئناف الحوار قريبا انما هو استقراء للواقع في ظل غياب مستلزمات الحوار، والتنسيق الامني الرفيع بين السلطة الفلسطينية واسرائيل لملاحقة المقاومة وعناصر حماس, ومشاركة رام الله في حصار قطاع غزة" على حد تعبيره وردا على الاتهامات الموجهة من قبل بعض الفصائل بأن حماس لا تقيم وزنا لتدخلات الفصائل ومبادراتها لانهاء الازمة بين الطرفين واحتواء الموقف تساءل برهوم "اين هم الفصائل من الاعتقالات الموجهة ضد عناصر حماس في الضفةة"، معتبرا انه من الاجحاف وضع حركتي فتح وحماس بنفس الكفة، مؤكدا على تجاوب حماس الكبير مع كافة الفصائل منذ البداية، ملقيا باللوم على رام الله ومؤكدا على ان خلاص قطاع غزة مما هو فيه رهن برام الله فقط في حين أكد ابراهيم أبو النجا، القيادي في حركة فتح، بأن مصر هي المكلفة بالعمل على استئناف الحوار، رافضا اتهامات حماس بعرقلتهم للحوار، "نحن لدينا ايضا قضايا واشتراطات ومع ذلك ذهبنا لمصر لان تلك الاشتراطات تطرح عبر اللجان لاعبر العلاقات كما فعلت حماس حين امتنعت عن حضور جلسات الحوار الشهر الماضي" من جهته رأى طلال عوكل، المحلل السياسي بأن ما وصلت اليه الامور في قطاع غزة نتيجة طبيعية لعدة تراكمات ، مشيرا الى انه من الخطأ حديث الطرفين عن صعوبة العودة الى طاولة الحوار قريبا. وقال عوكل "الحوار والازمة الداخلية الفلسطينية مؤجل الى ما بعد اوباما"، مشيرا الى أن بعض اطراف النزاع وبمباركة عربية رهنت حل الازمة الفلسطينية الداخلية بما سيأتي به الرئيس الامريكي الجديد باراك اوباما. وحول دور الفصائل الفاعلة من الضغط على طرفي النزاع لرأب الصدع أقر عوكل بأن الفصائل لا تملك من اوراق الضغط ما يمكنها من التأثير على طرفي النزاع اللذين لا يقيمان وزنا للجهد الداخلي المبذول، مؤكدا ان الحل الاجدى لهذه الازمة بعد استبعاد الخيارات العسكرية معلق على الوطن العربي. |