وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ابو مازن مثل عرفات يماطل ويخدع اسرائيل

نشر بتاريخ: 12/06/2005 ( آخر تحديث: 12/06/2005 الساعة: 11:49 )
ترجمة عن جيروسالم بوست
بقلم : باري روبين

لقد قام ابو مازن بتأجيل الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي كان يفترض اجراءها في 17 /تموز، الى أجل غير مسمى، وقد تذرع ابو مازن بأن التأجيل جاء نتيجة لان المجلس التشريعي لم يصادق على قانون لتنظيم تلك الانتخابات، وفي الحقيقة فان هذا القانون كان جاهزاً لتوقيعه هو، الا أنه رفض التوقيع، والجدال يدور حول ثلاثة تصورات أو مفاهيم لكيفية انتخاب النواب.
ابو مازن يرغب في أن يتم ذلك من خلال قائمة موحدة، وهو يعتقد أن المصوتين يجب أن يختاروا قائمة من فتح أو حماس، وهو يعتقد وقد يكون محقاً، بأن هذه الطريقة قد تضمن غالبية واضحة لحركة فتح (( لا ننسى، أنه وفي أفضل السيناريوهات فان حركة حماس لا بد فائزة بنسبة 30% على الأقل ))
اعضاء البرلمان الحاليين من حركة فتح يرغبون في أن يتم انتخاب ثلثي الاعضاء في المحافظات ( الدوائر) والثلث الباقي على القائمة الموحدة، وهم بذلك يعولون على " شعبيتهم" المحلية، والأصح على العلاقات العائلية والعشائرية، لضمان فوزهم من جديد.
لقد كانت حركة حماس مستعدة للموافقة على ما كان عباس قد وعد وهو انتخاب نصف الاعضاء محلياً، والنصف اللآخر في قائمة موحدة ( وهذا أقصى ما كانت تطمح اليه الحركة للوصول الى اتفاق مكتوب حوله مع ابو مازن) لن يكون بمقدور ابو مازن التغلب على مشكلتيه الرئيسيتين، الأولى، كيفية ممارسة سلطاته واقناع المواطن باطاعته، والثانية وهي كيفية توجيه الرأي العام والجماعات الفلسطينية المختلفة باتجاه حل وسط يقبل به الجميع من أجل الوصول الى حل شامل ودائم مع اسرائيل؟؟
ليس هناك أي مؤشرات على ان أي من هاتين المشكلتين قد تم وضع شيء لحلهما، ويبدوا أن ابو مازن يرتكب خطأ اذا ما اعتقد أن بامكانه أن يمارس نفس الخدع التي يمارسها مع الغرب: "النسيان والخداع"
ان التأجيل والمماطلة في السياسات الشرق أوسطية، كثيراً ما يمارس السياسيون مراهنين بذلك على النسيان، فعلى سبيل المثال، تم قتل ثلاثة من رجال الأمن الامريكيين في اكتوبر 2003، في غزة، وطلبت الادارة الامريكية من القيادة الفلسطينية أن تتخذ الاجراء المناسب محذرة اياها من النتائج التي قد تترتب عن عدم اجراء ما يجب عمله، بعد ستة أشهر فقط، وبرغم أنه قد ُسمحَ للجناة بالهرب من سجنهم، لم يتم اتخاذ أي اجراء أو محاولة لاعادة سجنهم أو ايقافهم، وقد ذهب ابو مازن الى واشنطن وحصل من البيت الأبيض على 50 مليون دولار كمساعدة عاجلة.
على أي حال، فان لحركة حماس، ذاكرة أقوى من الذاكرة الاميركية، وهي لن تسمح لعباس بتأجيل الانتخابات الى الابد، النموذج ذاته يتكرر عندما يتم طمأنة الناس من خلال الخداع، ابو مازن، وخلال مقابلة تلفزيونية مع أحد المحطات التلفزيونية الغربية إدّعى، أنه لن يكون هنالك المزيد من الانتحاريين، وانه حقق هدنة فعّالة، وهنا، فانه يريد أن يلمز الى أنه يجب أن تتم مكافأته على ذلك، والواقع أنه وخلال ثمانٍ واربعين ساعة من المقابلة، فان القوات الاسرائيلية استطاعت أن توقف فلسطينياً على أحد الحوجز في نابلس وهو يتزنر بحزام ناسف كذلك، فانه قد تم الكشف عن عملية "انتحارية" لحركة الجهاد عندما قام الجيش الاسرائيلي باعتقال اولئك المتورطين بها، اما في غزة، فقد قتل أحد عناصر حركة حماس، فيما أصيب آخران، عندما انفجرت بهم القنبلة التي كانوا يعملون على اعدادها، عنصر آخر من حماس، تم قتله وهو يحاول اطلاق آر بي جي على هدف اسرائيلي، فيما قامت حركة الجهاد باطلاق صواريخ من منطقة جباليا، هذا فقط غيض من فيض، فلقد كان هناك الكثير من الحوادث والتي استطاع الجيش الاسرائيلي منعها، وليس القوات الفلسطينية.
فبدلاً من أن يعمل ابو مازن على محاربة الارهاب، فانه يريد من اسرائيل، أن تقوم بحل مشاكله من خلال الانسحاب من غزة، ويتمنى أن يتم فهم ذلك من قبل الفلسطينيين على أنه أحد انتصاراته وانجازات قيادته، وبالمقابل، فان حركة حماس، سوف تعمل على تصوير ذلك بانه أحد انتصاراتها، وانه جاء نتيجة حملتها " الارهابية" وسوف تسعى لاستخدام ذلك من أجل دعم مرشحيها.
في الوقت ذاته، فان بامكان ابو مازن أن يعمل على أمرين آخرين الأول، فان بامكانه أن يضرب بيد من حديد ضد الفساد والم--- في أركان نظامه، من خلال الاقالة أو الاعتقال، دعونا نراقب كم من هذه الحالات سوف تحدث،(( وهنا فنحن لا نتحدث عن بعض المقالات في الصحف الفلسطينية والانتقادات وتشكيل لجان التحقيق)) نحن نتحدث عن أعمال حقيقية، الأمر الثاني، هو أن ابو مازن يعمل على توحيد أجهزته الأمنية، لكن كيف بامكانه تحقيق ذلك طالما هو مستمر في حملة التحريض ضد اسرائيل؟؟ حتى بعد عملية الانفصال عن عزة، فهل سيتصرف بقوة من أجل فرض حكومة مستقرة؟؟ كيف سيتعامل مع الأجيال الشابة المتمردة هل بإعطاءهم المزيد من السلطة، دون الاضرار بالحرس القديم وغيرهم من الموالين؟؟
سوف نقرأ العديد من المقالات والتحليلات عما سيحدث في الأشهر القليلة المقبلة بين اسرائيل والفلسطينيين، ولكن أي من هذه الكتابات اذا لم تتعامل مع تلك المسائل الجوهرية بجدية حقيقية فلسوف لن نعرف سوى القليل عن مستقبل نزاع تكرس من خلال الفشل في التعامل مع المعوقات التي تقف حائلاً في طريق السلام.