وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ليتنا ما عدنا- يبحثون عن أبنائهم تحت الأنقاض ويفاجأون بحجم الدمار

نشر بتاريخ: 18/01/2009 ( آخر تحديث: 19/01/2009 الساعة: 11:13 )
غزة- تقرير معا- وائل العطار بعد خمسة عشر يوما من الاجتياح وتهريبه لأطفاله، وجده ذووه طريح الأرض مقتولا بإحدى قذائف الاحتلال بالقرب من شجرة الكينيا التي اعتاد على المكوث أمامها.

هو أحد من تم انتشالهم من تحت الانقاض في منطقة العطاطرة الى الغرب من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، كما انه أحد من طال الدمار منزله ويتّم أطفاله وشردهم مع زوجته التي حملها ذووها مغميا عليها اثر صدمتها بفقدان زوجها ودمار منزلها.

في العطاطرة لا شيء يصلح للحياة من جديد، كل ما فيها يحتاج إلى سنوات من إعادة الإعمار وترميم ما لحق بالأطفال من خوف وهلع ومشاهد دمار وقتل لاحقتهم في أسوأ كوابيس يقظتهم قبل نومهم.

الطفلة نيفين العطار قالت لـ "معا": "كنا نائمين في الساعة العاشرة سمعنا صوت الدبابات حول منزلنا قاموا بضرب المنطقة بالقنابل شعرنا بالاختناق ولأننا كنا مجموعة من النساء والأطفال كان المكان الذي اختبأنا به كالسجن ومغطى بالدخان والغاز ولكن الاحتلال لم يرحمنا واقتحم المكان وقام بطردنا منه".

عندما عاد المواطنون إلى شيء ما يشبه منازلهم التي غادروها فوجئوا بل صعق عدد كبير منهم بحجم الدمار الذي لحق ببيته وأرضه وفراش نومه، حتى ان المواطنة رجاء فيصل ديب العطار اقسمت لـ "معا" انها وجدت ملابس نوم نسائية لإسرائيليات على فراش نومها الذي دمر بعد رحيل قوات الاحتلال الذي غادر المكان بعد 22 يوماً من الحرب على غزة.

رجاء تساقطت دموعها اثناء تفقدها لمنزلها كما تساقطت دموع قريبتها التي دعت "معا" لتفقد ما لحق بمنزل العائلة هناك، "وجدنا كورن فلكس وانواع مختلفة من الشيكولاتات الاسرائيلية الصنع والعصائر والمعلبات وبقايا الذخائر وصفائح الذخيرة الفارغة".

تفقد غازي ديب العطار منزله الذي أنشأه قبل سنوات خمس ولأنه فوجئ بحجم الدمار فقد بدا ضاحكا لهول ما رأى أخذ يتفقد بغرفة نومه ومطبخه الذي بناه بجهد سنين وفراش أطفاله وثلاجته الملقاة من الطابق الثالث إلى الأرض.

وكما الثلاجة فقد تساءل متعجبا ما الذي اراده الاحتلال من تلفازه وبقايا اثاث منزله، وعلى شرفة منزله نظر غازي لجبال من الرمال راكمتها الدبابات الاسرائيلية على أنقاض منازل وأشجار زرعها بيديه في الأرض التي يملكها.

كما حاله فقد أقسمت الحاجة علياء العطار على "معا" أن تذهب برفقتها لتتفقد منزلها هناك شقق أبنائها الثلاثة وجدتها وقد "أكلت" القذائف بعضها وأحرقت أثاثها وفراش صغارها واحفادها ولم تبق على نافذة أو باب أو حتى طبق للأكل.

وكأن الاحتلال أراد تدمير كل ما يراه بالمكان فقد ضرب المكان بالقذائف بشكل عشوائي وبعثر اثاث المنازل وسد كل منفذ بأكياس من الرمال ومكث هناك أيامه يلعب لعبة القنص والقصف على رؤوس المدنيين في مناطق أخرى.