وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

" السمنة وزيادة الوزن " بقلم: د. بهجت أبو طامع- دكتوراه الفلسفة في التربية البدنية والرياضة

نشر بتاريخ: 14/12/2008 ( آخر تحديث: 14/12/2008 الساعة: 19:18 )
بيت لحم - معا - السُمنة هي حالة من تراكم الشحوم في الجسم بصورة طبيعية أو زائدة عن المألوف لدرجة الإضرار بالصحة. وتحدث السُمنة بسبب اختلال التوازن بين الطاقة التي يولدها الغذاء الوارد إلى الجسم (مكتسبات) والكمية التي يحرقها (مستهلكات).



أخطار السمنة:

تختلف مخاطر السُمنة على الإنسان بحسب شدة ومكان تراكم الشحوم في الجسم، حيث يمثل تراكم الشحوم في البطن خطورة على الإنسان لا تقل عن خطورة البدانة الشاملة. ومن التأثيرات الضارة للسُمنة التعرض لمخاطر الإصابة بالأمراض التالية:

- الأمراض القلبية والوعائية (الضغط وأمراض القلب والشرايين).

- السكري - أمراض المفاصل والعضلات.

- السرطانات. - الاضطرابات النفسية والاجتماعية.

- حصيات المرارة. - الأمراض الجلدية خاصة الفطريات.



وتؤدي السُمنة الزائدة إلى ارتفاع معدل الوفاة بسن مبكرة بنسبة 12 مرة لدى الأشخاص البدينين مقارنة بالأشخاص العاديين. وتتعاظم مخاطر السُمنة مع طول المدة التي يصاب فيها الجسم بزيادة الوزن.



متى يعتبر الشخص مصاباً بزيادة الوزن؟

تعتبر نسبة وزن الإنسان إلى طوله بمثابة مؤشر على كتلة الجسم، ومن المؤشرات الهامة لتحديد السمنة ونسبة الدهون عند الأفراد مؤشر كتلة الجسم (BMI) Body Mass Index والتي هي عبارة عن الوزن بالكيلو غرام مقسومة على مربع الطول بالمتر، والنسبة المطلوبة للرجال (19-25كغم/م2) وللسيدات (18-25كغم/م2).



فإذا كان وزن شخص 70 كغم وطوله 175 سم، فان كتلة الجسم تساوي:

70 ÷ (1.75) 2 = 22.8

ويصنف الأشخاص نسبة لحجم كتلة الجسم في حدود الطبيعة عندما لا يزيد عن 25كغم/م2 للرجال، و27كغم/م2 للسيدات. والجدول التالي يبين المؤشرات الطبيعية وغير الطبيعية لهذا المؤشر:


تصنيف الرجال والسيدات بناء على مقياس مؤشر كتلة الجسم (كغم/م2)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التصنيف *** الرجال *** السيدات

نسبة منخفضة *** 17.9 - 18.9 *** 15 - 17.9

نسبة جيده *** 19 - 24.9 *** 18 - 24.9

بدين *** 25 - 27.7 *** 25 - 27.2

سمين *** 28.8 فأكثر *** 27.3 فأكثر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وهناك طريقة سهلة لحساب الوزن المثالي لكنها ليست دقيقة تماماً، وهي أن نخصم 100 من طول الشخص بالسنتمتر فيكون الناتج هو وزنه بالكيلو جرام. فمثلاً فتاه طولها 160سم يكون الوزن المثالي لها هو: 160- 60 = 60 كيلو جرام.



الوقاية من السُمنة ومضاعفاتها:

هناك ثلاث ركائز أساسية للوقاية من السُمنة والتخلص منها لدى حدوثها وهي:

أولا- زيادة النشاط البدني:

وذلك بممارسة الرياضة البدنية لمدة 30 - 60 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل أو المشي لمدة نصف ساعة إلى ساعة يومياً بصورة مستمرة. لما لها من أثر جيد في التخلص من الوزن الزائد، والتخفيف من دهون الدم، والمساعدة على اكتساب مظهر جيد، وزيادة الثقة بالنفس، كما تساعد على حرق السكر الزائد وتنظم نسبته في الدم، وتشد العضلات وتقوي عضلة القلب والأوردة الدموية، وتساعد على الاسترخاء والتخلص من التوتر.



ثانياً- تعديل السلوك الغذائي وذلك:

بالإكثار من تناول الخضار والفواكه والأسماك واللحوم الحمراء أو البيضاء الخالية من الدهون.
الابتعاد عن الوجبات الدسمة والاستعاضة عن الدهون الحيوانية (المشبعة) مثل الزبدة، بالزيوت النباتية (غير المشبعة) كزيت الزيتون وزيت الذرة أو زيت عباد الشمس.
الإقلال من تناول النشويات والحلويات.
عدم الإفراط في تناول المشروبات المحلاة بالسكر كالشاي والقهوة والعصائر المحفوظة والمشروبات الغازية.
ثالثاً- معالجة الأمراض المرافقة للسُمنة:

مثل السكري وضغط الدم المرتفع وأمراض القلب لأن احتمالات الإصابة بالمضاعفات الخطيرة لهذه الأمراض - بما في ذلك الوفيات - تزداد عند وجود السُمنة.كما لا يوصى باستخدام الأدوية كوسيلة لتخفيض الوزن بديلاً عن الحمية الغذائية والنشاط البدني، لأن هذه الأدوية غير مضمونة النتائج ومرتفعة الكلفة ولا جدوى من استخدامها إذا كان الشخص يميل إلى حياة الخمول ويفرط في تناول الأغذية التي تؤدي إلى زيادة الوزن.



السُمنة لدى الأطفال واليافعين:

لا تقتصر السُمنة على البالغين وكبار السن، حيث أن أعداداً متزايدة من الأطفال واليافعين بدأوا يعانون من السمنة بسبب الإقبال على تناول الوجبات السريعة العالية الطاقة والإكثار من تناول رقائق البطاطا والذرة (الشيبس والبوشار) والحلوى كالبسكويت والشوكولاته والمشروبات الغازية والجلوس الطويل وراء أجهزة الحاسوب أو التلفاز وعدم ممارسة النشاط البدني.

وقد ثبت علمياً أن إصابة الأطفال بالسُمنة تعرضهم للبدانة في عمر متقدم، كما تزيد من احتمالات إصابتهم بالأمراض التي كانت مقتصرة على الكبار مثل مرض السكري وضغط الدم المرتفع.



السُمنة والحمل:

عادةً ما يترافق الحمل بزيادة وزن المرأة، وفي الأحوال الطبيعية يجب أن لا تتعدى الزيادة 8-12 كيلو جرام طيلة فترة الحمل، إلا أن الكثير من النساء تهملن العناية بأنفسهن الأمر الذي يعرضهن إلى زيادة كبيرة في الوزن مما يزيد مخاطر الحمل ويعرقل سير الولادة وقد يعرض المولود للأذى.



وأخيرا ومن أجل صحة جيدة ووزنٍ مثالي وقوامٍ سليم، لا بد للفرد من الامتثال لقوله تعالى: ( يا بَني ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُم عِندَ كُلِ مَسجِدٍ وَكُلُواْ وَاشرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ انَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ ).