وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ظروف اعتقالية قاسية: أسيرات تلموند بين مراكز التحقيق وأبسط حقوقهن

نشر بتاريخ: 14/12/2005 ( آخر تحديث: 14/12/2005 الساعة: 13:31 )
بيت لحم - معا - تمكنت محامية نادي الاسير الفلسطيني حنان الخطيب من لقاء عدد من الاسيرات في سجن هشارون و اللواتي تحدثن عن ظروف اعتقال سيئة تعرضن لها اثناء وجودهن في مراكز التحقيق والتوقيف الاسرائيلية.

وقد تمكنت المحامية الخطيب من لقاء الاسيرات التالية اسمائهن واللواتي تحدثن عن اصناف التعذيب والتهديد الذي تعرضن له اثناء اعتقالهن ونقلهن الى مراكز التحقيق، والاسيرات هن:

1. سمر ابراهيم صبيح: سكان طولكرم، والاصل من غزة، 22 سنة، معتقلة منذ تاريخ 29/9/2005. اعتقلت بعد 3 اشهر من زواجها وهي حامل في الشهر الثاني.

و افادت الاسيرة المذكورة انها قدمت من غزة بتاريخ 25/5/2005 الى طولكرم بهدف الزواج. وبتاريخ 29/9/2005 داهم الجيش الاسرائيلي منزلها وامرو جميع سكان المنزل بالخروج من البيت، وامروا الرجال بخلع ملابسهم عراة امام النساء والاطفال واحضروا لهم لباساً ابيض ليرتدوه بدل ملابسهم، وكان الهدف من ذلك اذلال الرجال امام نسائهم.

واضافت الاسيرة: امروني بالوقوف جانباً من بين جميع النساء المتواجدات وادخلوني على كابينة متحركة كان يوجد بها كاميرات وكان يوجد بها جندي يأمرني بخلع ملابسي، حتى انه امرني بخلع ملابسي الداخلية ورفضت طلبه وهددني بالقتل اذا لم انصاع لأوامره. بعد ذلك احضروا لي "افرهول" ابيض وامروني بلباسه داخل هذه الكبينة بدون ان يسمحوا لي بارتداء الملابس الداخلية. بعد ذلك حققوا معي ميدانياً نصف ساعة وبعدها نقلوني الى معتقل المسكوبية في القدس.

وتقول الاسيرة صبيح: اخذوني بعد ان قيدوا يداي ورجلاي وعصبوا عيناي، وكان معي بداخل الجيب مجندة اسرائيلية واحدة وعندما وصلت المسكوبية قامت المجندات بتفتيشي تفتيشاً عارياً. وقمت باخبارهم انني حامل بالشهر الثاني ولم يصدقوني، فأخذوني الى المستشفى للتأكد من صحة اقوالي وعندما تأكدوا اعادوني الى المسكوبية ومباشرة ادخلوني الى غرفة التحقيق.

وتضيف سمر: التحقيق معي في المسكوبية استمر شهرين وكان عبارة عن جولات تترواح بين 3-4 ساعات يومياً كنت خلالها مقيدة الايدي والارجل وهذه القيود مربوطة في كرسي ثابت بالارض ومنذ تاريخ 10/11/2005 لغاية 15/11/2005 اشتد الضغط عليّ اثناء التحقيق وكانت مدة التحقيق تبدأ من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، وكل هذا وانا مشبوحة على الكرسي ولم يأخذوا بعين الاعتبار اني حامل ولم يراعوا وضعي الصحي، كان المحققين يرتاحون ويتناوبون وانا يمنعوني من الراحة بحيث كانوا يمارسون ضغوطاً نفسية كبيرة عليّ.

وقالت سمر في افادتها ان المحققين كانوا يهددوها بقصف منزلها والتهديد بانزال الجنين من بطنها وقاموا بتهديدها باعتقال شقيقاتها ووالدتها، وكل ذلك كان مصحوباً بشتائم بذيئة وصراخ وكلمات نابية.

وافادت سمر ان احد اساليب التعذيب النفسي الذي اتبع معها كان احضار زوجها الى زنازين المسكوبية. بحيث امرها المحققين بالنظر من عين سحرية في باب غرفة التحقيق واذا بزوجها معصوب الاعين ومقيد اليدين والقدمين في الغرفة المقابلة. وقد استعملوا معها هذا الاسلوب اكثر من مرة خلال التحقيق، مما اثر على وضعها النفسي كثيراً.

وقالت سمر ان حوالي 15 محققاً تناوبوا على التحقيق معها ومن ضمنهم كانت المحققة المعروفة بإسم "الكابتن نورا" وهذه المحققة كانت الاشد قساوة من بين المحققين.

وافادت سمر انه تم نقلها بتاريخ 8/11/2005 الى المستشفى لاجراء فحوصات واخبرها الاطباء ان الجنين نحيف ووزنها اخذ بالنقصان، وبعد ذلك اشتد التحقيق والضغط النفسي معها ولم يأبه المحققين لتعليمات الاطباء.

وعن ظروف الزنازين في المسكوبية، قالت سمر ان وضع الزنازين صعب جداً، كان هناك مكيف هواء بارد جداً في الزنزانة، والزنزانة بدون شباك، الرطوبة عالية، الحيطان لونها يميل الى السواد وخشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها ويوجد فتحة في الارض عبارة عن مرحاض. الضوء خافت ومزعج للنظر، والفراش وسخ جداً وكذلك البطانيات.

اما بالنسبة للاكل هو سيء وكوني حاملاً طلبت اكل خاص بذلك فتم رفض طلبي حتى انهم رفضوا احضار كأس حليب واحد.

بتاريخ 15/11/2005 تم نقل الاسيرة المذكورة الى سجن تلموند قسم 12 وتحدثت عن الوضع الصعب الذي تعيش فيه داخل السجن، وقالت انه لم يتم عرضها على أي طبيب ولم تجرى لها أي فحوصات للحمل، واشتكت من عدم تقديم اكل خاص لها كونها حامل وبحاجة الى عناية ومتابعة ومأكولات خاصة.

والجدير ذكره ان زوج الاسيرة اعتقل مباشرة بعد اعتقالها بيوم واحد أي بتاريخ 30/9/2005 ومحكوم بالسجن الاداري مدة 6 اشهر.

2. اريج مصطفى محمد عروق: سكان جنين، 25 سنة، معتقلة منذ تاريخ 27/7/2003 ومحكومة 4 سنوات. اعتقلت الاسيرة المذكورة عن حاجز حوارة بعد ان اوقفها الجيش الاسرائيلي وامضت 4 ساعات على الحاجز وهي مقيدة اليدين للخلف ومعصوبة العينين. بعد ذلك تم نقلها الى معتقل حوارة. امضت يومين في معتقل حوارة في ظروف صعبة للغاية حيث تم ادخالها الى غرفة بها معدات بناء وتراب وغبار واعطوها فرشة للنوم على الارض والبطانية كانت وسخة جداً، وقالت ان الاكل الذي قدم لها في حوارة لا يصلح للبشر.

بعدها مباشرة تم نقل الاسيرة المذكورة الى تحقيق الجلمة حيث امضت شهر في التحقيق وافادت انه تم تفتيشها بشكل عاري اثناء وصولها المعتقل المذكور وان التحقيق معها في الايام الثلاثة الاولى كان متواصلاً، حيث حرمت من النوم.

وقالت الاسيرة المذكورة ان المحققين اجلسوها على كرسي وهي مقيدة الايدي والارجل والقيود مربوطة بكرسي مثبت في الارض، وخلال التحقيق هددها المحققين باعتقال اشقائها وشقيقاتها وهدم المنزل والبقاء مدة طويلة في الزنازين، كما هددها المحققين بتشويه سمعتها وقالت انه اثناء جولات التحقيق كان هناك محقق عرف نفسه باسم "ابو منير" كان يصفعها على وجهها باستمرار.

وتقول الاسيرة عروق: كان واضحاً ان المحققين يريدون انتزاع اعتراف مني من خلال اساليب الصراخ والشتائم البذيئة والترهيب الذي يمارسونه، حيث وصل عدد المحققين معها في الغرفة 7 في محاولة لتشتيت افكارها وارغامها على الاعتراف.

وتحدثت عن ظروف زنازين الجلمة وقالت ان الرطوبة عالية جداً ويوجد بها مكيف هواء بارد جداً ولا يوجد تهوية طبيعية، الحيطان لونها اسود وخشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها والاكل سيء كماً ونوعاً والفراش وسخ جداً ومليء بالغبار والشعر، ويوجد فتحة في الارض عبارة عن مرحاض.

ومنذ تاريخ 18/1/2005 وهي تقبع في سجن تلموند، وقد ابلغتها ممثلة المعتقل آمنة منى بتوجيه نداء عبر المحامية الخطيب ان الاسيرات في سجن تلموند ومنذ 9 ايام يعشن في قلق دائم ولا يخرجن الى الفورة لأنهن خائفات من السجانات والسجانين لأنهم يهددون ويتوعدون، وتصرفاتهم بالفترة الاخيرة غير طبيعية، صراخ دائم ولا يريدون ان يتعاملو مع الاسيرات ومع ممثلة المعتقل بل يريدون التعامل مع الاسيرات بشكل فردي وهذا ما ترفضه الاسيرات.

وقالت الاسيرة عروق ان ظروف سجن تلموند سيئة للغاية حيث التفتيشات دائمة ومستفزة وبصورة فجائية يصحبها صراخ وشتائم وعقوبات لأتفه الاسباب مثل الحرمان من الزيارة والرسائل والحبس بالزنازين والحرمان من الفورة. وقالت انها تعاني من الغدة الدرقية ولم يقدم لها العلاج ولم تعرض على الطبيب.

3. شفاء عدنان امين القدسي: سكان طولكرم، 29 سنة، معتقلة منذ تاريخ 10/4/2002 وهي متزوجة وام لطفلة، ومحكومة 6 سنوات. افادت انها اعتقلت من المنزل حيث حضرت قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي الى المكان الذي تسكن به، وقام الجيش باحضار خال الاسيرة كدرع بشري اثناء اعتقالها. وقالت ان الجيش امر جميع الرجال بالخروج من منازل الحي الذي نسكن به واجبروهم على خلع ملابسهم امام الجميع وكان يرافق ذلك صراخ وشتائم بذيئة بحق الجميع. بعد ذلك أمروا جميع النساء بالخروج من المنازل وعندما وصلت بالقرب منهم انهالوا عليها بالضرب المبرح، ولم يكن مع الجيش مجندات ولا اناث. وقالت: اعتدوا عليّ بالعصي واعقاب البنادق وبأيديهم وارجلهم وتركز الضرب على منطقة الكتف الايمن ونتيجة الاعتداء تمزقت البلوزة التي كنت ارتديها واصبحت نصف عارية من الاعلى.

وقالت القدسي: عصبوا عيناي وقيدوني بالبلاستيك، القيود كانت محكمة جداً، ادخلوني الى الجيب العسكري وادخلوا كلب متوحش الى الجيب وبدأت بالصراخ ثم قاموا بانزاله. وتضيف: كان معي في السيارة العسكرية ما يقارب 10 جنود وكانوا طوال الوقت يعتدون عليّ بأعقاب البنادق ويصرخون عليّ، ونتيجة الضرب الذي تعرضت له اثناء اعتقالي ما زلت اعاني من اوجاع شديدة بالكتف الايمن وخاصة ايام البرد والشتاء.

بعد ذلك تم نقل الاسيرة المذكورة الى الارتباط المدني في طولكرم حيث امضت 10 دقائق تعرضت خلالها للضرب المبرح، وكان الجنود يبصقون عليها ويهددونها. وبعد ذلك تم نقلها الى مركز شرطة نتانيا وبعد ذلك الى معتقل الجلمة.

وفي تحقيق الجلمة فحصها طبيب المعتقل وتبين انها تعاني من جرح في المعدة. وقالت القدسي: في الايام الاربعة الاولى كان التحقيق متواصلاً واستقبلني محقق يدعى "سيجال". شبحوني مدة اربعة ايام على الكرسي مقيدة اليدين والرجلين بالكرسي المثبت بالارض، واحياناً كثيرة وانا بغرفة التحقيق لم يكونوا يحققوا معي بل يقوم المحققون باللعب على الكمبيوتر، أي ان التعذيب كان نفسياً بهدف انتزاع اعترافات، وكان احد المحققين يشتمني بأقذر الالفاظ ويقول لي بأني بنت شوارع ويحاول استفزازي كي ادلي باعتراف. واجروا لي خلال التحقيق 10 مرات فحصاً لكشف الكذب.

وقد امضت الاسيرة المذكورة مدة 48 يوماً في زنازين الجلمة من ضمنها 16 يوماً في الزنازين الانفرادية، وسمح لها بالاستحمام بعد 15 يوم من اعتقالها.

وعن ظروف الزنازين تقول القدسي: ان الزنازين سيئة للغاية، الحيطان خشنة من الصعب الاتكاء عليها، الفراش وسخ ويوجد فتحة بالارض لا يفصل شيء بينها وبين مكان النوم والمعاملة قاسية جداً.

وتقول القدسي: اثناء وجودي في الزنازين سلط السجانون عليّ احدى الاسيرات المدنيات وحرقتني بعقب سيجارتها بعيني مما ادى الى انتفاخ العين مدة 40 يوماً وقد تقدمت بشكوى ضدها في المحكمة امام القاضي ولكن بدون جدوى.

وقد امضت الاسيرة المذكورة سنتين في سجن الرملة ونقلت بعد ذلك الى سجن تلموند. وعن ظروف سجن تلموند قالت القدسي: الوضع في السجن صعب للغاية، صراصير وفئران وحشرات تعيش معنا، قبل فترة قرصتني عقربة وانا اغص بالنوم وما زلت اعاني من الالم لغاية اليوم. الشبابيك مغلقة بالصاج والرطوبة عالية والفورة قصيرة ومرة واحدة باليوم. الاكل سيء جداً ونعتاش على مخصصاتنا من الكنتينة. والاكل المقدم من الادارة سيء جداً فأحياناً كثيرة نجد صراصير، بصاق او شعر بالاكل. ويوجد نقص حاد في الاغطية الشتوية.