|
مؤسسة محمد بن راشد توفر الأطراف الصناعية لدعم الاطفال الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 19/01/2009 ( آخر تحديث: 19/01/2009 الساعة: 11:50 )
نابلس- معا- امتدادا للحملة التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية لدعم الاطفال المرضى الفلسطينيين من خلال إحضارهم إلى الدولة، قامت المؤسسة بتقديم العلاج اللازم لهؤلاء الاطفال والذي يشمل العمليات الجراحية وتوفير الأطراف الصناعية اللازمة لهم وذلك بالتعاون مع عدد من المراكز المتخصصة في دبي.
قال المستشار إبراهيم محمد بوملحة نائب رئيس مجلس الأمناء انه في إطار التعاون والتنسيق القائم بين المؤسسة ومؤسسة إغاثة أطفال فلسطين تم احضار هؤلاء الأطفال السبعة مع مرافقيهم من الاراضي الفلسطينية إلى دبي لتقديم العلاج اللازم حيث قامت المؤسسة بتوفير الاقامة الشامله لهم وإجراء العمليات الجراحية لهم وتركيب الاطراف الصناعية التعويضية من ارجل واياد صناعية حديثة حتى يتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية ولقد قدموا إلى الدولة على الكراسي المتحركة وسيرجعون إلى بلادهم بإذن الله تعالى معافين مشيا على الاقدام بعد ان تخلصوا من الكراسي المتحركة. وبعد أن تلقى الاطفال العلاج قاموا بجولة على المعالم السياحية والثقافية في دبي وبعدها قاموا بزيارة الى مقر المؤسسة لتقديم الشكر للمؤسسة على هذه البادرة الطيبة. الجدير بالذكر بأن الأطفال الفلسطينيين وصلوا إلى الدولة قبل أسبوعين ومن المقرر أن يصل 7 أطفال آخرين خلال الايام المقبلة لتلقي العلاج. من جهة أخرى، تقوم المؤسسة بتوزيع كمية من حليب الأطفال والمواد الأساسية اللازمة للفلسطينيين الذين يمرون بأسوأ حالاتهم بسبب القصف اليومي على قطاع غزة وذلك من الميزانية التي خصصتها المؤسسة لاغاثة أهالي غزة. من جانب اخر فقد الطفل إسلام سموح من الخليل ذراعه اليمنى بعد أن تعرض لصدمة كهربائية حادة عندما كان يحاول رفع العلم الفلسطيني على سقف منزله. وإسلام الذي يبلغ من العمر 10 سنوات بات يتعين عليه أن يتحاشى التواجد مع أصدقائه وأن يتجشم معاناة تعلم الكتابة بيده اليسرى. ولكن إسلام الآن كواحد من أصل سبعة أطفال من الضفة الغربية الذين أكملوا علاجهم في الأسبوع الماضي في دبي بعد أن تم تزويده بعضو صناعي بديل بات إسلام يساوره الأمل من جديد، علماً بأن جميع هؤلاء الصبية والأطفال من المرضى والمصابين قد تم جلبهم إلى دبي في الرابع والعشرين من ديسمبر المنصرم ضمن مبادرة مشتركة من الصندوق الفلسطيني لإعانة الأطفال ومؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الإنسانية والخيرية. وهناك خمسة أطفال آخرون كان من المنتظر وصولهم من غزة إلا أنهم لم يحصلوا على التصريح اللازم للمغادرة بسبب الحصار الإسرائيلي على أمل أن يتم وصولهم في أقرب وقت تسمح فيه الظروف السياسية. وبعد إجراء جراحات عديدة في محاولة لإنقاذ ذراع إسلام المصابة بشدة لم يكن أمام الأطباء المحليين بديلاً سوى قطعها بسبب قلة الخبرة والأجهزة والمعدات الطبية المتقدمة. إلا أن الرحلة إلى دبي قد أدت في حد ذاتها إلى رفع الروح المعنوية لإسلام الذي أصبح بإمكانه الآن أن يمارس هوايته في لعب كرة القدم. كما ذهب أيضاً أثناء مكوثه في دبي لمشاهدة معشوقه اللاعب البرازيلي المشهور رونالدينيو في المباراة الودية التي جمعت بين فريقي ايه سي ميلانو وفريق هامبورج الألماني. ولقد تمتع إسلام إلى جانب رفاقه الأطفال الستة الآخرين بممارسة ألعاب التزحلق على الجليد وركوب الخيل، كما أصبحت الابتسامة لا تفارقه وهو يتدرب بالتدريج على استخدام ذراعه الجديد بمساعدة من أحد المتطوعين. ويذكر أن إسلام قد أجريت له عملية تركيب لآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في صناعة الأعضاء، وبرغم أنه ما زال يشعر بالثقل وبعض المعاناة في استخدام هذة الذراع إلا أنه وبمرور الوقت سوف يتمكن من رفع الأشياء الملقاة على الأرض، كما سيتمكن من إطعام نفسه بسهولة. والآن فإن إسلام يتطلع قدماً للعودة إلى وطنه ويرى أصدقاءه أنه أصبح يتمتع مجدداً بيديه كاملتين. وقال إبراهيم بوملحة مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''إنها قصة نجاح كبير بالنسبة لنا منذ أن تمكنا من إحضار هؤلاء الأطفال إلى دبي. فلقد غادرونا جميعاً والابتسامة لا تفارق وجوههم. والآن فقد أصبحت معالجة المزيد من هؤلاء الأطفال إحدى أولى أولوياتنا وسوف نسعى لجلب العديد والمزيد من هؤلاء الأطفال إلى هنا من أجل تلقي العلاج فيما سوف يصبح برنامجاً مستمراً''. وقد قام أخصائي الأطفال هوفانيز تشوغاريان من مركز الجراحات الدقيقة ورعاية الأجسام بإجراء عمليات زراعة الأعضاء السبعة خلال فترة 15 يوماً. يذكر أن تشوغاريان قد عالج أكثر من 16 ألف مريض منذ أن بدأ العمل بمهنته قبل 20 عاماً من الآن في الصليب الأحمر الألماني. وذكر من ناحيته أن أهم جزء في مرحلة العلاج يكمن في مرحلة إعادة التأهيل والتي تستغرق في بعض الحالات يومين أو ثلاثة أيام بينما لا تحتاج في حالات أخرى سوى ساعات قليلة فقط. ومضى يقول: ''إذا لم يتم إجراء عملية إعادة التأهيل فإن الأمر سوف يصبح أشبه بتملكك لسيارة من طراز رولز رويس من دون أن تتمكن من قيادتها''. وفي الوقت الذي أصبح فيه هؤلاء الأطفال يكتسبون المزيد من الثقة يوماً بعد يوم فإنهم سوف يعتادون أيضاً على استخدام الأعضاء الصناعية الجديدة بطريقة طبيعية في فترة لا تتجاوز عامين أو ثلاثة إذ أن هذه الأعضاء قد جرى تصميمها بحيث يتم التعود عليها في خلال فترة النمو. وهنالك طفل أكبر سناً يدعي هيثم يحيى البالغ من العمر 15 عاماً من بلدة جنين قد أصبح أصلاً معتاداً على استخدام ذراعه الجديدة علماً بأن هيثم قد ولد بذراع واحدة فقط بسبب مرض جيني. ولأنه أكبر سناً فقد تمكن من استخدام ذراعة الميكانيكية الألمانية الصنع في خلال ساعات قليلة كما ذكر بأنه أصبح يشعر بأنه لا يعاني من أي نقص بالمقارنة مع أقرانه. وعلى صلة بذلك فقد تمكنت مؤسسة الشيخ محمد بن راشد للأعمال الإنسانية والخيرية بالتعاون مع وكالة المساعدات التابعة للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي من ارسال 65 ألف علبة حليب إلى اللاجئين في مدارس الاونروا في قطاع غزة الذي يمزقه العدوان الاسرائيلي. ولقد عمدت المؤسسة أيضاً إلى توصيل كميات من المؤن والأدوية الطبية الحيوية المهمة إلى أكبر مستشفى في غزة وهو مستشفى الشفاء بالاضافة إلى تزويده بعشر وحدات كاملة لمعدات الرعاية الصحية الطارئة مع الأسرة بتكلفة بلغت 190 ألف درهم لكل وحدة علاجية، إذ يقول بوملحة ''إن هذه المساعدات تعتبر الخطوة الأولى في عملياتنا المزمعة في غزة. ومع تطور الوضع وتحديد الخطوات الضرورية المقبلة سوف نشرع في تقييم وتنفيذ خططنا اللاحقة. وحتى الآن فإننا نعتبر توفير الحليب والعلاج الطبي من الأعمال التي تحظى بالأهمية والأولوية القصوى''. |