|
في الذكرى 41 لانطلاقتها - الشعبية :استمرار حالة الانقسام تهدد المشروع الوطني بالضياع
نشر بتاريخ: 12/12/2008 ( آخر تحديث: 12/12/2008 الساعة: 10:55 )
غزة - معا - نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمحافظة رفح مهرجاناً جماهيرياً حاشداً بحضور العديد من قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة على رأسهم أعضاء اللجنة المركزية كايد الغول، جميل مزهر، عماد أبو رحمة، محمد السقا، والعديد من الفعاليات الوطنية والاعتبارية وقادة الفصائل بالمحافظة وحشد من المواطنين والمرأة.
ورحب عضو اللجنة المركزية لفرع غزة إياد عوض الله في كلمة الجبهة بالحضور، شاكراً إياهم حضورهم هذه المناسبة الكبيرة، مستذكراً المؤسس الدكتور جورج حبش معاهداً إياه بأن تبقى الجبهة على نهجه سائرة مهما كانت المصاعب، مضيفا بأن الجبهة تحتفل بذكرى انطلاقتها هذا العام في غياب قصري لمؤسسها الدكتور حبش، مشيراً إلى أنه رحل تاركاً فيها كل معاني الوفاء والتضحية ونكران الذات من أجل فلسطين". كما استذكر الشهيد الخالد القائد الوطني الكبير أبو علي مصطفى، واصفاً إياه بأنه من جّسد قوله بفعله ليقدم لنا نموذجا في التضحية والشهادة والذي اعتقد الاحتلال بجريمته النكراء انه سيقضي على نهج المقاومة في الجبهة الشعبية لتعلن يومها هيئات الجبهة الاسم الجديد للجناح العسكري "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" في رسالة إصرار على نهج المقاومة لتصنع بعدها الحدث الأول في تاريخ النضال الفلسطيني حدث 17/ أكتوبر لتطيح يومها الكتائب برأس رحبعام زئيفي وتفرض الإقامة الجبرية على كل قادة الاختلال. كما توجه بالتحية إلى الأمين العام أحمد سعدات، مؤكداً أنه متواجد في الخندق المتقدم للنضال حاملاً أمانة شعبه وأمانة الشهداء بكل إخلاص، متوجهاً أيضاً بالتحية إلى جميع الأسرى في السجون الصهيونية وعلى رأسهم المناضل مروان البرغوثي، والدكتور عزيز الدويك، وكافة الأسرى، معاهداً إياهم أن تبقى قضيتهم أولوية من أولويات العمل الوطني. وفي الموضوع السياسي تطرق عوض الله إلى الوضع الداخلي الفلسطيني واستمرار حالة الانقسام، محذراً من أن استمراره يهدد المشروع الوطني بالضياع مما يفرض على الجبهة وقوى اليسار وفصائل العمل الوطني إلى تحمل مسئولياتهم من أجل التحرك الواسع في أوساط الجماهير والضغط من أجل إنهاء هذا الوضع الشاذ. وواكد عوض اللهً أنه لا خيار لأحد إلا بالتوجه لطاولة الحوار الوطني الشامل، مشدداً على ضرورة أن تتعامل كافة القوى الفلسطينية بمسئولية مع موضوع الحوار، والتوافق على برنامج عمل وطني يستند إلى مراجعة التجربة السابقة برمتها بما فيها مسار المفاوضات مع العدو، والاتفاق على أسس سياسية وتنظيمية صحيحة، تؤسس لإنهاء الانقسام وإعادة بناء مؤسسات م.ت.ف والسلطة على أسس ديمقراطية وتعيد الاعتبار لبرنامج الاجماع الوطني برنامج الدولة والعودة وتقرير المصير. ودعا ووقف كل الحملات الإعلامية والتحريض المتبادل لفتح المجال لمعالجة الآثار الاجتماعية السلبية التي أفرتها جولات الاقتتال والانقسام الجاري . وتوجه للرئيس محمود عباس مطالباً إياه بوقف المفاوضات التي وصفها ب"العبثية" والضارة، مؤكداً بأن الحلول السياسية المزعومة لن تؤدي إلا للمزيد من التراجع والتفريط وتقديم التنازلات لصالح الكيان الصهيوني، مضيفاً بأن شعبنا لا يراهن إلا على وحدته ومقاومته و كفاحه من اجل انتزاع حقوقه الثابتة والتي شكلت طريق المفاوضات الخطر الأكبر عليها منذ خمسة عشر عاما. وفي موضوع التهدئة جدد عوض الله موقف الجبهة الذي يعتبرها سياسة خاطئة، مؤكداً أنها تحولت إلى سيف مسلط على رقاب شعبنا وذريعة يبرر بها الاحتلال إغلاق المعابر واستمرار العدوان على شعبنا، داعياً لتنظيم المقاومة المسلحة والرد على الاعتداءات الإسرائيلية في إطار جبهة المقاومة المسلحة التي نصت عليها وثيقة الوفاق الوطني، لتكون هذه الجبهة المسلحة هي المرجعية القيادية الجماعية التي تقرر متى، وأين، وبأي الوسائل والأشكال نرد على الاحتلال والعدوان، ولا تسمح هذه الجبهة لأي من أطرافها المكونة التدخل في إدارة المجتمع والشأن الداخلي الفلسطيني، مضيفاًُ أنه قد ارتكبت أخطاء كثيرة وكبيرة بحق أبناء شعبنا من قبل بعض هذه الفصائل والفرق المسلحة التي كان ينبغي أن تتفرغ لمقاومة العدو الإسرائيلي. وجدد عوض الله العهد على مواصلة طريق النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا التي قضى شهداء شعبنا من اجلها وفي المقدمة منها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على طريق إقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني . بدوره، حيا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني نافذ غنيم في كلمة هيئة العمل الوطني ذكرى شهداء الجبهة وكافة شهداء شعبنا وفي مقدمتهم ذكرى الرفاق جورج حبش، وأبوعلي مصطفى، وغسان كنفاني ، كما نقل تحياته إلى أسرى ومعتقلي الجبهة، وفي مقدمتهم الرفيق احمد سعدات ، امين عام الجبهة, وكافة أبناء الحركة الأسيرة، مشيراً أن شعبنا يعتز بنضالاتهم وتضحياتهم من أجل انجاز أهداف شعبنا في التحرر والاستقلال والعودة. وأشاد غنيم بالجبهة الشعبية, مشيراً إلى أنها بوعي وحرص أصيل، عملت كسائر قوى وفصائل م.ت.ف ، على تجسيد وبناء وحماية والدفاع عن منظمة التحرير الفلسطينية، بوصفها تعبيراً عن الكيانية الوطنية للشعب الفلسطيني، ولحقوقه ولتمثيله المستقل، وكذلك بوصفها إطارا جبهوياً واسعاً مفتوحاً لكل قوى وتيارات الشعب الفلسطيني، وبما يحقق التناغم المطلوب والجمع الناجح بين التعددية والوحدة، وبين المسؤولية والواجب، وبين الحق في الاختلاف والتنوع في إطار حماية الموحد والمشترك. وأشار غنيم في كلمته إلى إن وحدة وتعزيز دور قوى اليسار بتياراته المنظمة في القوى السياسية، سيشكل تصليبا لدور منظمة التحرير الفلسطينية ولنهجها الوطني والتقدمي, وسيساعد في التصدي لكل المحاولات التي تستهدف تغيبها او شطبها او الالتفاف عليها, وسيساهم كذلك في تعزيز الوحدة الوطنية الشاملة على اسس ديمقراطية، بما ينهي الانقسام ويوحد القوى الفلسطينية في نضالها لإنهاء الاحتلال كما حيا غنيم صمود جماهير شعبنا وتصديهم للعدوان من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين في الخليل وكافة أرجاء الضفة الغربية، والتي تترافق مع عملية حصار خانق ضد جماهير شعبنا، داعياً فوراً الى التدخل الدولي العاجل لحماية شعبنا، والتصدي لممارسات المستوطنين، شعبياً ورسمياً، وبأوسع وحدة وطنية، والمبادرة فوراً لانهاء الانقسام، الذي في ظله تتزايد عدوانية المحتلين وشهيتهم لإكمال مشروعهم الاستيطاني العنصري. و دعا لتغليب المصلحة الوطنية على كل المصالح الصغيرة الضيقة, ووضع مصلحة الشعب فوق كل الاعتبارات , والتوقف عن نهج التخوين والتكفير والتعبئة الحاقدة القائمة على التحريض التي تأخذ بالأجيال الشابة الي متاهات الظلامية والتطرف والاغتراب عن الوطن والقيم الأصيلة لشعبنا. وان يتفاعل الجميع بحس وطني عالي المسئولية مع الجهود المصرية المتوقع استئنافها خلال الايام القليلة القادمة لاستكمال عملية الحوار الوطني من حيث انهت. وفي ختام كلمته، توجه بالتحية لجماهير شعبنا الصامد في قلب الخليل، وفي نابلس، وفي القدس وكل أرجاء الضفة الغربية، مبرقاً بتحية الاعتزاز أيضاً لجماهير شعبنا الصامد في قطاع غزة في وجه الحصار والانقسام وآثاره الكارثية التي يعانيها كل بيت وكل فرد . بدوره،قال الرفيق عبد السلام سلامة عضو اللجنة الاعلامية في الجبهة في كلمة أهالي الشهداء أنه ولأول مرة منذ الانطلاقة الأولى للجبهة في عام 1967 يرحل عنها ملهم ثورتنا وحكيمها ،مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جورج حبش،و هنا لا يسعنا إلا أن نجدد له العهد و القسم على أن نكمل مسيرته التي بدأ و بنفس خطاه المتجهة نحو وحدة الصف و العودة و نحو القدس و الدولة المستقلة". وشدد سلامة في كلمته باسم أهالي الشهداء على أنه ليس من حق أياً كان حزباً أو حركةً أو شخصاً أن يلحق الأذى بكل ما ذهب من أجله أبناؤنا الشهداء ،،، مضيفاً أنه ليس من حق أحدٍ أن يفرط بحلمٍ من أحلام الشهداء مطالباً إياهم بحق دماء شهدائنا ،،وأسرانا البواسل بالعودة إلى مربع الوحدة الوطنية التي من شأنها أن تعيد ثورتنا إلى مسارها الطبيعي الذي انطلقت من أجله، مشيراً أن دماء أبي علي مصطفى و أبي عمار و أحمد ياسين و فتحي الشقاقي و كل شهداء الوطن أسمى من تُبدَل بفرش كرسيٍ مزخرفٍ أو طاولة مكتب من النوع الفاخر، مشيداُ بصمود أسرانا الأسطوري في باستيلات الاحتلال. |