وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تدمير مقر الاولمبية واستشهاد خمسة رياضيين واستهداف الاندية

نشر بتاريخ: 19/01/2009 ( آخر تحديث: 25/01/2009 الساعة: 09:09 )
غزة - معا - محمد العمصي - هكذا بدا المشهد هنا في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار من جانب الاحتلال الإسرائيلي ، منشات رياضية مدمرة ، تصاعد السنة اللهب من داخل مكاتبها حتى اللحظة ، ركام هائل يلف أرجاء اللجنة الاولمبية الفلسطينية والأندية الرياضية بفعل صواريخ الـF16 وقذائف الدبابات بمختلف أنواعها ، حرب لم تبقي ولم تذر على قطاع غزة والمؤسسات الرياضية والأندية وملاعبها .
شخصياً لم أكن أتوقع أن يكون مبني اللجنة الاولمبية في منطقة السودانية بهذا الحجم من الدمار وتسويته بالأرض ، فلقد زرته في اليوم الخامس عشر للعدوان وكان قد أصيبت بعض أجزائه بالصواريخ ، لكنه بقي شامخاً وكانت يافطة اللجنة الاولمبية الفلسطينية باللغتين العربية والانجليزية تزين قامته ، لكن طائرات الاحتلال والبوارج الحربية الإسرائيلية عاودت ضربة بصاروخين فجعلته ركاماً وتناثرت أسطحه الثلاثة في محيطه حيث غيرت الهجمات الاحتلالية معالمه وبدا وكأنه كومة من الحجارة ، وهو الذي كان مزاراً يومياً للرياضيين في قطاع غزة وللاتحادات الرياضية .
وقدرت الخسائر الأولية بتجاوز الخسائر المادية بأكثر من مليون دولار ، حيث أن مبني اللجنة الاولمبية الفلسطينية لوحده قد تم تكلفة بناءه أكثر من 750 ألف دولار .
عندما تجولت داخل مبني اللجنة الاولمبية الفلسطينية المدمر بصعوبة نتيجة الدمار الهائل الذي لحق به ، وجدت اللوحة الاعتبارية التي وضعت في مقدمة المدخل الرئيس للمقر والتي بقيت شاهدة على جرم الاحتلال الإسرائيلي في استهداف المنشآت الرياضية ، ووجدت اللوحة تتزين بعبارة تحت رعاية فخامة الرئيس ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين وإشراف الأخ احمد القدوة رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية تم بحمد الله افتتاح المقر الرئيس للجنة الاولمبية الفلسطينية يوم الخميس 1/1/2004 ، وهو ما تبقي من معالم مقر اللجنة الاولمبية ، ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك تعمد الاحتلال في تدمير جميع البني التحتية في قطاع غزة والتي طالت المنشآت الرياضية لتحرم الرياضيين حتى من ممارسة ابسط حقوقهم .

** نادي الشجاعية مشهد آخر من التدمير **

مشهد أخر يدمي القلب .. انتقلت سريعاً إلى نادي اتحاد الشجاعية ، قبل أن أصله كانت معالم المنطقة تدل على أن النادي أصيب بأضرار بالغة نتيجة تحطم وثناتر بعض أجزاء البيوت والمحلات التجارية الملاصقة للنادي ، وعندما استوقفتني قدماي داخل مقر النادي وجدت التدمير والركام الهائل للمبني الإداري للنادي هو سيد الموقف .
القصف الهمجي طال أجزاء واسعة منه ، وأتت على الملعب الخماسي للنادي ،لكن العارضتين بقيتا شامختين بالرغم من الحجارة الكبيرة التي غطت أجزاء واسعة من الملعب ، لكن أصبح اليوم غير صالحاً ، فالاحتلال الإسرائيلي نزع المبني وحجارته وجدرانه ، لكنه لم ولن ينتزع الإرادة داخل نفوس الرياضيين وحتماً سيعود نادي اتحاد الشجاعية أفضل مما كان ، وسيعود لمنصات التتويج كما كان في السابق ، حتى في زحمة التدمير والركام الهائل الذي يلف جنباته .

** خمسة شهداء رياضيين على مذبح الحرية **

عندما نتحدث عن الشهداء تتقزم حالة التدمير وأكوام الحجارة ، فلقد سيطر الرياضيون الفلسطينيون ملاحم عديدة في مسيرة الحرية والاستقلال وانتزاع الحقوق ، حيث طال الحرب والته المدمرة أربعة شهداء من الحركة الرياضية في العدوان على قطاع غزة ، ليضافوا إلى أكثر من 600 شهيد قدمتهم الحركة الرياضية في سنوات الانتفاضة .
الشهيد خليل العبد جابر حسن رئيس اتحاد الخماسي الحديث وزوجته ..الشهيد أيمن الكرد نجم المنتخب الوطني ولاعب نادي فلسطين الرياضي ،الشهيد وجيه مشتهي نجم نادي اتحاد الشجاعية .. الشهيد شادي السباخى مدافع نادي خدمات النصيرات ، الشهيد على الهوبي لاعب كرة السلة في خدمات رفح هم خمسة شهداء قضوا شهداء في الحرب التي استمرت لثلاثة أسابيع على قطاع غزة ، جميعهم قضوا اثر سقوط صواريخ الاحتلال من عديد للطائرات الإسرائيلية والقذائف اللاهبة ، ليضافوا إلى قائمة وكوكبة شهداء الحركة الرياضية في فلسطين المباركة .
وان كان لي حديث عن احدهم بفعل قربي الشديد منه فأنني سأتحدث عن الشهيد خليل العبد جابر حسن رئيس اتحاد الخماسي الحديث وزوجته واللذين استشهدا اثر سقوط قذيفة غادرة على شقتهم السكنية في أبراج الكرامة شمال قطاع غزة .
يحدثني الزميل موفق مطر صديق الشهيد والذي يقطن معه في البرج انه وحين اشتداد القصف المدفعي على البرج تجمع السكان في احد الشقق وكان من ضمنهم الشهيد خليل العبد جابر حسن ، حيث التقط له الصحفي والكاتب موفق مطر صورة قبل استشهاده بيومين وهو يضع على نفسه غطاءً من شدة البرد في مشهد أنساني شديد الإثارة ، لكن مشهد استشهاده وانتشاله من شقته السكنية وتشييع جثمانه ومواراة جسده الثري كان الغالب ، حيث لم يتمكن احد من أسرته من إلقاء نظرة الوداع عليه كون أولاده في الخارج وإخوانه في محافظات الجنوب وهم أيضا لم يتمكنوا من تشييعه نظراً لتقطيع أوصال قطاع غزة وفصل الجنوب عن الشمال من قبل دبابات الاحتلال الإسرائيلي .

** استهداف الأندية والملاعب صورة أخري من العدوان **

حالة التدمير والقصف لم تسلم منها الأندية والملاعب فلقد تم تدمير المدرج الجنوبي لملعب رفح بالكامل ومرافقه الداخلية الخاصة باللاعبين والحكام وتضرر أرضيته المعشبة اثر استهدافه بصاروخين F16 ، وكذلك تضرر أجزاء كبيرة من نادي شباب رفح وتحطيم نوافذه اثر قصف ملعب رفح ، إضافة إلى تضرر أجزاء كبير جدا في نادي جماعي رفح اثر قصف الشريط الحدودي حيث بلغت أضراره ما يقارب 150 ألف دولار بعد إتلاف معداته الرياضية وصالته الخاصة بالجيمانيزيوم .
وتعرضت أرضية ملعب المدينة الرياضية في خان يونس التابع لبلدية خان يونس لإضرار بالغة حيث تطايرت جميع الشظايا على أرضيته المعشبة ، فيما طال القصف نادي أهلي النصيرات ونادي الشمس حيث تم تدميرهما بالكامل .
كما وادي القصف إلى إصابة العديد من اللاعبين نذكر منهم إصابة لاعب خدمات رفح إسلام أبو عريضة وتدمير منزله وإصابة زوجته واستشهاد شقيقته وإصابة اللاعب حازم الرخاوي لاعب شباب رفح اثر القصف وكذلك تضرر وقصف منزل الدكتور عمر قشطة عضو اتحاد العاب القوي الأسبق المتواجد على الشريط الحدودي .