|
رحلت شقيقتاه - الطفل اسماعيل صارع الموت بقلبه الصغير واستشهد
نشر بتاريخ: 31/12/2008 ( آخر تحديث: 31/12/2008 الساعة: 17:08 )
ملاحظة : بعد نشر التقرير بساعتين استشهد الطفل اسماعيل
غزة- تقرير معا -"بقيت ساعات على حياتك اسماعيل قبل أن يتوقف قلبك عن نبضات الحياة اليك السلام، نودعك قبل ان تودع حياة ترفض مغادرتها فلا زال قلبك الصغير يتمسك بها ويخفت رويدا رويدا طلبا للنجاة. قالوا لوالدتك التي فقدت توا شقيقتيك انك لاحق بهما فتشبثت بك وعانقتك وقبلت جبهتك وقالت "يا الله ثلاثة من أطفالي وانا ما زلت على قيد الحياة اه قلبي يتفطر ألما". رأيتها تحضن قلبك ووجهك وتقبل جسدك البارد على سرير الموت في مشفى الشفاء، رأيتها تحاول إيقاظك من موتك السريري ولكنك لم تحادثها ولم تنظر الى دموعها الغزيرة وسار جسدك الى البرد والاصفرار شيئا فشيئا. اسماعيل طلال حمدان عشر سنوات فقط هو حاليا اخطر المصابين الأطفال الحرجين في مشفى الشفاء حيث عشرات الجرحى، وكما يصف الأطباء في حالة موت سريري وقد يفارق الحياة في ساعات وبات من غير الممكن إرسال جسده البارد إلى مصر حيث لا يمكن لأي محاولة طبية ماهرة انقاذ ما تبقى من ساعات في حياته. قالوا ان قلبك كان عليه ان يدق مائة وعشرين نبضة بالدقيقة ولكنك منذ اصبت بالصاروخ الاسرائيلي انخفضت نبضاتك لتصل الى اربعين فقط وما زالت تخفت نحو الموت. أمس الثلاثاء في اليوم الرابع للعدوان على قطاع غزة كانت والدته تخشى على حياة صغارها، في لحظة ظنت طائرات "الموت" في السماء ركنت الى الراحة فأرسلت أطفالها لأداء مهام منزلية وارسلت مع طفلتيها لما 5 سنوات وهيا 12 عاما الرجل المقدام إسماعيل ذو العشر الأعوام ليحميهما من بطش الموت، ولكن الموت كان لهم بالمرصاد وفجأة وجد صاروخ إسرائيلي طريقه اليهم في شارع السكة على قرب من منزلهم في بيت حانون وانتشل الحياة من طفولتهم ومرغ أجسادهم بالتراب وفتك بالطفلتين (لما وهيا) فورا وانتشل من إسماعيل بعض الروح مبقيا على ساعات منه للحياة. لم يتم إنقاذهم بل تم انتشال أجسادهم من التراب بمرور عربة يجرها حمار بشكل مفاجئ في ذات المكان، كما تقول خالتهم الدامعة ام تليد التي واكبت ابن شقيقتها وبقيت تقبل جبهته الباردة. وكما يقول الاطباء والحكيم المناوب ابراهيم ابو غزالة فإن اسماعيل في حالة خطرة دخل في حالة موت سريري ولا يمكن انقاذ حياته وما ينتظره فقط ساعات، فقد أصيب بتهتك كامل بالدماغ واصيب البنكرياس حتى اضطر الأطباء لاستئصاله كاملا وأجزاء من الكبد ومعالجة الكسور التي اصابت ساقيه وذراع اليسرى ووضعت البرابيش في فمه تحاول سحب الدم المتخثر من الرأس وقد حاول الأطباء انقاذ حياته ولكن لا مناص. اسماعيل ليس الطفل الأول الذي يستشهد في عدوان شنه الطيران الحربي الاسرائيلي على قطاع غزة ولا زال، فقد استشهد عشرات الأطفال وبلغت نسبتهم 15% من بين 390 شهيدا حتى اليوم الخامس للعدوان على قطاع غزة. وبين يدي الحكيم ابراهيم ابو غزالة القادم من مخيم المغازي فقد استشهد قرابة عشرة اطفال كانت تجرى لهم محاولات لإنقاذ حياتهم ولكن لا مناص. ابو غزالة يشعر بالأم الشديد عندما يغادر الحياة طفل من الأطفال لاسيما حين يرى تشبث قلوبهم بالحياة ولكنهم وقودا لحرب غير متكافئة على قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه مليون ونصف المليون نسمة جلهم من الأطفال. |