|
قراءة اسرائيلية : فخ غزة - اسباب القيام بعملية عسكرية واسباب الامتناع عنها
نشر بتاريخ: 21/12/2008 ( آخر تحديث: 21/12/2008 الساعة: 20:06 )
بيت لحم - معا - "حماس تطلق الجحيم وعندنا يتدثر القادة بالاغطية ويصلون من اجل المطر لعل وعسى تنقذهم الاحوال الجوية وتعفيهم من مهمة اتخاذ القرار حول غزة التي تتجمع غيوم العاصفه فوقها ".
بهذا التوصيف افتتح الكاتب الاسرائيلي اليكس فيشمان تحليله المنشور على صدر الصفحة الاولى من صحيفة" يديعوت احرونوت " الاسرائيلية تحت عنون " فخ غزة " والذي حاول فيه طرح الاسباب الموجبه لعميلة عسكرية واسعه ضد القطاع وتلك التي توجب الامتناع عن التورط في رمال غزة . واضاف فيشمان" ان مخاوف القادة الاسرائيليين من خطر التورط العسكري على الطريقة اللبنانية بما يحمله من خسائر بشرية جسيمة ونتائج سياسية ضئيلة وغير مضمونه وخطر المساس مجددا بقوة الردع الاسرائيلية واصابة الهيبة الوطنية في مقتل تشل هؤلاء" . وتابع يقول "ان اكبر كوابيس المستوى العسكري ينبع من عنواين الصحف التي ستصدر في اليوم الثالث او الرابع من عمر العملية ومايليه من صراخ الذين دفعوهم باتجاه العملية قائلين : لماذا فعلتم هذا ؟ من الغبي الذي اصدر الاوامر "؟. واضاف "في نهاية الاسبوع ادركت القيادة الامنية الاسرائيلية العليا ان قرار الرد العسكري على غزة مهما كان قد خرج من ايدينا اردنا ذلك او لم نرد فحماس اصبحت رهينة قناعتها الذاتية بان اسرائيل لن تشن عملية قبل الانتخابات فيما تحدثت اوساط المؤسسه الامنية الاسرائيلية بمصطلحات مثل " ساعة الرمل اخذه في النفاذ " تماما كما تحدثوا قبل اسبوع بلغة الانذار لحماس وكما كانوا على قناعه قبل ثلاثة اسابيع بان استمرار التهدئة مصلحه حمساوية جليه وان فرص انهاء التهدئه غير مرتفعه . واعرب فيشمان عن اعتقاده بان من يوجه اليوم تصريحات وتفوهات الساسه فيما يتعلق بموضوع غزة هم مسستشارو العلاقات العامه ومكونات الشخصية وليس خبراء الامن وان الساسه من ناحيتهم ليسوا مترددين من امكانية الوصول الى الانتخابات في ظل عملية عسكرية غير منتهيه و نتائج جزئيه تحاصر رقابهم والاسوأ من ذلك ان يكونوا مسرورين من تنفيذ عملية عسكرية فقط بهدف تحسين مواقعهم في صندوق الاقتراع وفي الحقيقة ظلال المسؤولية التي ترتبت على الحرب الاخيرة ضد لبنان وقرب موعد الانتخابات هي ما تفسر وتملي التصرفات غير الواضحه والمتردده اتجاه غزة ولا يوجد اي تفسير منطقي اخر لتاخير عملية عسكرية واسعه ومثابره ومنظمة ومخططه ضد روتين النار الذي تمليه حماس . وتابع يقول ان قرار القيام بعملية عسكرية ضد غزة تحول الان الى رهين الصدفه فقط يمليه حادث تفرضه حماس مثل اصابه دقيقة في تجمع للمواطنين يوقع اصابات الامر الذي سيجعل صمود المستوى السياسي امام الضغوط الجماهيريه امرا صعبا وسيأتي الرد حينها دون تفكير " من البطن " وهذا يعني سيناريو تدهور غير مراقب وينفذ بوقت لم تختاره انت . وهناك احتمال ان تختار اسرائيل توقيت العملية بناء على معلومات استخبارية تكتيكيه مثل معلومات عن اجتماع قيادة حماس في وقت ومكان محدد ونجد من الحكمة ضربها لتحقيق تأثير دراماتيكي في الميدان او وفقا للوضع السياسي الاقليمي والدولي تاخذ بالحسبان مصالح مصر والاردن وزيارات رؤساء الدول في المنطقه والقرارات التي ستتخذ بخصوص الوضع مع ايران وقضية الشرق الاوسط وزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الخارج وهكذا جميع الاعتبارات التي تشكل عاملا شرعيا ومشروعا في تحديد وقت العملية بمبادره اسرائيلية بشرط ان يكون الحديث عن تأجيل فقط وليس تاجيل نهائي . ان انتظار الاحوال الجويه كعامل مقرر في تحديد موعد العملة ليس امرا مرفوضا من اساسه ولكن من يراهن على العامل الجوي عليه الانتظار حتى منتصف نيسان على الاقل وكذلك تبرير تأجيل العملية بالخوف من قيام حماس بقطع الاتصالات حول الجندي شاليط تبرير غير واقعي علما بان مفاوضات كهذه لم تجر ايضا في ظل التهدئة وهناك ايضا تبرير الجيش الثابت والدائم لتاجيل العملية وهو القول بعدم وجود خطة للخروج من غزة والتي يتوجب على المستوى السياسي اعدادها وعدا ذلك لا يوجد ما ندخل القطاع لاجله . وفقا لوجهة نظر الجيش فان عملية عسكرية جزئية او محدودة اعدت لاعادة حماس الى قواعد اللعبه السابقه قد تؤدي الى التورط بعملية واسعه تنتهي باحتلال القطاع ما يعني ضرورة اعداد خطة للخروج في كل الظروف تحدد ما هي الشروط التي ترى فيها اسرائيل انجازا يمكنها من سحب قواتها من غزة . وحتى هذا التبرير بدأ يفقد مفعوله لاننا قد ننجر لهذا الوضع رغما عنا ولهذا يتوجب على احدهم الان ان يصحو ويقوم باعداد خطة للخروج . ماذا يوجد لنا الان ؟ مطر متقطع من صواريخ القسام واستمرار تسلح حماس وحتى حجة الحفاظ على التهدئة التي استخدمت لتبرير تجاهل تعاظم قوة حماس انتهت ولم تعد موجوده ، يبدو بان ما يحرك ويوجه اصحاب القرار والساسه فيما يتعلق بأمر غزة هم مستشارو العلاقات العامه وليس خبراء الامن . |