وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فهمي الزعارير: حماس نقلت هــدف التهدئة الاصيل من سياسي إلى إنساني

نشر بتاريخ: 21/12/2008 ( آخر تحديث: 21/12/2008 الساعة: 22:43 )
رام الله- معا- قال المتحدث باسم حركة فتح فهمي الزعارير إن حركة حماس نقلت هدف التهدئة الأصيل، وهو توفير أجواء مناسبة لإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية لتحقيق التطلعات الوطنية الفلسطينية إلى هدف أخر وهو إدخال المواد الغذائية والوقود إلى قطاع غزة.

وأوضح الزعارير في مقابلة صحفية اليوم، أن القيادة الفلسطينية وفي منتصف عام 2003 أجرت مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية لتحقيق تهدئة وكان الهدف الأصيل لهذه التهدئة التي انعقدت عليه هو توفير أجواء مناسبة لإطلاق مفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تفضي الى اتفاق سلام يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الوطنية.

وأضاف الزعارير: "ان حركة حماس بعد الانقلاب الذي قامت به، ادارت المفاوضات المتعلقة بالتهدئة سواء كانت سرية او علنية ولعدم خبرتها في هذا المجال تحول هذا الهدف الى ما يعرف بتوفير الماء والغذاء والدواء والوقود الى اهلنا في قطاع غزة، وهذا منزلق خطير يتحمل الاحتلال الاسرائيلي مسؤوليته، ويلزم به وفق اتفاقيات جنيف".

وقال ان التهدئة كان يجب ان تستمر على قاعدة تحقق هدفين هما : ان تمتد الضفة الغربية بعد قطاع غزة، بحيث يوقف الاحتلال عمليات الاغتيال والاعتقالات والاجتياحات للمدن المستباحة في الضفة.

والثاني توفير الاجواء المناسبة لاطلاق عملية السلام تنتج خلال فترة محدودة اتفاقية سلام شاملة، وان لم يحدث هذا يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويحدد المتسبب الاساسي في افشال المفاوضات وهي اسرائيل.

واضاف: "ان المشكلة التي نواجهها هي ان حماس التي اخذت شعبنا في قطاع غزة رهينة تنظر الى التهدئة لتحقيق مصالح ضيقة لخدمتها، والان وصل الامر الى مجرد الدفاع عن توفير المطالب الحياتية اليومية لاهلنا في القطاع"، منوها الى ان اسرائيل قد استطاعت كدولة احتلال ان تنقل محادثات التهدئة من توفير الاجواء المناسبة لمحادثات السلام الى مطالب بين الحين والاخر لفتح المعابر وادخال الغذاء والوقود.

وذكر الزعارير بان الجانب المتعلق بحقوق شعبنا في حصوله على المواد الغذائية والوقود والحركة يجب ان يكون بعيدا عن التهدئة، لان هذه الحقوق مضمونة ونصت عليها اتفاقيات جنيف واسرائيل كدولة احتلال تتحمل مسؤولية ذلك.

واشار الى ان الرئيس محمود عباس كان يدير هذا الملف الخاص بالتهدئة على مستوى جناحي الوطن وكان رئيس دائرة شؤون المفاوضات الدكتور صائب عريقات هو المختص بهذا الملف، ولكن بعد "انقلاب" حماس في القطاع، قال الرئيس ان المهم حياة شعبنا وتوفير مقومات الصمود له، وعلى ضوء ذلك فوض اخيه الرئيس المصري حسني مبارك بادارة هذا الملف لتحقيق التهدئة ، وحقن الدم الفلسطيني مع متابعة دقيقة له .

واضاف الزعارير:" ان انقلاب حماس بماخلقه من انقسام أثر بشكل مباشر على مستوى قدرة ونفوذ القرار الفلسطيني، وباتت اسرائيل اكثر راحة وهي الان تنتقل من دائرة حل الصراع بالمفاوضات تمهيدا لجلائها عن الضفة الغربية وقطاع غزة واعطاء شعبنا حقه ف تقرير مصيره الى مربع ادارة الاحتلال سواء في الضفة او القطاع ، وتحسين شروطه وصورته وهذا ما سهلته حماس".

وأكد المتحدث باسم فتح ان ما تسعى إليه إسرائيل والمتمثل فقط في ادارة احتلالها لن يكون حلا استراتيجيا، منوها إلى أن الرئيس محمود عباس بذل ويبذل جهودا حثيثة للتوصل الى اتفاق سلام شامل، ولكن إسرائيل ليست متهيئة فعليا للتوصل إلى حل شامل ينهي الملفات الستة وهي المعروفة بالقضايا الجوهرية في مفاوضات الحل النهائي .