وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خبراء وباحثون: إجراءات الاحتلال "العنصرية والتمييز" بحق العرب في تزايد مستمر وتهدف للتهجير

نشر بتاريخ: 17/12/2008 ( آخر تحديث: 18/12/2008 الساعة: 00:03 )
غزة-معا- أكد باحثون وخبراء تزايد إجراءات الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات "العنصرية" والتمييز بحق فلسطينيي الداخل، مستعرضين عددا من الدراسات التي تظهر محاولات فرض التهجير القسري على السكان.

جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه قسم الدراسات الإنسانية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بعنوان "عكا بين الماضي المجيد والحاضر الأليم" في فرع الكلية بخانيونس معهد غزة التقني, وذلك بحضور كلا من الدكتور يحيى السراج عميد الكلية, والمهندس وسام ساق الله رئيس معهد غزة التقني, والدكتور يونس الأسطل النائب في المجلس التشريعي، والأستاذ يوسف الحداد رئيس قسم الدراسات الإنسانية والأستاذ عبد الله الملاحي المحاضر بالكلية ورئيس اللجنة التحضيرية, بالإضافة إلى عدد من المهتمين والباحثين ولفيف من طلبة الكلية والعاملين فيها.

تاريخنا واجب:

وفي بداية اللقاء تحدث الدكتور السراج عن إصرار الكلية علي العمل والنهوض بالمسيرة التعليمية رغم الحصار المفروض علي قطاع غزة, مشيرا أن الكلية تسعي باستمرار إلي تحقيق طموحات ورغبات المجتمع الفلسطيني, وأضاف إن الكلية تمنح درجة الدبلوم والبكالوريوس في أكثر من أربعين اختصاص في مجالات علمية ومهنية مختلفة.

واشار الدكتور السراج إلى تنظيم الكلية للعديد من اللقاءات والأيام الدراسية التي تخدم المجتمع الفلسطيني, موضحا أن التاريخ الفلسطيني يجب أن يتعلمه كل طالب فلسطيني حتى لا ننسى تاريخنا.

وفي ختام كلمته وجه الدكتور السراج شكرا لكل من ساهم في إنجاح هذا اليوم الدراسي الذي يسلط الضوء على واقع مدينة فلسطينية.

خدمات متنوعة:

من جانبه أشار المهندس ساق الله إلى أن معهد غزة التقني يقدم للمجتمع المحلي خدمات متميزة علي المستوي التقني والاجتماعي, وأضاف إن الكلية تشهد نشاطا في عقد الندوات واللقاءات والأيام الدراسية التي تخدم المجتمع, موضحا إن المعهد يطمح بنصرة إخواننا داخل الخط الأخضر من خلال تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي يلقي الضوء علي معاناة أهل عكا.

وعن الهدف من اليوم الدراسي أشار الأستاذ عبد الله الملاحي رئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي الى أن الهدف من اللقاء التعرف علي أبعاد الصراع العربي الصهيوني في فلسطين, والوقوف علي موقع عكا الجغرافي الهام , وتحليل ما حصل في عكا من منظور سياسي, إضافة إلي التعرف علي دور وواجب المسلمين تجاه إخوانهم في عكا خاصة وعرب 48 عموماً, وأوضح أن المحور الأول لليوم الدراسي يتناول تاريخ عكا والصراع السكاني فيها , أما المحور الثاني فهو يتناول تداعيات أحداث عكا من منظور إسلامي والأبعاد السياسية لها.

مؤامرات الترحيل مستمرة:

وخلال مداخلة هاتفية للشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر, أشاد باهتمام الكلية في تنظيم اليوم الدراسي الذي يتحدث عن تاريخ مدينة عكا المجيد وحاضرها الأليم, وأكد علي أن غزة كانت وستبقى قلعة الصمود وصوت الحق والحرية المعبر عن آمال الحاضر والمستقبل للأمة الإسلامية والشعوب العربية.

وأشار الشيخ رائد صلاح إلى أن سكان مدية عكا يعيشون منذ سنوات مؤامرات الترحيل والإبعاد من قبل المستوطنين والقضاء الإسرائيلي, وأضاف إن الشرطة الإسرائيلية منعت الأذان في المساجد وحرمت سكان المدينة من الاحتفال بالمناسبات الدينية .

من جهة ثانية أكد الدكتور يونس الأسطل النائب في المجلس التشريعي, علي ضرورة الوقوف في وجه الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية, مشيرا الى أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل منذ مدة طويلة على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة , وتحدث عن الحركة الإسلامية بمدينة عكا والتي قادها أحمد باشا الجزار ضد نابليون وشجاعتها في الوقوف في وجه جيش كامل العتاد والقوة في ذالك الوقت.

انتهاكات متواصلة

من جهته تحدث الدكتور زكريا السنوار استاذ التاريخ بالجامعة الإسلامية بغزة, عن الانتهاكات "الصهيونية" لعرب فلسطين عام 1948, وتناول أبرز المخاطر التي تتهدد العرب هناك وخاصة في مجال السيطرة على الأراضي من خلال سن قوانين وتشريعات مبنية على القوانين الانتدابية، بهدف إضفاء الصفة القانونية على عمليات سلب الأرض من أصحابها ا لشرعيين, وأشار إلي الإهمال المتعمد في المناطق العربية في مجالات الحياة جمعياً؛ الاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والاضطهاد الاجتماعي التي تهدف الى طرد الفلسطينيين لضمان (يهودية) الدولة كما يعلنون.

ودعا الدكتور السنوار إلى ضرورة الوقوف إلى جانب أهلنا فلسطينيي الداخل، ودعمهم مادياً ومعنويا ؛ لأنهم يمثلون رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني, و أكد على ان التهويد ليس قاصراً على عكا بل هو سياسة مبرمجة في كافة الأراضي المحتلة عام 48, وان القانون البريطاني الذي وضع ايام الانتداب كان لخدمة الاحتلال, وبين ان استغلال القانون البريطاني اتخذ كذريعة لنهب الأراضي الفلسطينية.

الصراع السكاني:

من جهته تحدث الدكتور رائد صالحة المحاضر بقسم الجغرافية في الجامعة الإسلامية ومدير دائرة العلاقات العامة, عن الصراع السكاني بعكا وقد ذكر بعض الممارسات التي تضيق الخناق على سكان مدينة عكا والتي أهمها تشريد أبناء فلسطين من الأراضي المحتلة عام 48 إلى داخل الأرض المحتلة عام 67م, والتقليل من الإنجاب بتحديد النسل, إضافة إلي بناء تجمعات سكانية محيطة بالأحياء العربية من أجل تضييق الخناق عليها.

وأوضح الدكتور صالحة أن هناك مؤشرات ديموغرافية تؤكد على تفوق الفلسطينيين ديموغرافياً "سكانيا" على اليهود وهذا سيؤدي إلى زعزعة الكيان في القريب, وأكد علي ضرورة التمسك بالأرض والصمود أمام المؤامرات التي تسعى لترحيل الفلسطينيين إلى خارج فلسطين والقضاء على الشعب الفلسطيني, وطالب الدول العربية والإسلامية بتقديم الدعم الكامل لسكان غزة والضفة وفلسطينيي 1948، ولاسيما القدس وعكا ويافا وحيفا, وأوصي السكان العرب في الأراضي المحتلة بزيادة أعداد السكان, والتمسك بالدين والتربية الإسلامية, والعمل على حل مشاكل البطالة وتحقيق العدالة.

الواقع والمستقبل:

من جانبه تحدث الأستاذ ملاذ الأغا المحاضر بقسم العلوم السياسية بكلية التجارة بالجامعة الإسلامية, عن التداعيات السياسية لأحداث عكا الأخيرة التي سببتها سياسة التهويد التي يتبعها الاحتلال وزيادة حدة التطرف, إضافة إلي النزعة العنصرية ضد أهل عكا, وذكر أن هناك دلالات كثيرة علي هذه الأحداث من أهمها موت فكرة إسرائيل الكبرى, إضافة إلي زيادة الوعي السياسي لدي الفلسطينيين في أراضي 48, وأكد أن إسرائيل لم تعد يهودية بل ثنائية القومية، وإن زيادة نسبة السكان العرب في فلسطين التاريخية إلى 50% صعّب قبول هذه الفكرة, وبين أن الشعور بالهوية الفلسطينية والانتماء إلى فلسطين يزداد باستمرار.

وفي نهاية اليوم الدراسي تم فتح المجال أمام الحضور للمداخلات والاستفسار حول تاريخ مدينة عكا المجيد وحاضرها الأليم.