وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شبح الهبوط بقلم :ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 19/12/2008 ( آخر تحديث: 19/12/2008 الساعة: 12:53 )
بيت لحم - معا - دخل الدوري الممتاز اٍعتباراً من الاٍسبوع السابع عشر مرحلة الحسم للغالبية العظمى من فرق هذه الدرجة ، وخلال أقل من شهر سيتم تتويج بطل دوري الشاعر المرحوم محمود درويش في سابقة تاريخية فلسطينية وربما عربية ودولية وبزمن قياسي ، ويحسب لاٍتحاد كرة القدم الفلسطيني هذا الانجاز العظيم ، و الذي قد يكون بحكم الاٍعجاز، خاصة بعد الفشل الذريع في اٍنجاز الدوري خلال السنوات السابقة .
مواقف الفرق في الجدول باتت واضحة ، ففي الوقت التي تزاحم فيه ( 5 ) فرق مركز الامعري على زعامة الدوري، فاٍن (8 ) أندية أخرى تصارع من أجل ضمان موقع متقدم لها في الممتازة ( أ ) و عدم الهبوط الى الممتازة ( ب ) ،وهذا يعني أن أربعة أندية من الفئة الثانية ستنهي الموسم الرياضي في الممتازة ( ب ) ،اٍلى جانب ( 6 ) أندية أخرى بات من الصعب عليها المنافسة على أحد المراكز العشرة ،و اٍذا ما سلمنا بأمر هبوط فريقي العربي والاتحاد الى الممتازة ( ب ) على الرغم من احتفاظهما بفرصة المنافسة على الهروب من شبح الهبوط الى الدرجة الاولى .

اٍننا اٍذن أمام مباريات حساسة ومصيرية لا مجال للتفريط فيها بأية نقطة ،وأن غالبية هذه المباريات لا تقبل القسمة على اثنين ، سواء سعياً للصدارة او تأمين موقع ملائم
أو الهروب من شبح الهبوط الذي سيطال اٍثني عشر نادياً أي ما نسبته 60% من عدد الأندية ، وما يهمنا في هذا المجال هو نظرة هذه الأندية لمسألة الهبوط وكيفية الاٍستفادة منها وتحويلها من هزة عنيفة في أرجاء النادي وفرقه الكرويه الى درس فيه الكثير من الفوائد والعبر ، ونقطة اٍنطلاق جديدة نحو اٍعادة ترتيب الوضع الداخلي ادارياً ورياضياً والاٍستعداد والتحضير الجيدين للدوري القادم .

بنهاية الدوري الحالي تكون مرحلة الفرز التي أعلن عنها الاٍتحاد قد اكتملت، اٍيذاناً باٍنطلاق مرحلة التثبيت والتمركز بالدرجة التي تتلائم مع اٍمكانيات الأندية وتتناسب مع درجة اٍستعداداتها الفنية والاٍدارية للدوري القادم الذي سينطلق مطلع أب من العام القادم بمجموعتين ودوريين متوازيين هما : دوري الممتازة ( أ ) الذي سيضم فريقين أو أكثر من فرق الدرجة الأولى ودوري الممتازة ( ب ) الذي سيضم أربعة فرق أو أكثر من من فرق الدرجة الأولى ، وأعتقد اٍنه الدوري الأهم سيما وأنه يسبق مرحلة الاٍحتراف .

أعتقد أن جميع الأندية وفي جميع الدرجات ستكون قد اٍستفادت من حالة الحراك الدائمة التي أحدثها الاتحاد برئاسة اللواء جبريل الرجوب ، بعد أن نالت الفرصة الكافية والعادلة لاٍثبات قدراتها ، ولم يعد أمر الهبوط يشكل هاجساً مخيفاً ومرعباً للأندية مثلما كان الحال عليه في السنوات السابقة عندما كانت الفرق تهبط ولا تمنح الفرصة للصعود اٍلا بعد مرور السنوات العديدة ، بعكس الحال الذي تعيشه الكرة في هذه الأيام لأن باٍمكان أي نادي وخلال أقل من عام العودة لمكانه السابق اٍذا ما استفاد من التجربة وأعد العدة جيداً ، وخطط لان العمل بلا تخطيط هو تخطيط للفشل ، فلا مكان للمتقاعسين، وهذه سنة الحياة فالبقاء للأفضل والأقوى ولكل مجتهد نصيب .

أخلص في حديثي للقول أن باٍمكان النادي تحويل عملية الهبوط الى الدرجة الآدنى الى نعمة وفرصة تاريخية للعودة وبقوة بدل الاستسلام للأمر الواقع .

قال احد الحكماء :

((الحياة مليئة بالحجارة فلن أتعثر بها بل سأجمعها وأبني بها سلماً نحو النجاح ))