|
البرغوثي: اسرائيل فشلت وتحاول ان تحقق بالسياسة ما عجزت عنه الة الحرب
نشر بتاريخ: 18/01/2009 ( آخر تحديث: 18/01/2009 الساعة: 18:06 )
رام الله -معا- قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية ان اعلان الحكومة الاسرائيلية عن وقف العمليات في غزة يعني بقاء قوات الاحتلال في قطاع غزة وان تأكيدها على الرد على المقاومة يعني ايضا استمرار الحرب والعدوان ومحاولة تحميل مسؤولية ذلك للفلسطينيين.
واكد البرغوثي في مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن للاعلام بمدينة رام الله انه لا قيمة لهذا الاعلان في ظل بقاء الطائرات والسفن والدبابات الاسرائيلية تطوق وتحاصر غزة وتقضفها من وقت الى اخر وتواصل تقطيع اوصال غزة، مشيرا الى ان اسرائيل تحاول ان تأخذ قطاع غزة وسكانه رهينة للجيش الاسرائيلي واستخدام هذا الوجود العسكري لتحقيق اهداف سياسية فشلت تلك الحرب في تحقيقها. واستعرض البرغوثي مجموعة من الاكاذيب التي ساقها اولمرت في اعلانه عن وقف العمليات من بينها ان اسرائيل كانت تركت غزة عام 2005 والحقيقة ان اسرائيل لم تغادر غزة بل ابقتها محاصرة برا وبحرا وجوا، وهذه محاولة اسرائيلية لتبرير الوجود العسكري المباشر فوق ارض غزة. واشار البرغوثي الى ادعاء اولمرت بانه يمثل دولة صاحبة قيم عليا، مفندا ذلك بقصف الاحياء السكنية بشكل بربري وتقتل 1205 فلسطينيين بينهم 400 طفل وتجرح 5350 مواطنا، وهذه ارقام يجب ان يتذكرها الذين سيجتمعون اليوم في شرم الشيخ . وقال البرغوثي ان اولمرت عندما يتحدث عن القيم العليا لدولته يتناسى قصف المدارس ومقرات وكالة الغوث والمشافي والصليب الاحمر والطواقم الطبية ومؤسسات الامم المتحدة وان حكومته استغلت تقاعس بان كي مون عن ادانة جرائمها . وقال البرغوثي انها مفارقة ان يقول اولمرت انه لايكره الفلسطينيين وهو منهمك في قتلهم وتعذيبهم وتدمير كل ما يملكون. اضاف النائب مصطفى البرغوثي ان حديث اولمرت عن البقاء في مناطق اطلاق الصواريخ هو مخادعة لتضليل العالم حول تكريس الاحتلال. واوضح البرغوثي ان المقاومة الفلسطينية على مدار الواحد والاربعين عاما الماضية كانت دائما سببها الاحتلال وان مزيدا من الاحتلال لن يخلق الا مزيدا من المقاومة وما يحاول اولمرت اخفاءه لصالح شركائه هو ان اسرائيل قد فشلت في كسر ارادة الشعب الفلسطيني والمقاومة والدليل استمرار اطلاق الصواريخ والاشتباكات مع الاحتلال في غزة اليوم. وقال البرغوثي ان ما نجحت به اسرائيل هو انها قضت على آمال السلام عند الكثيرين وانها بعدوانها تقول للعالم انها انهت الفصل الاخير من اوسلو واذا كانت اضعفت من احد فانها اضعفت السلطة الفلسطينية ومن تسميهم شركاءها في عملية السلام. واكد البرغوثي ان السؤال الذي يدور في ذهن كل فلسطيني هو ما قيمة السلطة تحت الاحتلال وهل من الممكن لسلطة تحت الاحتلال ان تكون بديلا لحركة التحرر الوطني. ودعا البرغوثي الى ضرورة العمل الفوري لبناء قيادة وطنية موحَدة واستعادة الوحدة الوطنية على اساس برنامج النضال التحرري والتمسك بالحقوق الوطنية وان المدخل للوحدة هو التخلي عن الاوهام والتخلي عن نهج انابوليس وان تبادر السلطة الى وقف المفاوضات مع حكومة الحرب الاسرائيلية والى الغاء كل اشكال التنسيق الامني معها. واكد البرغوثي ان اسرائيل لن تستطيع ان تهرب من ضرورة انشاء لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة وان المطلوب من الجميع الاصرار على هذا المطلب والا يسمح لاسرائيل ان تفلت كما فلتت عام 2002 من لجنة التحقيق بشان مجازرها في الضفة الغربية. وحول الاتفاق الاميركي الاسرائيلي بين ليفني ورايس قال البرغوثي انه يشكل ورقة توت اميركية اضافية للتستر على الفشل الاسرائيلي امام الناخبين الاسرائيليين ،لكنه يحمل نقطة خطيرة هي تهميش العرب ومصر وللاطراف الدولية وبان كي مون والامم المتحدة وان اسرائيل تقول للعالم انا افاوض نفسي واقرر بنفسي ولا اتحدث الا مع الولايات المتحدة. واضاف البرغوثي ان اسرائيل لم تكن بحاجة الى قتل كل هذا العدد من الفلسطينيين لكي توقع هذه الورقة لكن الهدف من خلق هذه الازمة هو ترويع المنطقة باسرها وتوجيه ضربة استباقية لادارة اوباما وتوجهاتها التي كانت تتحدث عن تدخل اقوى في المنطقة وانسحاب من العراق وعن حوار سلمي مع دول المنطقة بما فيها ايران وسوريا والحديث عن فصل نسبي بين المصلحة الاميركية والمصلحة الاسرائيلية واليوم اسرائيل وبالتواطئ مع ادارة بوش تحاول ان تستبق الاحداث وان تفرض الرؤية الاسرائيلية على الادارة الاميركية الجديدة. وقال البرغوثي ان هذا السعي الاسرائيلي تجلى في ثلاث خطوات اتخذتها اسرائيل قبل نهاية ولاية الادارة الاميركية الحالية، وتكمن في قرار مجلس الامن قبل الاخير رقم 1850 والذي يستهدف منع سلام حقيقي وحصر كل شيء بعملية انابوليس والعدوان على غزة بهدف تدمير أي افق للسلام وتوتير الوضع في المنطقة بشكل جنوني. واضاف البرغوثي انه وبعد عجز اسرائيل عن كسر المقاومة بدا المسؤولون الان يتقاطرون الى المنطقة داعيا تلك الدول المشاركة في قمة شرم الشيخ الى اتخاذ موقف حازم واجراءات ملموسة تحقق انسحاب شامل لقوات الاحتلال من غزة ورفع الحصار وفتح المعابر وتشكيل لجنة تحقيق في جرائم الحرب الاسرائيلية . ودعا الى عقد مؤتمر دولي لانهاء الاحتلال وتطبيق قرارات الشرعية الدولية وعندها سنعيد البناء والاعمار مشددا ان ااسرائيل لا تستطيع فرض الابارتهايد على شعبنا ولا ان تقرر من يقود ويمثل الشعب الفلسطيني . وعشية القمة العربية في الكويت دعا البرغوثي الى قطع العلاقات مع اسرائيل ووقف التطبيع معها ودعم النضال الفلسطيني حتى ترتدع اسرائيل والمطالبة بفرض عقوبات دولية بما في ذلك تشكيل لجنة تحقيق دولية ومحكمة جرائم دولية لمحاكمة المجرمين الاسرائيليين،مطالبا العرب بالرد على قرارات اسرائيل الاحادية بقرار عربي جماعي موحد يرفع الحصار عن قطاع غزة. |