وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قمة الكويت- ابو مازن يدعو الفصائل للحوار والسعودية تتبرع بمليار دولار

نشر بتاريخ: 19/01/2009 ( آخر تحديث: 19/01/2009 الساعة: 18:37 )
بيت لحم- معا- اكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم الاثنين في كلمة افتتاح القمة الاقتصادية العربية الأولى التي تستغرق يومين، بمشاركة 22 دولة عربية، أن غزة هي البند الاول على جدول أعمال القمة التي تناقش سبل التكامل الاقتصادي العربي ورفع الحواجز الجمركية وصولاً الى انشاء سوق عربية موحدة.

ودعا امير الكويت إلى الفصل بين الخلافات السياسية والعمل الاقتصادي العربي المشترك، وطالب ايضا بعدم ضرورة تحقيق إجماع على مشروعات التعاون الاقتصادي العربي.

واعلن تبرع بلاده بمبلغ 34 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونوروا.

الرئيس عباس:
--------------
دعا الرئيس محمود عباس كافة الفصائل والأطياف والشرائح الفلسطينية إلى اللقاء وبشكل فوري على ارض مصر، وفي كنف شعبها وقيادتها ورئيسها محمد حسنى مبارك، حتى يتم الاتفاق بعد حوار ألاف الساعات.

وشدد على أن المطلوب الآن حكومة وفاق وطني تأخذ على عاتقها مواجهة الكارثة الإنسانية، ورفع الحصار، وفتح المعابر، والبدء في إعادة الإعمار والبناء، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة بتوافق وطني.

وأضاف الرئيس: " إن ما نسعى له بعد نجاح جهود مصر بوقف العدوان، هو تحقيق انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل فوري ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة الجريح، تحقيقاً للمبادرة المصرية ككل لا يتجزأ، وبما يشمل البدء فوراً في مواجهة الكارثة الإنسانية الكبيرة."

وأوضح أنه بصرف النظر عن المبررات التي ساقتها إسرائيل للتغطية على هذه الحرب التي لا يمكن قبولها، إلا أنها لن تنجو بفعلتها، لافتا "إلى أننا لم نسمع حتى الآن صوتاً عاقلاً يتفهم دوافعها، سوى صوت الإدارة الأمريكية الآفلة، التي بكل أسف أيدت العدوان، ودعمته مع بعض النصائح المجاملة ... بتجنب قتل المدنيين".

وبين "أنه بينما كانت غزة تحترق، تبارى كثيرون في بث اليأس بصيغة الهروب إلى الإمام، بدل أن نرسل لأهلها رسائل أمل وثقة تعزز الصمود وتقوي العزيمة، فحين يقال لأهل غزة إن كل من حولكم يتآمر عليكم، فهذه دعوة لليأس والاستسلام، وحين يقال لهم قاتلوا ولا أمل لكم في أحد يشارككم مهمة دحر العدوان، فهذا هو الخذلان الحقيقي، مضيفا أن من لديه دعم لغزة فليقدمه ومن ليس لدية فالصمت أفضل لغزة وأفضل له".

وتطرق الرئيس إلى المبادرة العربية قائلا: "هنالك من طالب بتشييعها رسمياً، وهنالك من طالب بتجميدها، وهنالك من طالب بتفصيلها وتطويرها، وأنا مع هذا الخيار، ينبغي أن نودع والى الأبد، شطب قرار دون توفير بديل أفضل منه، ومن وجهة نظري فان مبادرة السلام العربية، لم تحمل بذور فنائها، وإنما تقصيرنا جميعاً في خدمتها وتوفير أسباب القوة لها، ما جعلها تتعثر".

وناشد الرئيس إعطاء قضية الحماية والقوات الدولية اهتماما أساسياً، موضحا أن المبادرة المصرية، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (1860) مع قرارات قمة الكويت هذه، تحتوي على كل ما يجعل الجهد عملياً وفعالاً، فغزة لا تحتمل أجندات كثيرة غير أجندتها الفلسطينية، لأن غزة عائدة لا محالة إلى حضنها الفلسطيني بمصالحة حقه وأصيلة، وعائدة لا محالة إلى بيتها العربي عبر مصر حاملة همها منذ عقود.

العاهل السعودي:
-------------------
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية اعلن العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز عن تبرع بلاده بمليار دولا مساهمة في البرنامج المقترح من القمة لإعادة إعمار غزة.

كما اعلن تجاوز مرحلة الخلاف و "فتح باب الإخوة العربية والوحدة بدون استثناء او تحفظ وسنواجه المستقبل نابذين خلافاتنا صفا واحدا كالبنينا المرصوص"، مطالبا جميع الزعماء العرب بالسمو على خلافاتهم.

وقال ايضا أن غزة شهدت الأسابيع الماضية "مجازر جماعية على يد عصابة إجرامية لامكان في قلوبها للرحمة"، مؤكدا أن مبادرة السلام العربية لن تبقى على الطاولة دائما.

الرئيس مبارك:
--------------
أما الرئيس المصري فجدد دفاعه عن موقف بلاده في أزمة غزة منذ الأيام الأولى واكد ان الجهود المصرية أسفرت عن اتفاق وقف إطلاق النار وبدء الانسحاب الإسرائيل، وقال إن الأزمة التي عصفت بقطاع غزة كانت امتحانا كشفت تفتت الوضع العربي وانقسامه.

وأعرب عن أسفه تجاه "أن يعمل البعض الى تقسيم العرب الى دول اعتدال ودول ممانعة" متسائلا "هل هي عودة الى جبهة الرفض خلال سبعينات القرن الماضي؟".

واكد ان بلاده ستوصل دعمها للفلسطينيين وجهودها حتى تحقيق الانسحاب الإسرائيلي وفتح المعابر وإنهاء الحصار، مشيرا إلى أن المعبر مفتوح منذ اليوم الاول لبدء العمليات العسكرية، كما أشار في كلمته إلى ان مصر ستواصل جهود تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

وقال مبارك موجا كلامه إلى إسرائيل إن "غطرسة القوة لن تقهر المقاومة ولن تفرض الخضوع على الشعب الفلسطيني"، كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط التي قال إنها تراوح مكانها منذ سنوات.

وأوضح ان العرب طلاب سلام عادل وشامل يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطنية، مؤكدا أنه حان الوقت لان تقبل اسرائيل والدول الكبرى بالمبادرة العربية للسلام وان تتجاوب معها.

الرئيس الاسد:
---------------
ففي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية دعا الرئيس السوري إلى "تقديم دعمنا الصريح غير الملتبس للمقاومة الفلسطينية ورفض كل ما من شانه التشكيك في وطنيتها وشرعيتها او اضعافها". كما اقترح الاسد على القمة ان "تتبنى رسميا وصف الكيان الصهيوني بالكيان الارهابي" خصوصا بعد الحرب في غزة وقال إن أهل غزة ينتظرون من القادة العرب تأييدا غير مشروط.

هذا ويأتي انعقاد القمة وسط تحديات تتمثل في بعدين الاول اقتصادي وهو الازمة المالية والاقتصادية التي تعصف بدول العالم ومن بينها دول المنطقة والثاني سياسي يتمثل في تطورات منطقة الشرق الاوسط جراء الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة.

وكان الرئيس محمود عباس قد وصل أمس العاصمة الكويتية للمشاركة بالقمة، وكان في استقباله في مطار الكويت الدولي، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وعدد من كبار المسؤولين الكويتيين والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

ويضم الوفد الفلسطيني المرافق للرئيس، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير د.صائب عريقات، ووزراء الشؤون الخارجية والإعلام د.رياض المالكي والتخطيط والعمل د.سمير عبد الله، والاقتصاد الوطني والأشغال العامة د.محمد كمال حسونة، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ورئيس صندوق الاستثمار محمد مصطفى، وسفير فلسطين لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية نبيل عمرو.

وتكمن أهمية القمة الاقتصادية في بحثها القضايا الاقتصادية حيث استشعرت الكويت ومصر قبل نحو عامين ضرورة ان يكون للعرب قمة خاصة تعالج قضاياهم الاقتصادية وهو ما دفع الدولتين الى طرح الفكرة لاول مرة في قمة الرياض 2007 وهي الفكرة التى لاقت ترحيبا واسعا من جميع الدول العربية.

واستضافت الكويت منذ يوم الاربعاء الماضي العديد من الاجتماعات استعدادا للقمة بدأت بأول اجتماع من نوعه جمع بين وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية الى جانب اجتماع وزراء الخارجية العرب والاجتماع المشترك لوزراء الخارجية والمالية العرب وهي الاجتماعات الممهدة لاجتماعات القادة العرب.

كما ان القمة تعقد وسط ظروف اقتصادية صعبة عربيا، اذ يبلغ عدد العاطلين عن العمل في العالم العربي قرابة 20 مليونا، كما ان هناك ما يزيد على 100 مليون امي من مجموع السكان المقدر باكثر من 300 مليون نسمة.