وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

على طريقة حزب الله- اسماء العمليات العسكرية من خيوط الموت وبقعة الزيت الى البدلة الشخصية وخلع الضرس

نشر بتاريخ: 25/12/2008 ( آخر تحديث: 25/12/2008 الساعة: 12:11 )
بيت لحم- تقرير خاص "معا"- في الحروب القديمة كانت الجيوش تحاول ان تتميز بلباسها المخيف مثل جلود الوحوش والقبعات الدموية وحتى انهم كانوا يلبسون الخيول لباسا مشابها لهم لادخال الرعب في قلب العدو.

كما حاولت بعض الفرق والجيوش التميز بسلاحها الفتاك، مثل السيوف الملتوية والمنجنيق وكل ما يجعل العدو ينتفض من الخوف عند مشاهدتها.

وفي الحالتين كانوا يهدفون الى قضيتين الاولى رفع معنويات جنودهم ( ارادة القتال ) من جهة وخفض معنويات الطرف الاخر من جهة اخرى.

ورغم كل التطور التكنولوجي الذي وصلت اليه الجيوش الا ان ارادة القتال تبقى اساسية لغاية اليوم، وبرغم ان سلاح لطيران ومدى الصواريخ وقوة الاساطيل هي عوامل اساسية في حسم الحروب والمعارك الا ان الجندي ومعنوياته واستعداده للحرب يبقى هو الجذر الاساسي للنصر اوالهزيمة او حتى تحديد مستواها.

وفي السنوات الاخيرة يحسب لحزب الله انه هو المبادر في هذه الناحية وهو الذي حظي باعجاب المراقبين لنجاحه وبراعته في تنفيذ ما يقول.

ففي حرب تموز 2006 بين اسرائيل وحزب الله دخل 140 الف جندي اسرائيلي في الحرب الى جنوب لبنان مع اقوى الاسلحة واكثرها دمارا وفتكا، الا ان 400 مقاتل كوماندوز من الوحدات الخاصة عند حزب الله تمكنت من كسر انف الجيش الاسرائيلي وهزّ معنوياته باعتراف تقرير لجنة فينوغراد الاسرائيلية.

وكانت خطابات حسن نصر الله على الهواء مباشرة اقوى بكثير من الطائرات النفاثة الاسرائيلية وكانت محطة تلفزيون المنار في حرب ضروس مع قنوات التلفزيون الاسرائيلي.

واطلق حزب الله اسماء مثل عملية الرضوان على تبادل الاسرى عام 2008 والوعد الصادق على عملية اسر الجنود وما بعد حيفا على اطلاق الكاتيوشا واسماء اخرى اثبتت قوة تأثيرها المعنوي .

الاستراتيجيات هي نفسها لكن التكتيكات كانت ابداعية، سواء في طريقة الخطابة او الاعلام او الترجمة او المقاومة او رفع المعنويات.

واليوم وعلى مشارف حرب غزة ان جاز التعبير يحاول الفلسطينيون الاستفادة من تجربة اعادة اسرائيل احتلال الضفة الغربية وهي العملية التي اطلق عليها رئيس اركان الاحتلال شاؤول موفاز اسم ( الحسم الادراكي ) بل ان الفلسطينيين برعوا اكثر في الاونة الاخيرة في اختيار اسماء لامعة وبراقة لعمليات المقاومة.

فاسرائيل وبعد عملية " الحسم الادراكي " شنت عدة عمليات اخرى واطلقت عليها اسماء تهدف الى دب الذعر في قلوب الفلسطينيين مثل حصار الرئيس عرفات عام 2003 واسمها " اورانيم او جهنم" والهجوم على نابلس عام 2004، واسمها " المتدحرجة" والهجوم على مخيم جنين عام 2002 واسمها "فاتورة الحساب" والهجوم على محلات الصرافة في الضفة في العام 2008 واسمها "البدلة الشخصية".

اما في غزة فقد ارتبكت اسرائيل في صيف 2007 واستبدلت اسم العملية 4 مرات ( القتال من بيت الى بيت - تدفيع الثمن - الشتاء الساخن - خلع الضرس ).

وبالمقابل شرعت المقاومة الفلسطينية في استخدام اسماء لعملياتها وكان اخرها اطلاق كتائب عز الدين القسام اسم "بقعة الزيت " على موجة اطلاق الصواريخ في شهر ديسمبر 2008 وقامت الوية الناصر باطلاق اسم "خيوط الموت" على موجة صواريخها وهكذا.

ومهما يكن الامر- فان ارادة القتال مهمة لكن من سيحسم الحرب القادمة اعلاميا ومعنويا بين غزة واسرائيل هو الجبهة الداخلية اي السكان المدنيين اما على الصعيد العسكري فسيكون عنصر المباغتة والمفاجأة وحسن التكتيك العسكري هو سيد الموقف، على ما يبدو .