وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحديث ذو شجون هنيئا للأسرة الأولمبية ! *** بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 21/12/2008 ( آخر تحديث: 21/12/2008 الساعة: 18:12 )
بيت لحم - معا - منذ الثمانينات ، من القرن الماضي ، تشكلت اللجنة الأولمبية المخضرمة ، التي قادت العمل الرياضي الفلسطيني الأهلي ، سنوات قبل اتفاق اوسلو ، وسنوات بعده ، وحملت مشعل الرياضة الفلسطينية في السنوات العجاف ، مسمعة العالم الحر صوت التألق الرياضي الفلسطيني في أصعب الظروف .

والحق يقال : إن اللجنة الأولمبية السابقة ، التي رأسها الحاج احمد القدوة ، لها ما لها ، وعليها ما عليها ... وقد يحتدم الجدل بين المحللين الرياضيين ، حول الحقبة التي ربت على العقدين ، بحلوها ومرها .

وبعيدا عن أسلوب تصفية الحسابات ، مع القادة السابقين ، الذين منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، نشيد بانجازات اللجنة الأولمبية السابقة ، التي نجحت في الحفاظ على الحراك الرياضي ، في وقت كانت هموم التحرر والديمقراطية ، والحصول على رغيف الخبز أهم من التنافس الرياضي ، لدى السواد الأعظم من الفلسطينيين .

والأهم من كل ذلك أن اللجنة الأولمبية السابقة نجحت في وضع أقدام الأولمبيين الفلسطينيين على مسرح العالم الأولمبي ، ونجحت في رفع العلم الفلسطيني خفاقا في الألعاب الأولمبية ، منذ بطولة أطلانطا 1996 .. وقد روى لي المسئول السابق للعلاقات الدولية في اللجنة ، الدكتور أنور ابو عيشة حكايات تستحق الإشادة ، وجلها تصف كيف اقتنع السيد سامرانش ، رئيس اللجنة الاولمبية الدولية السابق ، بأحقية فلسطين في عضوية اللجنة ، مما شكل معلما هاما على طريق الاستقلال ، والاعتراف الدولي .

وفي المقابل يؤخذ على اللجنة الأولمبية السابقة ، أنها بالغت في التريث في أمر انعقاد الهيئة العامة ، ولم تتحرك جديا لإجراء الانتخابات ، رغم أن القاصي والداني يدركون أن اللجنة الأولمبية تعقد هيأتها العامة ، بعد انفضاض المحفل الأولمبي كل أربع سنوات ، فكان الأمر مضيعة للوقت ، وسباحة في عكس اتجاه مقتضيات الديمقراطية الرياضية الأهلية .

المهم .. أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي ، فها هي الهيئة العامة قد عقدت ، بعد مرحلة من التحضير الجدي ، منذ المرسوم الرئاسي ، الذي تشكلت بموجبه اللجنة التحضيرية ، التي قامت بعملها في التحضير لاجتماع الهيئة العامة ، وحصر الاتحادات الرياضية ، التي من حقها المشاركة في الهيئة العامة ... وقد وفقت التحضيرية إلى حد كبير في هذا الاتجاه ، ولكن الجدل ما زال سيد الموقف في منتديات الرياضيين ، حول أحقية بعض الاتحادات ، التي لا تملك تقريرا فنيا ، حول فعاليات رياضية فعلية ، قامت هذه الاتحادات بتنظيمها .

والآن . . وبعد أن قالت الهيئة العامة كلمتها ، لا يملك الشارع الرياضي الفلسطيني إلا مباركة النتائج ، والابتهال إلى المولى عز وجل أن يوفق المنتخبين ، لما فيه خير ورفعة الرياضة الفلسطينية ، التي تمر بمنعرج وطني هام ، لأن الأوساط الرياضية الفلسطينية تلتمس في اللجنة الاولمبية مواصلة المسيرة الجامعة ، التي تشكل مقدمة للوحدة العضوية للرياضة الفلسطينية ، حتى تصبح الرياضة حالة نموذجا ، لما يجب أن تكون عليه العلاقات ، بين كل شرائح هذا الشعب ، الذي أتعبت قلبه المناكفات .

والآن .. وبعد قول الناخبين لكلمتهم ، أصبحت الكرة في ملعب اللجنة الاولمبية الجديدة ، برئاسة اللواء جبريل الرجوب ، الذي يبدو أنه استفاد من النجاح الكبير ، الذي حققه مشروع كرة القدم الوطني ، الذي احدث حراكا غير مسبوق في الملاعب الفلسطينية ، بما شكل اختبارا صعبا لأعضاء المجلس الأولمبي الجديد ، المطالبين بالعمل الجاد ، ووصل الليل بالنهار ، على غرار ما فعل اتحاد اللعبة الأكثر شعبية .

إنها مهمة وطنية جسيمة تقتضي تضافر جهود الجميع ، بعيدا عن حساسيات الصندوق ، التي يجب أن تقلب صفحتها ، ويتصافح الجميع ممن زكتهم الصناديق ، وأولئك الذين رأت التريث في أمرهم .. والأمر هنا يقتضي أن يمد المجلس الجديد يده للرياضيين ، الذين حالفهم الحظ في الانتخابات ، والاستفادة من خبراتهم ، تماما كما يقتضي من هؤلاء الاستجابة لدعوات التفعيل ، لأن الرياضي الحقيقي ، لا يتوقف عن العمل ، ويواصل العطاء ، حتى لو أدارت له الصناديق ظهرها ... وفلسطين التي نحب لها في دمنا يد سلفت ودين مستحق ، ولا يجوز التوقف عن الوفاء والولاء لهذه الفلسطين .

نعم .. لقد انفض سامر الانتخابات الأولمبية ، والمشروع الوطني الكبير يقتضي أن ينطلق الجميع إلى المواقع الرياضية ، للمشاركة في المهمة الجسيمة ، لان مصالح هذا الوطن العليا تتطلب الانخراط في العمل الوطني الشاق ، بعيدا عن حسابات المواقع ، وبعيدا عن إفرازات الصناديق يوم الانتخابات .

والحديث ذو شجون