وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عندما يعترف العرب بالصهيونية يمكن وضع حد للصراع

نشر بتاريخ: 12/06/2005 ( آخر تحديث: 12/06/2005 الساعة: 11:47 )
ترجمة عن صحيفة هآرتس
بقلم :الوف بن

بعد أن شاهد المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الاميركي جورج بوش والفلسطيني محمود عباس، استشاط عوزي لنداو غضباً وأصر على ان ما جرى قي المؤتمر يؤكد موقفه وان شارون لم يحظ بأي تقدير سياسي لخطوته المقبلة بالانسحاب من غزة، لنداو شعر وكأنه أمسك شارون متلبساً بالكذب، بوش وعد ابو مازن بأن أي تغييرات في الخط الأخضر سوف لن تتم الا باتفاق مشترك وانه لم يأتي على ذكر المستوطنات الاسرائيلية في الضفة والتي اعتبرها شارون انجازه التاريخي مقابل الانسحاب من غزة.

هكذا نجد أن هناك تحالفاً قائماً بين رئيس السلطة والقائد الليكودي الفذ، كلا الرجلين يحاولان الاستفادة من اللعب على الوتر الاميركي، على أي حال، هل قرأ لنداو مقالة ابو مازن التي كتبها في جريدة وول ستريت جورنال والتي نشرت صبيحة لقاءه مع بوش ، عليه أن يلاحظ أنه وتحت غطاء اخلاء 7300 مستوطن من غزة، تقوم اسرائيل ببناء مساكن لحوالي 30 ألف مستوطن في الضفة، وهذا ما يعزز موقف شارون من قضية الانفصال القائل "غزة مقابل الضفة".

اذاً من الذي يقوم بوش وعباس بمساعدته في الخلاف الليكودي الداخلي رئيس الوزراء أم خصومه ؟ شارون يعتقد أن اللقاء الفلسطيني الاميركي عزز موقف معارضي الانفصال، لقد ظل يشعر بعدم الرضا حتى بعد أن طالب توضيحات وتلقاها فعلاً من البيت الأبيض والتي تنص على أن البيت الأبيض لا يزال ملتزماً بما يعرف برسالة الضمانات والتي تنص على أن الحدود المستقبلية لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار " الكتل السكانية الاسرائيلية"

لقد حان الوقت للفلسطينيين لكي يقوموا بالاحتجاج، فهم وصفوا رسالة بوش بأنها " وضعت حداً لعملية السلام" وهم على كل حال رفضوها جملةًًًً وتفصيلاً الا أن شارون أصر على أنهم غادروا البيت الابيض وهم يشعرون بالكثير من الرضا، أو الارضاء.

هذه المواقف المتضاربة لم تأت هكذا، بمحض الصدفة، انها تأتي من خلال الحاجات الحزبية الداخلية والتي تفضل الحديث عن المستقبل البعيد اكثر مما تتحدث عن المشاكل الآنية والعودة الى المفاوضات، الجميع يتحدث عن المستوطنات الدائمة والجميع يعني شيئاً آخر، ان من السهل على بوش أن يرهن الموقف الاميركي بالحدود الدائمة، وان يغلف ذلك باشكال مختفلة للفلسطينيين واسرائيل على السواء, وبفعله ذلك، فانه قد يبدوا مهتماً وان لديه انجازات في هذا السياق، ويدفع عنه القول بأنه قد غسل يديه من هذا الصراع، ولكن المحادثات عن مستوطنات دائمة لا يزال بعيداً، ومن المشكوك فيه أن يتم التوصل الى أي نتائج خلال وجود بوش في السطة، في نفس الوقت فان بوش تعامل مع خطة فصل شارون والعملية الديمقراطية لابو مازن اما اخلاء بعض المستوطنات، ونزع سلاح التنظيمات الفلسطينية،، فهذه يمكن أن تؤجل الى ما بعد عملية الانفصال والى ما بعد الانتخابات لدى الطرفين.

ان ابو مازن يبدي الكثير من الحماسة لتجديد الاتصالات والعودة الى المحادثات حول الحدود، القدس، واللاجئين، ويدعوا شارون الى لقائه والتفاوض معه، هذا النداء من ابو مازن مصحوب بالتهديد الذي يشكله توسيع المستوطنات واقامة الجدار الفاصل هذا التهديد، سيفضي الى انهاء "حل الدولتين" وكذلك الديمقراطية في فلسطين، وهو يتحدث عن انهاء للصراع هذا العام لكنه يعلم أن لا أمل في ذلك لأنه يفتقد الشريك الاسرائيلي الذي يرغب بذلك، ان تصريحاته مصممة على الخداع لتغطية ضعف موقفه الداخلي ولتقوية موقف حركة فتح في الانتخابات القادمة، ان من السهل عليه الحديث عن المستقبل كما عن الاضطهاد الذي يجري الآن.

اما شارون ؟ فانه يريد كسب المزيد من الوقت، للبقاء في السلطة، وتحقيق المزيد من التقدم فيما يتعلق بضم المستوطنات، ولهذا فهو يتحدث عن مستوطنات دائمة،" القدس ليس محل نقاش" وبرنامج أعماله أطول مما لدى عباس، الصراع لا بد أن ينتهي كما يعتقد، فقط، عندما يعترف العرب بالصهيونية، وهذا لا يمكن أن يحدث هذا العام، هذا ان حدث ابداً.

طرح هكذا شروط، يعني أنه ليس هناك حتى الحد الادنى لأسس بداية مفاوضات، انها اللعبة ذاتها، الكره التي يتجاذبها الجميع دون استثناء.