وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مكتب تنسيق الشؤون الانسانية يصدر تقريرا عن الأوضاع الانسانية في القطاع

نشر بتاريخ: 07/01/2009 ( آخر تحديث: 07/01/2009 الساعة: 12:37 )
بيت لحم- معا- أصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) تقريراً عن الأوضاع الانسانية في قطاع غزة، لغاية الساعة السادسة مساء من يوم امس الثلاثاء، ذلك بعد أن دخلت العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع يومها الثاني عشر، ومع استمرار القوات الجوية والبحرية والبرية الاسرائيلية بمحاصرة وقصف المناطق المأهولة بالسكان في قطاع غزة.

وطبقا لوزارة الصحة، فأن مجموع الخسائر البشرية والاصابات لغاية الساعة السادسة مساء، ارتفع الى 640 شهيد فلسطيني وما يقرب من 2,850 جريح، علما بأن الأعمال العدائية والمخاطر التي تواجه الطواقم الطبية عند الوصول الى الجرحى تصعب من عملية جمع بيانات دقيقة ومحدثة حول عدد الخسائر البشرية، وفيما يلي الأحداث الرئيسية:

* التقارير الاولية تشير الى انه في الساعة الثالثة وخمسة واربعين دقيقة بتاريخ 6 كانون الثاني 2008، سقطت ثلاث قذائف مدفعية خارج مدرسة الاناث الاعدادية في جباليا والتابعة للأونروا، ما أدى الى ما لا يقل عن 30 شهيد و55 اصابة، منهم 15 حالة صنفت على انها خطيرة للغاية، علما ان المدرسة المعنية كانت تستخدم كملجأ للذين هربوا من العمليات العدائية الاسرائيلية.

* وفي الساعة الحادية عشرة والنصف، استشهد ثلاثة فلسطينيين من غزة داخل مدرسة تابعة للاونروا، وكانوا قد هربوا مع 400 شخص من منازلهم في بيت لاهيا في شمالي غزة، حيث تم توفير الملجأ لهم في هذه المدرسة، علما بأن هناك اشارات على مبنى المدرسة تدل على انها منشأة تابعة للأمم المتحدة، وقد احتجت الأنروا لدى السلطات الاسرائيلية فيما يتعلق بعمليات القتل وطالبت بفتح تحقيق فوري ومحايد.

* في منتصف نهار نفس اليوم تم تدمير عيادة صحية تابعة للاونروا في مخيم البريج، وأصيب عشرة فلسطينيين عند اصابة صاروخ مبنى مجاور، سبعة منهم من العاملين في الاونروا والجرحى الثلاثة الآخرين هم من المرضى، ثلاث اصابات منها صنفت على انها خطيرة.

* بتاريخ 4 كانون الثاني، تم اخلاء ما يقارب 100 فرد من عائلة السموني من منازلهم الممتدة الى مبنى الى الشرق من مدينة غزة، وفي الساعات الاولى من يوم الخامس من كانون الثاني، قصف المنزل عدة مرات، وقد اعلن استشهاد ثلاثة أطفال حال وصولهم الى مستشفى الشفاء عبر مركبة خصوصية، طبقا للناجين، ويوجد عدد غير محدود من القتلى والجرحى تحت الركام حيث لم تتمكن السلطات الطبية من الوصول اليهم.

* في الساعات الاولى من يوم الخامس من كانون الثاني، ضربت قذيفة منزل في مخيم الشاطئ، ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن سبعة أفراد من عائلة ابو عايشة، اما القصف خلال ساعات الليل على المباني السكنية في مخيم البريج أدى الى استشهاد خمسة أشخاص وجرح 16 آخرين، وفي حادثة أخرى،استشهدت امرأة فلسطينية حامل وأولادها الاربعة.

* أما بتاريخ الخامس من كانون الثاني، تكبد مستشفى العودة في شمالي غزة اضرار بسبب قذيفتين سقطتا في موقف سيارات بالقرب من غرفة الطوارئ، وتم تدمير مدخل غرفة الطوارئ بالاضافة الى اضرار كبيرة لعدة محال، كما قصف مخزن لمتعاقد في الامور اللوجيستية تابع لبرنامج الأغذية العالمي، كان يحتوي على 360 طن من الغذاء لغاية 5 كانون الثاني، ما ادى الى مقتل شخص واحد واصابة شخصين آخرين بجراح خطيرة.

واشارت التقارير الى قتل اربعة جنود اسرائيليون خلال حادثتين منفصلتين بتاريخ 5 كانون الثاني، واطلاق ما يزيد عن 40 صاروخ قسام وغراد يوم الاثنين من غزة باتجاه جنوبي اسرائيل، ولم تتحدث التقارير عن أية اصابات.

وأما بخصوص الملاجئ في القطاع، فاشارت التقارير الى ان ما يقرب من 14,000 فلسطيني يقيم حاليا في 23 ملجأ للطوارئ، لغاية صباح يوم الثلاثاء، حيث ترتفع الارقام بشكل سريع، وأن احتياطي المساعدات التابعة للاونروا بدأ بالنفاذ، حيث تحتاج الاونروا الى الغذاء والمواد الاخرى الضرورية للملاجئ، خاصة الأغطية والفرشات، مطالبة كافة المنظمات أن تتشارك معها في المواد المتوفرة، حيث ان شراء هذه السلع محليا يواجه اعاقات بسبب نقص الامدادات في السوق المحلي بفعل الحصار المستمر المفروض على القطاع لمدة 18 شهرا.

واضافة الى ذلك، هناك صعوبة في جلب سلع اخرى بسبب الصعوبات على معبر كيريم شالوم، وقد وفرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاثنين الماضي، 350 حقيبة للصحة والنظافة العامة الى الاونروا لتوزيعها على المواطنين في الملاجئ. حيث يوجد ما يكفي من هذه الحقائب الى 6,300 شخص لمدة عشرة أيام.

كما ان محطة غزة للطاقة ما زالت مشلولة، وبعد التنسيق مع السلطات الاسرائيلية، تم نقل 215,000 لتر من السولار الصناعي الذي وصل الاثبين عبر معبر ناحال عوز الى محطة الطاقة، لكن ذلك لا يعني ان كافة المناطق المعتمدة على محطة الطاقة ستحصل على التيار الكهربائي بسب الأضرار التي اصابت معظم الخطوط.

وقد تم اصلاح خطين من أصل سبعة خطوط كهرباء متضررة والمستمدة من اسرائيل ورفح، وقد تلقت محطة غزة لتوزيع الكهرباء الموافقة من الجانب الاسرائيلي لاصلاح الخطوط الاخرى القادمة من اسرائيل، وقد توقف الاثنين عن العمل خط آخر يقع الى الشرق من خان يونس،

وحذرت شركة الاتصالات الفلسطينية انه بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود والقيود الاخرى، من قطع كافة الخطوط الارضية وخطوط الهواتف المحمول والانترنت خلال يوم أو يومين.

وما تزال المستشفيات تعمل بواسطة المولدات لليوم الخامس على التوالي، فهناك 3 عيادات عاملة فقط من أصل 56 عيادة للرعاية الصحية التابعة لوزارة الصحة، حيث ان القيود على حرية الحركة وتقسيم غزة تعتبر من الاسباب الرئيسية لاغلاق عدد كبير من العيادات، والوقود المتوفر للمولدات في خدمات الرعاية الصحية الاساسية ومركز الادوية الرئيسي، بما يتضمن غرف التبريد لتخزين التطعيمات، يكفي لمدة خمسة أيام فقط.

وطبقا لوزارة الصحة، فقد استشهد ستة أفراد من الطواقم الطبية واصيب ثلاثين آخرين في حين تعرضت 11 سيارة اسعاف الى القصف، وخلال الساعات الاربع وعشرين الماضية، لم تتلق جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني موافقة اسرائيلية لأي من طلباتها للتنسيق في سبيل الوصول الى الشهداء أو الجرحى، وبالرغم من ذلك، استطاعت الطواقم من انتشال 140 جريح و22 شهيد.

علما بان الطاقم الجراحي التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر الذي دخل بتاريخ 5 كانون الثاني أدخل معه 1,000 وحدة من اوكسيد التيتانوس لاستخدام مستشفيات وزارة الصحة.

كما انه وطبقا لمصلحة مياه البلديات الساحلية، لا يوجد مياه لدى 800,000 مواطن في شمالي غزة، والمنطقة الوسطى، وذلك لغاية 6 كانون الثاني، اما الذين لديهم مياه، فانهم يواجهون مشاكل في تعقيم المياه، بالاضافة الى خطر تلوث شبكة المياه بسبب تسرب المياه العادمة، حيث ان خدمات الصرف الصحي (بما فيه التخلص من النفايات الصلبة) لا تعمل بسبب القتال.

كما اشلرت التقارير بأنه لا توجد كميات كافية من غاز الطهي في كامل أنحاء القطاع، حيث يعتمد السكان على أفران الحطب أو الكهرباء عند توفرها أو يقومون باحراق بدائل أخرى حيثما أمكن، وما زال السكان يعانون من مشكلة الحصول على الغذاء، بما فيه المواد الأساسية مثل الأرز، والطحين، والزيت، حيث لم تتسلم المخابز الطحين منذ بدء العملية البرية، ونتيجة لذلك، بقيت تسع مخابز عاملة حيث يلاحظ طوابير طويلة لتسلم الكمية المخصصة وهي عبارة عن 50 رغيف، كما ان الاسعار تضاعفت تقريبا منذ بدء الهجوم ما أدى الى تفاقم أزمة السيولة النقدية، وقد ناشدت جمعية اصحاب المخابز الاونروا لتوفير الطحين لكي يتمكنوا من الاستمرار في العمل.

علما ان ما نسبتة 80% من سكان القطاع كانت تعتمد على عمليات توزيع الغذاء من قبل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ما قبل العملية الحالية، حيث استؤنفت عمليات توزيع الغذاء من قبل الاونروا في ظل الاوضاع الصعبة بعد 13 يوما من التعليق، بتاريخ الاول من كانون الثاني وتصل حاليا الى ما يقرب من 20,000 في اليوم، بالاضافة الى امدادات اغذية جافة لمدة شهرين أو ثلاثة، ولم تتمكن الانروا او برنامج الاغذية العالمي من التوزيع بتاريخ 6 كانون الثاني بسبب الاوضاع الأمنية القائمة.

وقد فتح امس الثلاثاء معبر كيريم شالوم ويتوقع وصول 50 شاحنة الى غزة، كيث تم السماح بادخال 41,5 شاحنة، بما يتضمن 40,5 شاحنة من منظمات المساعدات الانسانية، عبر معبر كيريم شالوم بتاريخ 5 كانون الثاني، وتشكل هذه 31 شاحنة من الطحين لمنظمات الامم المتحدة، و8 شاحنات من الامدادات الغذائية من جهات مانحة عربية، و1,5 شاحنة من اللوازم الطبية الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقد فتح امس معبر رفح بشكل جزئي لنقل اللوازم الطبية واخلاء الحالات الطبية، وبتاريخ 5 كانون الثاني، تم السماح بادخال 10 شاحنات من اللوازم الطبية وتم السماح بخروج 18 حالية طبية، وطبقا لوزارة الصحة، تم تحويل 133 مريض عبر معبر رفح للعلاج خارج غزة منذ 27 كانون الأول.

أما بخصوص الاحتياجات ذات الأولوية، فأشارت التقارير التي اصدرها (OCHA) الى ما يلي:

الوقود: الوقود الصناعي ضروري لتشغيل محطة غزة للطاقة التي اغلقت منذ 31 كانون الأول، وهناك حاجة ماسة لاستبدال عشرة محولات تدمرت كليا، بالاضافة الى التنسيق للسماح للطواقم الفنية باصلاح الأضرار، يجب ابقاء معبر ناحال عوز مفتوحا لانه المعبر الوحيد الذي يمكن أن يسهل نقل كميات كافية من الوقود من أجل اعادة تشغيل عمليات محطة الطاقة واعادة تخزين كميات احتياطية من الوقود في قطاع غزة، حيث ان تشغيل واطفاء المحطة بشكل متكرر يسبب اضرار جسيمة على الآليات ما سيؤدي الى انهيار بعض المكونات الاساسية.

توزيع غاز الطهي: بالرغم من ضخ غاز الطهي من الجانب الاسرائيلي عند معبر ناحال عوز الى الجانب الفلسطيني، لم يتم تسلم الكمية بسبب التخوف من الاستهداف، فهناك حاجة ماسة الى التنسيق لتسلم كميات غاز الطهي من المخازن في المنطقة الحدودية ومن ناحال عوز، وبالتالي توزيع الغاز الضروري الى المخابز لاستخدامه في صنع الخبز في المنزل وطبخ وجبات أخرى.

القمح: القمح ضرروي لتوفير الطحين الى المخابز المحلية وتوزيع الغذاء الى سكان غزة، فالناقل الآلي على معبر كارني يعتبر الآلية الوحيدة لتسهيل استيراد كميات من القمح الى قطاع غزة، والذي ما زال مغلقا.

السيولة النقدية: لم يتم ادخال اية سيولة نقدية الى غزة وهناك حاجة ماسة اليها، بما يشمل الاموال الضرورية الى برنامج الأونروا لتوزيع المساعدات النقدية الى ما يقرب من 94,000 مستفيد، بالاضافة الى برنامج العمل من أجل الأموال، والرواتب الى طواقمها ودفعاتها الى المزودين.

التنقل الداخلي داخل قطاع غزة: حاليا التنقل داخل القطاع مقيد جدا، ومن الضروري تمكين المرضى ومركبات الاسعاف من الوصول الى المستشفيات والمؤسسات من الوصول الى المخازن من اجل استئناف عمليات التوزيع، وان تتمكن الطواقم من التحرك لاصلاح الأضرار في الخدمات العامة. المخابز ايضا تحتاج أن تصل الى غاز الطهي.