|
شباب النجف رشقوا دوريات امريكية بالاحذية وبوش مازح الصحافيين الافغان عند وصوله كابول وناشدهم كيلا يضربوه بالاحذية
نشر بتاريخ: 15/12/2008 ( آخر تحديث: 15/12/2008 الساعة: 11:59 )
بيت لحم- تقرير معا- نعتذر عن العنوان الخشن ولكن المقصود من نشره ايضاح مفارقة بين الموقف الرسمي العربي والموقف الشعبي المختلف تماما، فبعد سويعات من قيام الصحافي العراقي منتظر الزيدي برشق رئيس الولايات المتحدة جورج بوش الصغير بالحذاء، بعدها انهالت المقالات والتعليقات من جميع انحاء الوطن العربي مديحا وثناءً لمنتظر في صورة تعبر عن مدى فرحة المواطن العربي بهذه الاهانة ضد بوش الذي يتهمه العرب الوطنيون بانه المسؤول عن مصرع اكثر من مليوني عراقي بينهم مسيحيون وسنة وشيعة ومن مختلف الطوائف.
الصحافي الشيعي منتظر زيدي والحكومة العراقية طلبت من قناة البغدادية الاعتذار عما حدث فيما يخضع الصحافي للتحقيق بدعوى ان جهات ما اعطته مبلغا من المال لالقاء الحذاء على بوش. وفي النجف هب عشرات الشبان العراقيين لضرب قافلة امريكية بالاحذية ، اما شقيق منتظر - واسمه عدي - فقد امتدح اخيه على فعلته. وفور وصول بوش الى افغانستان من العراق وعمل مؤتمر صحافي حاول بوش كسر ابتسامات الصحافيين ممازحا بقوله ( ارجوكم اسالوا ولكن من دون احذية ). الصورة كانت اعظم من ان يختصرها الصحافيون او المراسلون بفقرة خبرية ، وكانت الحداثة فاكهة حديث كل بيت عربي وكل شارع لدرجة ان اي مواطن عربي لم ينتقد هذا الشاب المنفعل الذي عبّر ببراءة وتلقائية عما يجول في صدر كل مظلوم وكل مثقف عربي. ولا شك بان الفلسطينيين مثلهم مثل باقي المواطنين العرب دهشوا من الحادثة في الوهلة الاولى ثم سرعان ما سرت حرارة السرور في صدورهم فقالوا وضحكوا وصرخوا من هول الصدمة الايجابية ، اما البعض فراح يتصور صنوف العذاب التي سيتلقاها هذا الصحافي الشاب على يد اجهزة الامن وطواقم التحقيق. الفلسطينيون المنشغلون بقتال بعضهم البعض وبتشويه سمعة بعضهم البعض ، انتصروا لمنتظر وكتبوا من اجله وكأنهم يقولون في صدورهم بان الاقتتال مؤجل الى حين نكتب قليلا عن الصحافي العراقي. ورغم الصمت الرسمي العربي وعدم جرأة اي مسؤول اعلامي او وزير او حتى رئيس قسم ان يعقب على الحادثة الا ان هذا لا يقلل من ردود الفعل التي حصلنا عليها حتى الان ، مقالات وقصائد ونكات على مسجات الهاتف النقال وتعليقات وتعقيبات حاول اصحابها كل بطريقته التضامن مع الصحافي منتظر . محامون واساتذة جامعات وشعراء وكتاب اعمدة وصحافيون عرب يكتبون عن الحذاء ونحن ننتقي لماما هذه العينة من ردود الفعل: قصيدة لمنتظر الذي دخل حذاءه التاريخ بقلم المحامي علاء الاعظمي يامنتظر توج الفخر به بالقنادر على راس بوش المجرمِ فردة سبقت وطارت اختها من سواعد كل بعثي همام ملهمِ حرم رجله ليمشي حافيا وعلى قدر العزم تأتي المعازم فختم حكم مجرم ببغداد بالاهانة كان فخرا لليهود مدعمِ ان البسالة ليس بالصاروخ او ضرب القنا هذه دروسا في حياة الاممِ أجش كالرعد في ليل السعود ولا يشابه الرعد في بطش وفي غشمِ z هنا منتضر الزيدي ابن مدينة صدام شرف الصحافة فاسلمِ هو أشجع الناس قلبا غير ابه إن كان يعدم او يحال متهم ِz أغر كتب بحذائه ملحمة ان القنادر لتجلو الظلم والظلمِ z من يصدر القنادر بيده أمضى من السيف في حكم وفي حكمِ z وقد مدحنا منتظر وقندرته كانت كأن فيالق جيش محتدمِ z أهديتنا يوما نفاخر به كل العلوج الفرس والروم وبوش القزمِ فلا اشتفى ناظري من منظر حسن ولا تفوه بالقول السديد فمي اما الدكتور عبد الستار قاسم فكتب مقالة ارسلها لوكالة معا بعنوان الحذاء العظيم جاءء في مقدمتها ( حذاء عربي عظيم يختصر تاريخ بوش المجرم الذي أودى بحياة مئات الآلاف من أبناء الأمة العربية والإسلامية، والذي حاول أن يواصل صلفه وتبجحه وحقارته وانحطاطه حتى اللحظة الأخيرة من أيام حكمه. ربما أراد بوش أن ينهي أعماله الشريرة وحقبته التاريخية الدموية بسماع المجاملات وعبارات الترحيب والامتنان من عملائه وزبانيته في المنطقة العربية الإسلامية، فأتى حذاء منتظر الزيدي العربي الأصيل الغيور ليختصر تاريخ بوش الأسود، وليقول للعالم أجمع بأن العرب شامخون وسيبقون شامخين، وأن ليالي الحلكة التي صنعتها الأنظمة العربية لا محالة إلى زوال ). اما الكاتب خالد منصور فارسل لوكالة معا مقالة بعنوان (بالصرماية ) وهي كلمة تركية تعني الحذاء جاء فيها ( لا احد يعرف لغاية الآن مقاس حذاء منتظر الزيدي الا منتظر لأنه الضارب وكذلك بوش لأنه المضروب.. لكن هناك إشاعة تقول أن المقاس هو 46 وليس أكثر، كما ويقال أن منتظر قد اعد العدة مسبقا وارتدى حذاء شعبيا نسميه في بلادنا فلسطين ( كاوشوكة )، وهي مشهورة بأنها تستخدم في العراك لأنها توجع أكثر، وتقول وكالات الأنباء أن الرئيس الأمريكي القادم اوباما قد قرر الامتناع عن القيام بأي زيارة إلى منطقة الشرق الأوسط، وفعل مثله العديد من زعماء الدول من حلفائه، خوفا من التعرض لنفس الفعل المهين أو ما شابهه، كما قرر زعماء العرب في المشرق والمغرب اشتراط دخول الصحفيين إلى مؤتمراتهم الصحفية حفاة عراة خوفا من أية مفاجئات قد تحدث ) . من جانبه محمد أبو علان وتحت عنوان ( حذاء الزيدي وجفت ألمنقاشي ) كتب يقول : كثيرة هي الأعمال البطولية للمقاومة والشعب العراقي التي سجلت منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، ولكن هناك حدثان لا اعتقد أحد يستطيع نسينهما لبساطة وبدائية الأسلحة المستخدمة بهما، الأول "ألمنقاشي" ذلك المزارع العراقي الذي أسقط طائرة الأباتشي الأمريكية ببندقية صيد في بدايات الاحتلال الأمريكي للعراق وهي في طريقها لزراعة الموت بين شعب العراق بأطفاله وشيوخه ونسائه، والحدث الثاني كان حذاء الصحفي العراقي "منتظري الزيدي" العامل في فضائية البغدادية، عبر بطريقته الخاصة عن رفض الاحتلال الأمريكي لأرضه، ولرفضه لاتفاقية الذل والعار التي وقعت تحت عنوان اتفاقية التعاون الأمني الأمريكي- العراقي بإلقاء حذائه في وجه "جورج بوش" خلال مؤتمره الصحفي. ويضيف خالد منصور : "جورج بوش" رئيس أقوى دولة في العالم، وصاحب أكبر ترسانة أسلحة نووية وأسلحة دمار شامل وقف عاجزاً أمام زوج أحذية لمواطن عراقي، ورغم محاولته التخفيف من هول الحدث لم يستطع إخفاء درجة التوتر والانفعال الباديات على وجنيته رغم عدم تعرضهما لإصابة مباشرة، وقوله في أعقاب الحادث للصحفيين " إن هذا التصرف هو ثمن الحرية وإذا أردتم أن تعرفوا معلومات أكثر هو أن "نمرة الحذاء 44 " ما هو إلا محاوله للتخفيف من وطأة وحجم الإهانة لرئيس أكبر دولة في العالم ولعملائه من العراقيين، وفعلا هذا الثمن هو ثمن الحرية، فالحرية التي يدعي بوش بجلبها للعراق لا تساوي قيمة حذاء هذا الصحفي العراقي. اما على صعيد التعليقات على مواقع الانترنت فهي بالالاف وابرزها تأييد شعبي كاسح وكامل لمنتظر الزيدي كما ان النكات والصور انتقلت الى اجهزة الهواتف النقالة لدرجة تشعر ان كل فلسطيني وكل عربي شفى غليله بكلمات وضربات الصحافي العراقي. سؤال مهم يبقى الى جانب الصمت العربي الرسمي : ماذا لو ان صحافي غربي او اسرائيلي فعلها ضد رئيس اسيوي او شرقي !!! هل كانت امريكا سترميه في السجن وهل كان سيتعرض للتعذيب او للسجن ام ان جريدته او محطة تلفازه كانت ستطلق سراحه فورا بكفالة مالية بدعوى حرية الرأي؟. |