|
الحديث ذو شجون ماذا بعد ! *** بقلم :فايز نصار
نشر بتاريخ: 18/01/2009 ( آخر تحديث: 18/01/2009 الساعة: 22:20 )
الخليل - معا - وضعت معارك الدوري التصنيفي أوزارها ، بعد مواقع تنافسية ضارية ، استمرت منذ شهر أب الماضي ، ولم تتوقف إلا لأسبوع واحد ، يوم التقى المنتخب الوطنى بنشامى الأردن .
واكتمل عقد أندية النخبة ، التي ستشكل المجموعة الممتازة للحقبة الكروية القادمة ، بعد انضمام العميد شباب الخليل للمجموعة ، في انتظار الاستحقاقات القادمة ، التي قد تنطلق قريبا ، ضمن منازلات الكأس والدرع . وكان وصول العميد إلى هذه المرتبة شاقا ، وبعد أيام عجاف ، وضع محبو شيخ الأندية أيديهم على قلوبهم تحسبا لمصير غير منتظر ،، ولكن إرادة أسرة النادي العريق بكل مكوناتها ، عبرت النفق المظلم ، بفضل الوفاء الكبير لأنصار النادي الكبير ، وبالنظر للجهود الصادقة للاعبين والمسيرين ، وكل من يعتبر نفسه جنديا في صفوف النادي العريق ، أيا كان موقعه ... والشكر موصول لأولئك الجنود المجهولين ، في مختلف المواقع ممن ساهموا برباطة جأشهم في وصول مراكب الشباب إلى شواطئ النجاة . وقد أحسن العميد صنعا حين أهدى الانجاز لضحايا العدوان في غزة ، وأحسن أكثر في تأجيل الاحتفالات حتى يتعرف الناس على شهدائهم ، وفي ذلك لفتة تستحق الذكر من النادي الذي كان قلعة للمقاومة منذ تأسيسه سنة 1943 . وقد أسعد نجاح العميد في الامتحان الأصعب كل الأسرة الرياضية الفلسطينية ، من الذين يعرفون قيمة شباب الخليل على أروقة التنافس الفلسطيني ، وممن يدركون أهمية حضور النادي الذي تشهد الملاعب على مآثره الرياضية ، بكونه من خيرة الأندية ، التي حافظت على المستوى الرياضي ،وضمنت الفرجة في الظروف الصعبة ، والأمل في مرحلة شبابية جديدة يعود فيها العميد الى مكانه الطبيعي ، منافسا على المراتب المتقدمة ، لا ساعيا للهروب من شبح السقوط ، والنادي يملك الإمكانيات الكاملة لاستعادة دوره الطليعي ، لان الشباب يملك طاقات بشرية مبدعه ، وهي قادرة على الإسهام في مواصلة رحلة النجاح ، التي بدأت بضمان البقاء بين الصفوة . ولم يكن ذواقة الكرة الفلسطينية يتخيلون الدرجة الممتازة دون شباب الخليل ، تماما كما أنهم لن يستوعبوا غياب محافظة نابلس عن أحصنة التنافس ضمن النخبة العليا ، ويحدو هؤلاء بصيص من الأمل في لفتة تأتي من هنا أو هناك ، تعيد الاعتبار لمحافظة جبل النار ، التي ضربت في مواجعها ، ومبررات هؤلاء ما مرت به المحافظة من ظروف غير عادية ، وكون التصنيف جاء بمرحلة تنافس في اتجاه واحد . والآن .. وبعد التعرف على هوية الأندية العشرة التي تشكل المجموعة الممتازة "أ" .. ونظيرتها التي صنفتها المقادير العاثرة ضمن الممتازة "ب" .. لا يجب أن يعتبر البعض الأمر نهاية العالم ، لأن المرحلة الصعبة مضت ، في انتظار مراحل أكثر صعوبة ، أذا عرفنا أن الوصول إلى القمة صعب ، و أدركنا أن الأصعب هو البقاء هناك بالنسبة للناجحين في امتحان التصنيفي ... تماما كما أن الأندية التي لم يبتسم لها الحظ لا يجب أن تفقد الأمل ، فالأمر لا يعدو خسارة معركة في حرب طويلة ، ولا بد من العودة بسرعة إلى المواقع ، تحضيرا للجولات القادمة ، التي سترفع درجة المجتهدين ، ولن ترأف بالكسالى النائمين . وبين الأندية التي تنتظر جلاء غيمة العدوان للاحتفال بانجازها ، و تلك التي تنتظر انعقاد الجمعيات العامة لمحاسبة المقصرين ، يبرز دور الاتحاد الذي صدق وعده ، وأنجز برنامجه ، ونجح في الامتحان الأول ، بفضل الجهود التي لم تتوقف من مجلس الاتحاد ، برئاسة اللواء جبريل الرجوب ، وكل أعضاء اللجان المختلفة ، والأمر يقتضي البدء في مرحلة جديدة من التنافس والتصنيف ، ولا بدّ من أن يكون للمراحل السنية دور في هذه المرحلة .. وهذا ما سنعود إليه في حلقات لاحقة ، وبين السطور الإجابة المقنعة لمن يطرحون التساؤل الأكثر إلحاحا : ماذا بعد انتهاء الدوري ؟ والحديث ذو شجون |