وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تربية ..... أم فشة خلق بقلم :عبدالمطلب الشريف

نشر بتاريخ: 15/12/2008 ( آخر تحديث: 15/12/2008 الساعة: 21:04 )
بيت لحم - معا - شغب الملاعب ظاهرة طبيعية ، لا تخلوا منها معظم ملاعب كرة القدم أو غيرها من ملاعب وصالات الألعاب الرياضية الأخري ، ورغم اختلاف اسبابها وأساليبها وكيفية التعبير عنها الاّ أنها تتكرر حتى في ملاعب الدول التي ينعم أبناؤها بالرفاهية ورغد العيش وتوفر كل أسباب الراحة المادية منها والنفسية ، فما بالك في حال تلك الشعوب المقهورة التي فقدت الكثير من اسباب العيش الكريم ، وبات شبابها بلا أمل فانفجر بعضهم ثائرين كما في انتفاضتنا المباركة في حين وجد البعض الآخر نفسه يعبر عن غضبه وسوء حاله في الملاعب الرياضية .

ولعل ذلك بات ينطبق على جزء كبير من شبابنا الفلسطيني ، الذين وجدوا في ملاعب كرة القدم ومدرجاتها فرصة للتعبير عن إحباطهم وسوء حالهم وتفريغ ما بداخلهم ، بعدما انتهت الإنتفاضة وبات من العيب والمخجل لا بل وضرباً من ضروب الخيانة العظمى أن ننتفض على انفسنا .

بالقراءة الهادئة لما يحدث في بعض الأحيان على مدرجات ملاعبنا ، ومقارنة ذلك بالظروف الصعبة والعصيبة التي يعيشها ابناؤنا قد يبدو ذلك طبيعياً ، ورغم عدم موافقتنا ومعارضتنا للأساليب غير الأخلاقية التي تصدر من بعض المدفوعين أو المندسين التي تهدف الى تخريب منجزاتنا الرياضية وإعطاء صورة غير محترمة عن تاريخنا ، إلاّ أننا نسجل اعتراضنا واحتجاجنا أيضاً على الطريقة غير المقبولة التي يتم بها معالجة الأمور بدون التمييز بين الصالح والطالح ، وأن تتحول مهمة رجال الأمن وحفظ النظام في الملاعب من مهمة تربوية الى - فشة خلق - يفرّغوا هم الآخرون ما بداخلهم من ضغوط قد تكون ناتجة عن عدم تمكنهم من القيام بما يقوم به أقرانهم على حدود دولهم ، فأخذوا ينهالون بهراواتهم وبشكل عشوائي لتطال رؤوساً طالما بقيت مرفوعة طيلة عهد الإحتلال ، وأياد تشرفت برفع العلم وقذف الحجارة في وجه وعلى رؤوس جنوده .

نعم أيها السادة نحن مع القانون ووضع حد للعابثين والخارجين عنه وعليه ، ومع إيجاد الأمن وفرض النظام داخل الملاعب وخارجها ليعيش المواطن بأمن أمان ولتستمر الحياة بشكل أجمل وأفضل ، ولكن يجب أن تنتبهوا الى أننا لسنا أغناماً أو أبقارا ، وحتى لو اعتبرنا البعض كذلك ، فما هكذا تورد الإبل .