وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزير الصحة يعود من مشاركته في اجتماع وزراء الصحة العرب

نشر بتاريخ: 16/01/2009 ( آخر تحديث: 16/01/2009 الساعة: 17:08 )
رام الله - معا - عاد وزير الصحة د.فتحي أبو مغلي من العاصمة السعودية الرياض بعد مشاركته بالاجتماع الطارئ الذي دعت له السعودية لوزراء الصحة العرب لمناقشة العدوان الإسرائيلي على فلسطين وكيفية مواجهة الآثار الخطيرة على المجال الصحي فيها.

وفي بداية اللقاء الذي حضره كافة وزراء الصحة العرب باستثناء دمشق، شكر د. أبو مغلي وزير الصحة السعودي د.حمد المانع على الجهد المبذول لإنقاذ الشعب الفلسطيني من المأساة التي حلت به جراء العدوان، مبديا شكره أيضا إلى كافة الدول العربية والأجنبية التي وقفت مع الشعب الفلسطيني في محنته.

وفي كلمته قدم د.أبو مغلي تقريرا مفصلا عن الوضع الصحي العام في فلسطين وآخر المستجدات على الصعيد الصحي، حيث ركز على ضرورة تنسيق كافة المساعدات المراد إيصالها إلى الشعب الفلسطيني عبر وزارة الصحة الفلسطينية، وذلك من اجل تحديد الاحتياجات التي تتطلبها مستشفيات قطاع غزة، والتي تكون بأمس الحاجة إليها.

كما وركز وزير الصحة على أهمية إخلاء الجرحى من مستشفيات قطاع غزة بشكل متواصل وذلك من اجل إيجاد متسع لاستيعاب الإصابات الجديدة لا سيما مع اشتداد العدوان ووصل عدد الجرحى إلى الآلاف، مؤكدا على أن المستشفيات الفلسطينية مجهزة بشكل جيد وان الأطباء والعاملون فيها هم من خيرة الكوادر الصحية والمعروف عنهم التفاني والمهنية العالية بشهادة الجميع، حيث يملكون من الخبرات في التعامل مع كافة الحالات الطارئة.

أما بخصوص تحويل الحالات إلى خارج فلسطين، أكد وزير الصحة على أهمية تقديم العلاج المتخصص لهم وفي الدول التي يتوفر فيها هذا العلاج ولا يتوفر داخل الوطن، مشددا على ضرورة التنسيق في موضوع إخلاءهم من المستشفيات الفلسطينية مع وزارة الصحة، مع أولوية علاجهم في المستشفيات القريبة جغرافيا من الوطن.

أما بخصوص موضوع استقدام الكوادر الطبية إلى مستشفيات الوطن، فأكد د. أبو مغلي عدم حاجة وزارة الصحة إلى مستشفيات ميدانية في الوقت الحالي حيث أن قطاع غزة فيه 12 مستشفى حكومي إضافة إلى 4 مستشفيات أهلية وبتوزيع جغرافي مناسب، بل أن فلسطين تحتاج إلى عدد محدود من أطباء الاختصاص في جراحات الأوعية الدموية والأعصاب والعظام والتخدير وبعض التخصصات النادرة الأخرى.

إلى ذلك ثمن د. أبو مغلي في كلمته جميع الجهود المبذولة لمساعدة الشعب الفلسطيني مطالبا باستمرار هذا الدعم لا سيما للمرضى العاديين الذين فقدوا القدرة نهائيا للوصول إلى المراكز الطبية ولا سيما أيضا حالات الولادة والتي استشهد عدد من الأمهات وأجنتهن نتيجة عدم تمكنهن من الوصول للمراكز الصحية، هذا اضافة إلى ضرورة استمرار الدعم بعد انتهاء العدوان لا سيما وحاجة وزارة الصحة إلى إعادة اعمار عدد من مرافقها الصحية التي تضررت منه، اضافة إلى الناحية النفسية والتي أدى العدوان إلى خلق حالة من الإمراض النفسية والتي نشأت بعد مئات المشاهدات لا سيما لأطفال فقدوا أحباءهم أمام أعينهم، والأثر السيئ الطويل لذلك على سلامتهم النفسية.

ورافق وزير الصحة في زيارته كل من د. محمد عيده مدير عام الإسعاف الطوارئ ود. قاسم معاني وحدة التعاون الدولي بوزارة الصحة، حيث تسنى لوزير الصحة عقد العديد من اللقاءات على هامش المؤتمر مع عدد من وزراء الصحة العرب الذين ابدوا استعدادهم الفوري لأي دعم مطلوب لوزارة الصحة الفلسطينية .

وفي سياق متصل وفور عودته من الرياض، ترأس وزير الصحة اجتماعا في مختبر الصحة العامة برام الله ضم كافة ممثلي الدول والهيئات والمؤسسات الدولية والاغاثية العاملة في المجال الصحي في فلسطين، بحيث وضعهم في صورة آخر التطورات على صعيد العدوان المتواصل على الأهل في قطاع غزة، حيث شكر كافة الدول والمؤسسات التي تقف مع الشعب الفلسطيني في هذا الظرف الصعب مثمنا عملهم الدؤوب للتخفيف عن الشعب الفلسطيني.

وأكد د. أبو مغلي خلال اللقاء على أن وزارة الصحة كانت السباقة ومنذ اللحظة الأولى للعدوان بإرسال عدد من الشاحنات التي احتوت على الأدوية والمستهلكات الطبية لحالات الطوارئ إدراكا منها لحجم المأساة نتيجة ضخامة العدوان، ومن ثم بدأت المساعدات تصل تباعا، منوها إلى أن هذه المساعدات لا بد وكي تحقق الهدف الأسمى من إرسالها أن تكون بالتنسيق الكامل مع وزارة الصحة، معربا عن أسفه لوصول العديد من المساعدات لوزارة الصحة ليست بحاجة إليها، بل وستشكل عبئا عليها كأدوية الملايا التي وصلت على سبيل المثال وفلسطين خاليه من المرض منذ سنوات طويلة أو مئات أصناف المضادات الحيوية التي لا تستعمل في مجال الطوارئ كذلك المسكنات ومنها تحمل تواريخ قريبة جدا للانتهاء.

وخلال اللقاء نوه د. أبو مغلي على أهمية وجود غرفة الطوارئ الصحية التي انشاتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة وعدد من المؤسسات ذات الصلة، ودور هذه الغرفة في رفد الجهات المانحة بآخر الاحتياجات وأهمها لإنقاذ الأهل في غزة، حيث تصدر نشرة يومية تحوي على أهم النواقص التي تحتاجها مشافي القطاع وبحاجة ماسة إليها.

وأكد وزير الصحة أن قائمة الاحتياجات الصحية تملكها وزارة الصحة منوها الى أهمية استقاء المعلومات من وصدرها لا من وسائل الإعلام .

وبخصوص موضوع الأطباء المتطوعين للعمل في الوطن، ناشد وزير الصحة الدول المساعدة لشعبنا إلى ضرورة إرسال الأخصائيين وفي مجال الطوارئ والجراحات المتخصصة، مؤكدا أن بعض من حضر كان متدربا متحمسا، وله الود لكنه أصبح عبئا على مشافينا.

ووجه د. أبو مغلي شكره العميق إلى كافة كوادر وزارة الصحة والقطاع الأهلي والخاص في قطاع غزة على الجهد الكبير المبذول واصفا إياهم بأنهم من أفضل الكفاءات في المنطقة بشهادة الأطباء الذي استقبلوا الحالات التي خرجت من القطاع وقيموا الإسعافات التي قدمت لهم، مستنكرا في الوقت ذاته الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الطواقم الصحية والتي أدت إلى استشهاد وجرح العشرات منهم واستهداف المراكز الصحية وسيارات الإسعاف بشكل مقصود .

أما بخصوص المساعدات التي تصل القطاع فأكد وزير الصحة أن ما وصل إلى مستشفيات الحكومة لا يتعدى 20% فقط ، وان الباقي لا نعلم عنه شيئا، مطالبا الدول المانحة إلى ضرورة الاتصال مع وزارته قبل إرسال أي صنف، حتى تعرف من المستلم والى أي جهة سوف يقدم.

وأكد وزير الصحة إلى ضرورة متابعة موضوع الأسلحة المحرمة دوليا والتي أشيع عن استخدامها مؤخرا في الحرب على غزة، حيث طالبا وزير الصحة الدول والمؤسسات المتخصصة إلى التعاون مع وزارة الصحة من اجل معرفة الحقيقة عبر أسلوب علمي يستطيع وضع يده على الحقيقة الكاملة، حيث أن العديد من الإصابات التي وصلت مستشفيات وزارة الصحة أكدت وجود حروق صعبة غير معروفة المصدر بحاجة إلى دراسة مفصلة وبشكل عاجل ودقيق.