وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اول شهيد بعد اعلان وقف النار- انتشال قرابة 100 جثة من تحت أنقاض البيوت

نشر بتاريخ: 18/01/2009 ( آخر تحديث: 19/01/2009 الساعة: 12:25 )
غزة- معا- رغم اعلان اسرائيل عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة، إلا أنها واصلت قصف مواقع واطلاق النار على المواطنين في أماكن مختلفة من القطاع، أسفرت عن استشهاد مزارع واصابة والده في الجنوب واصابة امراة وطفلتها في الشمال.وهو ما اعتبرته فصائل المقاومة خرقاً لاعلان اسرائيل وقف اطلاق النار من جانب واحد.

فقد استشهد المزارع ماهر عبد العظيم أبو رجيل (22 عاماً) بعد اصابته بأعيرة نارية لدى تفقده أرضه الزراعية بعد اعلان اسرائيل الانسحاب من مناطق متفرقة في قطاع غزة واصيب والده بجروح، كما أصيب مواطنة وطفلتها في منطقة البورة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بنيران اسرائيلية.

وساد القطاع منذ صباح اليوم حالة من الترقب والهدوء المشوب بالحذر، ولم يلحظ أهالي غزة تغييراً يذكر مع استمرار طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بالتحليق في سماء القطاع، عدا عن سماع أصوات انفجارات في مناطق متفرقة من القطاع، حيث قصفت الطائرات فجر اليوم مجموعة من المواطنين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، كما اطلقت الطائرات القنابل الفسفورية على حي التفاح شرق غزة.

وقال شهود عيان ان مئات المواطنين بدأوا بالعودة الى منازلهم في شمال القطاع لكن كثير منهم وجدوا منازلهم مدمرة وغابت معالم الارض التي كانوا يملكونها.

وانتشلت طواقم الاسعاف والطوارئ اليوم جثث 95 شهيداً من تحت الانقاض ومناطق التوغل الاسرائيلي بعد تراجع الدبابات الاسرائيلية من شرقي القطاع وشماله، حيث تم نقل عدد منها الى مستشفى كمال عدوان.

وقال د. معاوية حسنين ان عددا كبيرا من جثامين الشهداء تم انتشالها من مناطق شرقي التفاح وجباليا وجبلي الريس والكاشف ومنطقة العطاطرة والقرم ومن عائلة السموني شرقي حي الزيتون شرق غزة.

وذكر حسنين أن هناك عشرات الشهداء في مناطق متفرقة من قطاع غزة خاصة التي كانت مسرحا للعمليات العسكرية لم تتمكن اطقم الاسعاف من الوصول اليها، حيث سيجري العمل على اخلائها اليوم بعد التنسيق مع الجانب الاسرائيلي لتتمكن طواقم الاسعاف من الدخول لتلك المناطق.

واعلن د. حسنين عن وصول عدد شهداء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الى 1300 شهيد بينهم 418 طفلاً و110 سيدات و120 مسناً و16 من طواقم الاسعاف والدفاع المدني و4 صحافيين وخمسة من الاجانب و5450 جريحاً.

وقال مسعفون شاركوا في انتشال الجثث إنهم رأوا مشاهد "تقشعر لها الأبدان"، وأن أغلب الجثث بدت مقطعة الى اشلاء وتظهر عليها بداية علامات التحلل وتنبعث من تلك المناطق روائح كريهة، مشيرين إلى أن غالبية الجثث التي عثر عليها كانت لاطفال ونساء مكثوا في بيوتهم مع بداية القصف.

وأكد المسعفون أنه يتم دفن الجثث التي يتم العثور عليها مباشرة ولا يتم نقلها الى المستشفيات نظراً لوضعها ووصولها الى درجة من التحلل، قائلين" إن تحديد هويات الشهداء يرجع الى ذويهم الذين يتعرفون عليهم".

ومع ساعات الصباح الأولى توافد عشرات المواطنين على منازلهم في انحاء متفرقة من قطاع غزة لتفقذ آثار الدمار الذي خلفته آلة الحرب الاسرائيلية
لكن الدبابات الاسرائيلية واصلت تمركزها في محيط ما كان يعرف بمستوطنة نتساريم دون انسحاب، الامر الذي يعني أن الطريق بين غزة والمنطقة الوسطى قد بقيت مغلقة فيما تراجعت الدبابات من حي الزيتون والشعف شرق التفاح بعيداً عن منازل المواطنين.