وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختتام فعاليات مهرجان "مناهضة العنف ضد المرأة" في غزة

نشر بتاريخ: 16/12/2008 ( آخر تحديث: 16/12/2008 الساعة: 14:23 )
خان يونس- معا- اختتمت فعاليات المهرجان الخاص بمناهضة العنف ضد المرأة والذي كان تحت شعار "لهون وبس" في قاعة مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم بغزة. والذي قامت بتنظيمه كل من جمعية الثقافة والفكر الحر- شبكة ائتلاف "وصال"، والجمعية الثقافية لحماية التراث، وجمعية الهلال الأحمر بقطاع غزة، مركز صحة المرأة-جباليا، وفريق المنظمات الأممية.

وكان من المفترض أن يكون الحفل مشتركاً بين كل من قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أن الظروف الراهنة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة حالت دون ذلك، هذا ما أشار له أسامه أبو عيطة المسؤول الوطني لبرامج صندوق الأمم المتحدة للسكان-غزة في كلمته الترحيبية عند بدء المهرجان، منوهاً أنه في نفس الوقت يجري حفل مشابه في رام الله.

وافتتح المهرجان خالد عبد الشافي ممثلاً عن المنظمات الأممية، مشيرا الى مغزى مثل تلك الأنشطة "إن هذه المشكلة لم تعد مشكلة صغيرة بل تحولت لجزء من المشاكل التي تواجهنا كمجتمع فلسطيني وعلينا تحمل مسئولية هذه الظاهرة التي تفشت في مجتمعنا".

وتعرض عبد الشافي بالإحصائيات الرسمية للإشارة إلى حجم العنف الواقع على المرأة الفلسطينية وأن العنف صار سمة سائدة في المجتمع، مشدداً على أنه يجب على كافة أفراد المجتمع والمعنيين التصدي الفوري ومواجهة العنف بكل أشكاله.

وأكد أن التغيير لا يتم بالمهرجانات فقط بل بتغيير القناعات والسلوك، مشيراً إلى أنها عملية طويلة ومعقدة بحاجة إلى سن قوانين وتشريعات ووضع آليات لتنفيذ هذه التشريعات ومساعدة جادة من قبل السلطة ومؤسسات العمل المدني وقطاعات التعليم والإعلام، مراهنا على الجيل الجديد الذي يرى فيه عبد الشافي الخلاص لمستقبل أفضل.

وبالنيابة عن الشركاء في تنظيم الحفل، ألقت أ.مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر كلمة استهجنت فيها الحصار الذي يفرضه الاحتلال وتداعياته والتي انعكست بظلالها على واقع المرأة الفلسطينية وأدى إلى اتساع دائرة معاناتها، مطالبة جميع المسؤولين والمهتمين بالدعم والعمل الجاد والمتواصل لدرئ العنف ضد المرأة.

واوضحت إن المرأة المعنفة لا تستطيع بناء أسرة سوية صالحة تقوم على محبة الآخر، بل ستساهم دون قصد منها في إشاعة روح التفكك والخلاف وسياسة العنف بين أفراد الأسرة وباقي أفراد المجتمع، داعية المنظمات النسوية والجهات المعنية بتطبيق قرارات الأمم المتحدة لوقف أشكال العنف ضد المجتمع عموماً والمرأة خصوصاً، مطالبة بتشكيل شبكات توعوية كقوى ضاغطة لإنفاذ هذه القرارات.

من جهتها اوضحت زينب الغنيمي في كلمة القيادات النسوية: "أنه ليس علينا أن نحتفل باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة بل علينا أن نقرر بمشاركة الرجل كيفية وقف العنف ضد المرأة"، مشددة أن "أسوأ أشكال العنف هو العنف القانوني" حيث أنها ترى أن القوانين الفلسطينية غير منصفة من حيث آلية التطبيق.

وتحدث الكاتبة دنيا الأمل إسماعيل عن العنف العائلي وآثاره السلبية على نشأة الفرد ضمن المجتمع، وتطرقت بالحديث عن الصورة السلبية للمرأة من ضعف واحتياج دائم للرجل وما سببته من تقييد مفرط لحريتها حتى داخل منزلها، مؤكدة أن محاربة العنف لا تكون بالعنف وإنما بالحوار الواجب تفعيلة داخل الأسرة.

وأشارت أن المؤسسات المعنية وإن كانت تساهم في إيجاد الحل إلا أنها لم تمنعه بشكل كامل لقصور في إمكانياتها وجهودها، وأيضا لأن العنف يزداد تفاقماً في ظل الفلتان الأمني وحالة التفكك التي تسود الشارع الفلسطيني وغياب آلة القانون، مطالبة بضرورة وقف العنف بكافة أشكاله داخل المجتمع عموماً وعلى المرأة خصوصاً وتوعية المرأة بحقوقها وواجبتها ودورها الكبير في إعادة اللحمة لنسيج المجتمع كله.

وعلى هامش المهرجان تخللته أغاني تراثية، ودبكة شعبية مقدمة من فرقة العصرية للفلكلور الشعبي، وبازار تراثي اشتمل على أعمال ومنتجات يدوية وتراثية ورسومات عن المرأة بمشاركة من الجمعية الثقافية لحماية التراث، وشبكة ائتلاف وصال، وجمعية وطن للتراث، وجمعية بيسان الخيرية، ومركز صحة المرأة-جباليا، بالإضافة إلقاء قصيدة بعنوان "مصرع حواء" من الشاعرة ناديا العطار عن جمعية الثقافة والفكر الحر.