|
كتائب الاقصى لـ"معا": سنجدد التهدئة وايدينا على الزناد
نشر بتاريخ: 16/12/2008 ( آخر تحديث: 16/12/2008 الساعة: 23:04 )
بيت لحم -حصريا "معا"- على مشارف انتهاء موعد التهدئة غير الرسمية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين اسرائيل توجهت وكالة "معا" الى الذراع العسكري لحركة فتح في الانتفاضة كتائب الاقصى بعدة اسئلة في محاولة استشراف المستقبل القريب.
ولهذا الغرض اجرينا هذا الحوار مع ابو عدي الناطق بلسان كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية فكان الحوار التالي: *اولا: كتائب القسام ستعلن موقفها بعد عدة ايام بشكل نهائي من التهدئة فكيف ترون كـ "كتائب اقصى" تجربة التهدئة خلال الاشهر الستة الماضية؟. ابو عدي: بداية حول التهدئة بشكل عام موقف كتائب الاقصى واضح ومحدد منها، حيث ان كتائب الاقصى انشأت من اجل النضال ضد المحتل الاسرائيلي كحق للشعب الفلسطيني بالمقاومة ولاننا نؤمن بان التحرير لا يمكن له ان يتحقق الا بالمقاومة المسلحة. وحين قبلنا بالتهدئة فترة وجودنا كـ"كتائب اقصى" هي كانت تكتيك وليس استراتيجية لدينا، ويحمل هذا القبول في طياته هدفين: الاول اعطاء فرصة للقيادة السياسية للمضي بمشروعها السياسي، والهدف الاخر لفضح الاحتلال الاسرائيلي اعلاميا واحراجه سياسيا امام العالم اجمع، كون الاحتلال يتهمنا كفلسطينيين دائما بافشال المشروع السياسي وبممارسة الارهاب وغيره من التهم وحين نقبل بالتهدئة ونلتزم بها من جانبنا نكون قد عرينا هذا المحتل امام العالم. *ثانيا: هل فعلا واصلت اسرائيل خرق التهدئة ام ان جميع الاطراف خرقت ؟. ابو عدي: حول تقييمنا للتهدئة خلال الاشهر الستة الماضية فان ما حدث على الارض هو دعم كل الفصائل لهذه التهدئة رغم تحفظ البعض عليها وخاصة باننا طالبنا من البداية ان تكون التهدئة شاملة للضفة الغربية وقطاع غزة وعدم اقتصارها على قطاع غزة وحذرنا من مخاطر هذا الفصل، الا ان الجميع التزم بها والاحتلال الاسرائيلي كعادته هو اول من خرقها منذ البداية سواء باستمرار قمعه واستهدافه للمقاومة وللشعب الفلسطيني بالضفة الغربية او في قطاع غزة، هذا اضافة الى عدم قيام قوة الاحتلال الاسرائيلي بالالتزام بكافة بنودها وخاصة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة حيث ان الحصار استمر ولم تقدم تسهيلات للحياة للشعبنا في غزة اضافة الى الممارسات التي قام بها المحتل من قصف واستهداف مباشر لاهلنا بالقطاع. اما حول الخروقات من جانبنا كفلسطينين فانا اعتبر بان كافة الفصائل التزمت بقرار التهدئة واكرر رغم تحفظ البعض عليها الا انهم التزموا بالاجماع الوطني وعمليات المقاومة التي سجلت خلال الفترة السابقة لبعض الفصائل ومنها كتائب الاقصى والجهاد وكتائب ابو علي مصطفى جاءت كرد فعلي على ممارسات الاحتلال وخرقه لهذه التهدئة واشير هنا الى انه مورست ضد هذه الفصائل اجراءات تعسفية من قبل حماس التي ارادت استمرار التهدئة ولو بالقوة وهدف حماس من هذا جلي لدينا لكي تثبت للعالم بانها قادرة على السيطرة الامنية بطقاع غزة وانها نموذج جيد للحكم على عكس السلطة الوطنية الفلسطينية التي خاضت غمار تجربة التهدئة وكانت حماس الى جانب الاحتلال الاسرائيلي تسهم بافشالها. وبعد هذه الفترة من قرار التهدئة وبعض المشاهدات لدينا بما يحصل على ارض غزة الحبيبة فاننا نتوقع ان حماس تسعى الى استمرار التهدئة واستمرار الالتزام بها الا انها وتحت الضغط الشعبي وضغط فصائل المقاومة الاخرى يصبح لا خيار امامها كونها تطرح نفسها كفصيل مقاوم ان تحل نفسها من الالتزام بالتهدئة، خشية منها من الخسارة الشعبية التي عمليا هي بممارساتها بعد الانقلاب خسرت الكثير من شعبيتها. وبالتالي فان الاحتلال حكم على التهدئة بالفشل منذ البداية وحماس للاسف الشديد ساهمت منذ البداية ايضا بعدم اصرارها على ان تشمل التهدئة الضفة وغزة وقبولها بتهدئة مجزوءة لغزة فقط. *ثالثا: ماذا بالنسبة لتجربة العفو -او وقف المطاردة- وهو المصطلح الافضل ؟ هل قواعد كتائب الاقصى راضية عن ذلك ؟. ابو عدي: قواعد كتائب الاقصى غير راضية عن نتائج وقف المطاردة لان هذا القرار بقي عمليا حبيس الجوارير وحبر على ورق وما حصل على ارض الواقع لا يدل على عكس ذلك، فهناك العديد من ابطالنا اللذين تم استهدافهم بعد ان شملهم قرار وقف المطاردة سواء بالقتل العمد من قبل الاحتلال الاسرائيلي او بالاعتقال. وبالتالي كعادة جميع الاتفاقيات مع الاحتلال الاسرائيلي الاحتلال يحكم عليها بالفشل منذ البداية. هذا الى جانب المعاناة التي عاشها ابطالنا اثناء تواجدهم في مقرات الاجهزة الامنية الفلسطينية من معاملة لا تليق بهم بل تم التعامل معهم وكانهم معتقلين. *رابعا: لماذا قبلتم الانفراد بوقف المطاردة فيما النشطاء الاخرون لا يزالون يطاردون ويعدمون ؟. ابو عدي: لا بد هنا ان نعود بعجلة الزمان الى الوراء لنكرر ونؤكد على موقنا من وقف المطاردة حيث ان موقفنا كقادة كتائب شهداء الاقصى بأننا تحفظنا على القرار وحذرنا منه ولكن تركنا المجال للقاعدة ان تقرر لانهم هم اللذين يعانون المطاردة والوضع السيء ولا نستطيع ان نجبر احد على الاستمرار بالمقاومة لان هذا قرار فردي فكل شخص يستطيع ان يتخذ القرار الذي يناسبه بناء على تقييمه لوضعه المعيشي، هناك من قبل وهناك من رفض ونحن احترمنا قرار الطرفين هذا اضافة الى احترامنا للقرارات من القيادة السياسية ولاننا ايضا نسعى الى ان تسير مساراتنا كفلسطينيين بشكل متواز وهنا اقصد المقاومة والمفاوضات لم نقاوم هذا القرار ورغم تحفظنا عليه تركنا للمجال لشبنابنا ان يقرروا. ورغم ذلك فان العديد من المطاردين اللذين شملهم القرار لم ينج من استهداف الاحتلال لهم فمنهم من استشهد ومنهم ومن اعتقل. ونحن في كتائب شهداء الاقصى لم نؤمن ابدا بالفصل فكلنا فلسطينيين كمقاومة وشعب ونحن دائما ننادي بان يكون اي قرار يشمل الجميع وكان القرار بان كل من يوقع عليه يشمله قرار وقف المطاردة وكما قلنا اعلاه كـ"كتائب اقصى" تركنا الخيار لعناصرنا بالتوقيع عليه وهذا ينطبق على بقية الفصائل ايضا من يوقع يشمله الفصائل الاخرى اختارت عدم التوقيع ونحن نحترم ذلك. وجزء من عناصرنا ايضا اختار عدم التوقيع وايضا احترمنا ذلك وقدرناه عاليا واحترمنا من وقع عليه، رغم تحفظنا على هذا القرار والنابع من عدم ثقتنا بالاحتلال الاسرائيلي. ونحن حريصين على كل قطرة دم فلسطينية بغض النظر عن لونها السياسي. *خامسا: ما هو موقفكم من اعتقال اجهزة الامن لنشطاء المقاومة وهم كتائب الاقصى؟ هل هم فعلا نشطاء انتفاضة ام تجار سلاح ومنفلتون ويجب حبسهم كما تقول السلطة؟. ابو عدي: نحن نرفض اعتقال اي مقاوم فلسطيني من اي جهة كانت سواء من الاجهزة الامنية او من قبل التنفيذية في غزة، لان المقاومة مكانه الميدان طالما الاحتلال بقي جائما على صدورنا وليس السجن. وكما اننا احترمنا قرار من يريد التوقف عن المقاومة ايضا نحترم وندعم من يريد مواصلة النضال وهذا ابسط حق لنا كشعب فلسطيني طالما الاحتلال ما زال موجود على ارضنا. رفضنا اعتقال مناضلينا من قبل الاجهزة الامنية ووقفنا بوجوههم بطرقنا المختلفة وما زلنا نرفضه لاننا كقادة كتائب من ابسط واجباتنا الدفاع عن عناصرنا، وهنا نحن نفرق بين سلاح المقاومة والسلاح العبثي الاستعراضي ولم نقف بوجه الاجهزة الامنية حين تسعى وتعمل للاستقرار الامني وجمع السلاح الذي يخلق فلتان امني، ولكن المقاومة لم تكن ولن تكون تسعى الى فلتان امني بل سلاحها يخرج فقط بوجه المحتل ومن هذا المنطلق نحن ندافع عن عناصرنا التي تقاوم المحتل ولا تظهر سلاحها الا بوجه المحتل. ونطالب الاجهزة الامنية بالفصل في ذلك ايضا وعدم المساس بسلاح المقاومة ولا بمن يحمله وان تقوم بمطاردة تجار السلاح وكل من يسهم بضعضعة المجتمع الفلسطيني والمساس به وبسيادة القانون وتعتقلهم لا ان تعتقل المقاومين، وايضا نطالبها بعدم الانصياع التام لاوامر الاحتلال باعتقال المقاومين طالما الاحتلال ما زال يعبث بارضنا وبشعبنا ومقدراتنا. *سادسا: هل تعطون الرئيس ابو مازن تجديد للتهدئة وما هي الشروط ؟. ابو عدي: كما قلنا سابقا نحن دائما نحترم قرارات القيادة السياسية الساعية الى المصلحة الوطنية والملتزمة بالثوابت الفلسطينية، وايضا لم ولن نشكل حجر عثرة امامهم في مسيرتهم التفاوضية وكلن ضمن اسس محددة، فممكن ان نوافق للرئيس ابو مازن لتجديد التهدئة ضمن شروط ومنها ان تكون تهدئة شاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وان تكفل وقف الممارسات التعسفية بحق شعبنا وبحق المقاومة، وان يتم رفع الحصار عن غزة وازالة الحواجز بين مدن الضفة الغربية، هذا الى جانب حماية شعبنا من سعران المستوطنين في الضفة الغربية. ضمن هذه الشروط نقبل بتجديد التهدئة ان كان فعلا الغرض من ورائها مصلحة وطنية، وسنتوقف عن الالتزام بها عند اول خرق يسجل للمحتل. *سابعا: هل نجحت تجربة تفريغ النشطاء في اجهزة السلطة وهي نفس التجربة التي استخدمها ابو عمار بعد الانتفاضة الاولى مع الفهد الاسود ؟. ابو عدي: هناك فرق في التجربة وهو فرق ناتج عن الفرق بالظروف الموضوعية والذاتية للمرحلتين ففي زمن المرحوم الشهيد ابو عمار كانت السلطة في بداية عمرها وكان الوضع السياسي والامني مختلف، اليوم الامور مختلفة وبالتالي حين سنجري مقارنة يجب عدم اغفال هذه المعطيات والظروف. بشكل عام نجحت جزئيا لدى البعض وفشلت لدى البعض الاخر لاسباب عدة منها اسباب تخص الموقع الذي انيط بالنشطاء فبعضهم رفضها لانها لا تليق به كمقاوم والبعض قبلها. هذا الى جانب اسباب ذاتية لدى بعض الشباب فهناك من يرفض الالتزام باوامر الاجهزة الخاصة باعتقال على خلفيات سياسية مثلا. *ثامنا: ما هو انطباعك حين رأيت بوش يضرب بالحذاء وماذا تقول لمنتظر الزيدي؟. ابو عدي: هو ليس انطباع فقط بل هو ان كياني باكمله قد اهتز حين شاهدت الموقف وفرحت كثيرا حين رأيت هذا البطل العراقي يرد لنا جزءا من كرامتنا التي هدرت على يد هذا الحقير الذي كان هو السبب وراء نكبة أمة عريقة وترديها ووصولها الى الحضيض مع ما تمتلكه من خيرات اودعها الله في أرضها وبأمره اغتيلت بقايا العزة والنخوة والشهامة التي تمثلت بصدام حسين يوم قام بوش وزملائه انفسهم بشنق الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله أول أيام عيد الاضحى المبارك في 30- 12 -2006. اليوم ونحن لا نزال نعيش نفحات عيد الاضحى المبارك، جاء صحافي قناة البغدادية "منتظر الزيدي" ليعيد لنا بعضا من كرامة هدرت، لا تزال تغص بذكراها حلوقنا وتتكدر بتذكرها حياتنا. وكيف لا أبتهج حين يقوم هذا الصحافي البطل بتعريف هذا البوش الاخرق بقيمته. وفي النهاية اقول للبطل منتظر الزيدي اننا كلنا كعرب كنا بانتظار ايها المنتظر وبانتظار حذائك العظيم ليصفع في وجه اخرق لعب دور القائد الاول في العالم، فانت بصفعتك هذه رددت لنا جزءا من كرامتنا المهدورة سلمت يداك ايها البطل وانشاء الله ان لا تتكالب عليك كلاب الامن الامريكي والحكومة العراقية. وان تستطيع ان ترى نور الحرية التي من اجلها فعلت ما فعلت. |