وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

البرغوثي: اكثر مكان في العالم تخرق فيه حقوق الانسان هي فلسطين

نشر بتاريخ: 13/12/2008 ( آخر تحديث: 13/12/2008 الساعة: 13:56 )
باريس- معا- اكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان فلسطين هي اكثر مكان في العالم تخرق فيها حقوق الانسان وانه آن الاوان للعالم ان يقف في وجه الاحتلال والاضطهاد الاسرائيليين.

جاء ذلك خلال كلمة القاها البرغوثي امام المؤتمر التاسع لحاملي جائزة نوبل للسلام من مختلف دول العالم المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس بمناسبة الذكرى الستين للاعلان العالمي لحقوق الانسان والتي شرح فيها معالم نظام الفصل "العنصري" الذي انشاته اسرائيل في الاراضي الفلسطينية.

وقال: "ان حقوق الانسان يجب ان تطبق بشكل عالمي دون استثناء وليس من المقبول ان يجري الحديث عن حقوق الانسان في بعض مناطق العالم ويجري اهمال اكثر المناطق تعرضا لخرق تلك الحقوق وهي فلسطين".

واكد ان حاملي جائزة نوبل للسلام يجب ان يكونوا في مقدمة صفوف تحدي الامر الواقع وتناول قضايا يجري التعتيم عليها من قبل الاعلام العالمي مثل فلسطين.

واشار الى ان الاعلان العالمي لحقوق الانسان ينص على حرية التنقل وكرامة الانسان وحرية الوصول الى الخدمات الطبية والتعليمية وهي حقوق لايوجد شعب محروم منها مثل الشعب الفلسطيني.

واعرب عن شكره لمحفل حاملي جائزة نوبل خاصة مريد ماغواير التي شجعته على القدوم الى المؤتمر والتحدث امام المشاركين.

وقال البرغوثي انه لمن المفارقة ان الذكرى الستين للاعلان العالمي لحقوق الانسان تتزامن مع الذكرى الستين لتهجير الشعب الفلسطيني الذي ما زال خمسة ملايين لاجئ منه محرومين من حقهم في العودة الى بيوتهم وديارهم التي هجروا منها، كما تمر الذكرى الحادية والاربعين لاطول احتلال عسكري في تاريخ البشرية الحديث وتواصل اسرائيل خرق حقوق الانسان باكثر الاشكال همجية وبشاعة وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لاتخرق فقط ميثاق جنيف بل ترفض الاعتراف بانطباقه على الاراضي الفلسطينية المحتلة.

واضاف مخاطباً الحضور لقد جئت اليكم من فلسطين التي زج ب 42% من رجالها البالغين في سجون الاحتلال ،مشددا على انه اذا كان الشعب الفلسطيني قد جنح للسلام وقبل بفكرة الدولة الفلسطينية المستقلة على اساس حل الدولتين فان اسرائيل بعد خمسة عشر عاما من اتفاق اوسلو ليس فقط لم تطبق الاتفاق بل اغتال متطرفوها اسحق رابين وزاد الاستيطان وبنت جدار الفصل الذي بلغ طوله ثلاثة اضعاف طول جدار برلين وضعفي ارتفاعه ،وان 85% منه تم بناؤه داخل اراضي الضفة الغربية وانه بات يفصل بين الفلسطينيين انفسهم وليس بين الفلسطينيين والاسرائيليين كما تدعي اسرائيل.

وقال انه نتيجة الصمت الدولي على جرائم اسرائيل انحسر ما كان يسمى معسكر السلام في اسرائيل واصبح المسيطر هو التطرف اليميني المطلق الى درجة ان المنافسة على رئاسة الوزراء تجري بين اثنين متطرفين كلاهما يرفضان التفاوض حول القدس او عودة أي لاجئ فلسطيني، في حين ان تسيفي ليفني التي يزعم انها معتدلة تدعو الى تطهير عرقي ضد فلسطينيي الداخل مما يؤكد ان القادة الصهاينة يعتبرون انفسهم في حرب مستمرة ضد الوجود الفلسطيني على ارض وطنه.

واشار البرغوثي الى انه جرى الادعاء ان عملية انابوليس ستعزز السلام لنكتشف انه بعد عام على مفاوضات انابوليس لم ترفض اسرائيل فقط الوصول الى اتفاق حول اي نقطة بل زادت وتيرة الاستيطان 38 مرة عن السابق وزادت عطاءات الاستيطان 550 مرة، في حين ان توني بلير الذي انيطت به مهمة تحسين حركة تنقل الفلسطينيين في ارضهم افضت جهوده الى زيادة الحواجز العسكرية من 521 حاجزا الى 699 ،فيما تصاعدت خلال تلك الفترة حدة العنف الاسرائيلي مما ادى الى استشهاد 546 فلسطينيا منهم 76 طفلا ليصبح عدد الاطفال الشهداء خلال السنوات الماضية الفا وثلاثين طفلا مع مواصلة اسرائيل اختطاف 47 نائبا دون ان تمارس أي ضغوط عليها الى جانب ما تشهده الخليل وبورين وسنجل وغيرها من اعتداءات من المستوطنين على المواطنين العزل.

وقال ان قطاع غزة يعيش منذ سنتين ابشع حصار وجريمة حرب حيث يعتقل فيه مليون ونصف المليون مواطن في سجن جماعي تمارس فيه العقوبات الجماعية وسط حرمان من الغذاء والدواء والعمل لتصل نسبة 80% من سكانه الى ما تحت خط الفقر بدون كهرباء ووقود.

واضاف قائلا: لقد منعت من الوصول الى غزة خلال عامين وتحديت اجراءات الاحتلال وسافرت الى غزة مع ماغواير على متن سفينة الامل والكرامة، وان ما اثر فينا هناك هو مشاهدة مرضى غسيل الكلى يصطفون في طوابير بسبب نقص اجهزة غسيل الكلى ومرضى السرطان الذين لايجدون أي علاج والذين قضى منهم 260 مواطنا جراء عدم توفر العلاج.

واكد ان اسرائيل انشأت نظام فصل "عنصريا" اسوأ مما كان سائدا في جنوب افريقيا وهو ما اشار اليه الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر ، حيث ان منظومة الفصل العنصري شملت مناحي عديدة من بينها انه لا يسمح للفلسطيني باستهلاك سوى 50 مترا مكعبا من المياه سنويا بينما يستهلك الاسرائيلي 2400 متر مكعب وهي من مياه الفلسطينيين، في حين ان معدل دخل الفرد الفلسطيني لايتجاوز 800 دولار مقابل 26500 دولار معدل دخل الاسرائيلي، الى جانب ان الفلسطيني يدفع ضعف ما يدفعه الاسرائيلي ثمنا للكهرباء ،وانشاء فصل للطرق والشوارع التي يمنع الفلسطينيون من سلوكها ويقتصر التنقل عليها للمستوطنين وهو ما لم تشهده جنوب افريقيا ابان "نظام الفصل العنصري".

واشار البرغوثي "اننا نؤمن بالنضال الشعبي الجماهيري ضد الاحتلال ولكن لا تدعوا اليأس من العالم والصحافة العالمية يدخل الى قلوب الفلسطينيين وقلوب اطفال غزة المحرومين من كل شيئ ولا تسمحوا لاسرائيل بخنق وتدمير النظام الديمقراطي الفلسطيني والذي مثل العملية الديمقراطية الافضل في العالم العربي".

وتساءل مخاطبا الحضور لماذا نحرم كفلسطينيين من اختيار قادتنا ونهجنا مع العلم ان السلام لا يصنع الا بين الديمقراطيات ،ولا يمكن ان يفرض من طرف على طرف آخر، وانه ليس من حق اسرائيل ان تختار من يمثل الشعب الفلسطيني.

وتوجه البرغوثي الى حاملي جائزة نوبل للسلام ولعدد كبير من الأكاديميين والصحفيين بالقول: انه لن يتغير الوضع في فلسطين والشرق الاوسط الا اذا توقف العالم عن المساواة بين المحتل ومن تحت الاحتلال وبين من يمارسون الاضطهاد والمضطهدون، وان السلام لن يقوم ما لم يستند الى العدل وتلبية حقوق الفلسطينيين الذين ناضلوا وسيواصلون النضال من اجل الحرية والاستقلال مثلما فعل شعب جنوب افريقيا والذين لن يرضخوا لعبودية الاحتلال وتمييزه.

وطالب المجتمعين بان يتضمن البيان الختامي للمؤتمر دعوة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي فورا ورفع الحصار عن غزة والافراج عن النواب المختطفين وكافة اسرانا البواسل.

كما وجه دعوة للحضور لزيارة فلسطين والاطلاع على حقيقة الاوضاع فيها مثلما فعل الرئيس كارتر وماغواير.

والتقى البرغوثي على هامش المؤتمر عددا من حاملي جائزة نوبل للسلام بينهم ديكلارك وماغواير وبيتي وليامز وجون هيوم وممثلي المنظمات الدولية الحائزة على جائزة نوبل من بينها الكويكرز وحركة مناهضة الالغام ومنظمة البيئة ومنظمة العمل الدولية ومنظمة اطباء ضد الاسلحة النووية.