وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فاكهة الملاعب ** بقلم :فايز نصار

نشر بتاريخ: 21/01/2009 ( آخر تحديث: 21/01/2009 الساعة: 21:42 )
الخليل - معا -
أخيرا أسدلت الستارة على بطولة الدوري التصنيفي في الضفة ، وانتهت المباريات - بحلوها ومرها - وتعرف الجمهور الرياضي على مجموعة العشرة ، التي ستشكل مع الصاعدين من الدرجة الأولى كتيبة النخبة ... على أمل أن تؤكد كل هذه الفرق أن صعودها كان عن جدارة ، وتحافظ على مركزها في أعلى قمة هرم التنافس الكروي في الضفة الغربية .

نجاح العميد

وكان شباب الخليل آخر المنضمين لهذه المجموعة ، بعد فوزه في مباراة الحسم على نادي عسكر النابلسي ، بما ضمن لمدينة الخليل أن تكون ممثلة في الممتازة "أ" ، وتصبح المحافظة الكبرى ممثلة بفريقين هما الشباب والظاهرية .. وبما حرم "أم المحافظات" نابلس من شرف هذا التمثيل ، لأن أنديتها عسكر وبلاطة والاتحاد ، غادرت الدرجة الممتازة مكرهة .

كان كابوسا

وجاء وصول الشباب إلى شواطئ الأمان بعد أيام صعبة ، شكلت كابوسا بالنسبة لعشاق العميد ، ممن بقيت أيديهم على قلوبهم ، خشية حدوث الاحتمال الأسوء ، ولكن الله استجاب لدعوات هؤلاء الأنصار ، الذين يشكلون حكاية في الملاعب الفلسطينية ، فتنفس الخلايلة الصعداء ، على أمل تحسن الأداء ، وترميم بعض الهفوات ، وتجاوز ما حصل من زلات ، فنية وغير فنية !

التنافس المسئول

و تضم مجموعة الممتازة من الخليل الشباب والظاهرية ، فيما نزل إلى الممتازة "ب" من المحافظة الكبرى شباب يطا والأهلي ، وكان أداء الفريقين متناقضا ، فالأهلي بدا بشكل جيد ، ولكنه فقد نقاطا سهلة في مباريات كانت متناوله ، ولكن يحسب للأهلي انه بطل اللعب النظيف وبطل التنافس المسئول ، لأنه لعب بكل طاقاته حتى آخر صافرة ، أما شباب يطا فكانت انطلاقته متعثرة ، ولذلك لم يستطع اللحاق بركب الدرجة العليا ، رغم النتائج الجيدة جيدا ، في مبارياته السبع الأواخر .

عريس الدوري

وتضم المجموعة الممتازة فريقين من محافظة بيت لحم ، هما واد النيص ، عريس الدوري ، والخضر الذي كانت انطلاقته سيئة حدا ، ولكن تضافر جهود الأسرة الخضراوية ، أعاد البسمة للفريق الذي حافظ على مركزه ، عكس الإسلامي ، الذي كانت نتائج مبارياته الأولى مقنعة ، قبل أن يستسلم بشكل كامل في الثلث الأخير من التصنيف .

الخاسر الأكبر

وكانت محافظة العاصمة أكبر الخاسرين في معارك التصنيف ، لان أندية ابوديس وصور باهر وسلوان والعربي غادرت أروقة التنافس العليا ، وكانت نتائج كل هذه الفرق عجيبة ، لأنها فازت في مباريات صعبة ، وتنازلت بسهولة عن مباريات سهلة ، وكانت ضربة العربي بضربتين ، لأنه سقط درجتين في موسم واحد ، وفي تنافس من مرحلة واحدة ، وفي الأمر ظلم ما بعده ظلم ، لان الأندية يجب أن تعطى الفرصة كاملة للتدارك ، وهذا ما لم يحصل ، وفي المقابل تتمثل العاصمة بفريقين هما الهلال ، الذي استيقظ بعد مجيء المدرب الفذ السويركي ، وجبل المكبر ، الذي كانت من أفضل الفرق في هذا الدوري ،

الحفاظ على المواقع

وتتساوى محافظتا طولكرم ورام الله والبيرة ، في كون كل منهما حافظت على سفرائها للنخبة ، لأن مركز طولكرم والثقافي بقيا عن جدارة في المجموعة العليا ، تماما كما أن الأمعري كان قاب قوسين أو ادني من الظفر باللقب ، والبيرة التي حافظت على سمعتها كمدرسة من مدارس الكرة في الضفة الغربية ، وبذلك فان الفرق الممثلة للدرجة الممتازة ، تنتمي لخمس محافظات هي القدس والخليل ورام الله وبيت لحم وطولكرم ، بواقع فريقين لكل محافظة .

مأساة نابلس

وعلى العكس فقدت محافظة جنين ممثلها ، وفقدت أريحا ممثلها ، وفقدت نابلس ممثليها الثلاثة ، علما بان المحافظات الأخرى لم تكن ممثلة في الممتازة ، وخاصة قلقيلية ، التي يبدو أنها ستنال هذه الشرف قريبا ، لأن ممثليها في معارك الدرجة الأولى الأهلي والإسلامي يرفعان لواء التحدي ، ويتنافسان على بطاقتي الصعود لدوري الأضواء .

قلقيلية قادمة

أهلي قلقيلية أصبح يمني النفس بان يكون ضمن المجموعة الممتازة ، ويفضل أن تكون البطاقة مؤهلة للطابق الأعلى ، وهو قادر على ذلك ، رغم المنافسة المحمومة من ممثل بيت لحم الناضج شباب العبيدية ، الذي يملك فريقا جاهزا منذ مدة طويلة .

والحلم نفسه يراود الإسلامي القلقيلي ، الذي يخوض منافسة ضارية مع فريق مكتمل الصفوف ، الا وهو ممثل أريحا عقبة جبر ، وستكون البطاقة محصورة بين الفريقين ، رغم العودة القوية لنادي صفا ، الفائز على العقبة ، ووجه الشبه بين القَلقيليَين " الأهلي والإسلامي" أنهما يملكان فريقين جاهزين ، أحسنا إعدادهما منذ مدة ، اعتمادا على مشاتل الفريقين أولا !

ولجنين كلمة

وتبدو حظوظ محافظة جنين كبيرة ، من خلال المركز الجنيني ، الذي يتقدم بهدوء نحو الأهداف المسطرة ، ولكن حذا من شباب نابلس ، الذي أصبح يحمل أحلام جماهير كبرى مدن الضفة ، نابلس جبل النار في التمثيل بين الكبار ، ولكن حذار من شباب دورا ، الذي لم يقل كلمته النهائية في هذه المجموعة .

تنافس مثير

وتتساوى حظوظ اسود الريف بيت أمر وبيت لقيا في المجموعة الأولى ، حيث يقف الفريقان على خط واحد ، وكلاهما يأمل في الوصول إلى مصافي الممتازة ، وهما يملكان قدرات لا باس بها ، ويجب على الفريقين عدم نسيان جورة الشمعة ، الفريق القادر على قلب الطاولة على بيتي أمر ولقيا ، لأن طموحه يصل إلى محاولة العزف على منوال الجار واد النيص .

عودة الجماهير

المنافسة متواصلة بين أندية الدرجة الأولى ، والحظوظ ما زالت قائمة لبعض الفرق الأخرى ، وقد تحولت الأضواء إلى مباريات هذه الدرجة بعد إطفاء الأنوار في ملاعب الدرجة الممتازة ، ويبدو أن الجماهير ستعود إلى الملاعب ، وان الجدل الكروي سيصبح أكثر حدة في المباريات القادمة ، وخاصة بعد توقف العدوان اليهودي على غزة !

ورشة العمل الجاد

والحق يقال : أن مجلس اتحاد الكرة يستحق العلامة الكاملة ، لأنه حقق هدفه المسطر بالنسبة للدرجة الممتازة ، في انتظار اكتمال أعراس الدرجة الأولى ، والتعرف على الفريقين الذين سيكملان عقد الممتازة بدرجتيها ، والأمر يطلب من الجميع رفع القبعات لكل هياكل الاتحاد ، من الرئيس اللواء جبريل الرجوب ، حتى أصغر كاتب ، لان الجميع عاشوا أجواء ورشة عمل متواصلة ، أكدت انه بإمكان هذا الشعب أن يصنع المعجزات ، عندما تقوده قيادة رياضية طموحة وصارمة ، تحترم المواعيد والمواقيت ، وتمتع بمصداقية في التعامل مع الجميع، وهذه لعمري من أنهم مطاليب النجاح .

تحطيم الرقم القياسي

وقد حطم الاتحاد الفلسطيني الرقم القياسي ، في تنظيم بطولة دوري ، قسمت 22 فريقا إلى فسطاطين كرويين ، خلال أربعة أشهر ونيف ، وفي الأمر رقم قياسي غير مسبوق ، ولعله الرقم القياسي الوحيد ، الذي أفلت من خزانة النادي الكاتلوني ، الذي خصص الموسم لاستعراض الأرقام القياسية ، بتحقيقه 50 نقطة في 19 مباراة ، وتسجيله أكبر عدد من الأهداف، وتلقيه أقل نسبة من الأهداف في المباريات نفسها . إضافة إلى تسجيل هدافه ايتو 18 هدفا ، وتسجيل ميسي رقما كأكثر لاعب وضع بصماته على الأهداف ، وتسجيل دانيال الفيش كأكثر مدافع مؤثر في الأعمال الهجومية ، وغيرها من الأهداف التي تساقطت كأوراق الخريف .

رقم لم يسجله برشلونة !

نعم لقد حطم برشلونة كل الأرقام القياسية ، ولكن رقما واحدا فلت منه ، وتركه لجيش الاحتلال ، الذي قتل أكبر عدد من الأطفال ، وهدم أكبر عدد من البيوت ،في جريمة كانت حاضرة بين ثنايا الليغا ، وأثارت جدلا بعد كشف الحاج عمر كانوتيه عن قميص كتب عليه اسم فلسطين بخمس لغات ، وكان الجزاء بغرامة بثلاثة آلاف يورو ، وقد تبرع رياضيون من عدة بلدان بالمشاركة رمزيا في المبلغ .

رسالة كرة القدم

والأهم أن مدرب برشلونة الشاب غوارديولا ، الذي عرف العرب عن قرب ، وتلمس جراح قضيتهم الأولى ، عندما كان لاعبا لأهلي قطر ... غوارديولا هذا اعترض على تغريم الحاج كانوتيه ، لأن اللاعبين بشر ، ولا يستطيعون التجرد من مشاعرهم الإنسانية ، ولذلك لا يجوز حرمان اللاعبين من حق التعبير عن أحاسيسهم ، ولأن نجوم الكرة يحملون رسالة إنسانية ، يستطيعون نشرها بين الشعوب ، تماما كما أنهم ينثرون اللوحات الفنية ، عبرت كرة القدم التي تتحدث كل اللغات ، ويجتمع حولها كل الشعوب ، بعيدا عن الأثينيات والأديان والأجناس .

فضح العدوان

ويجب أن يتوجه اهتمام الرياضيين ، من فلسطينيين وعرب وعجم إلى المجازر الرياضية ، التي ارتكبها جيش الاحتلال ، بحق المنشآت الرياضية الفلسطينية ، لأن السيد بلاتر ، والسيد جاك رو ، وكل قادة المؤسسات الرياضية في العالم ، وكل نجوم اللعبة ، وكل الجماهير ، لا يقبلون ما أقدمت عليه آلة العدوان من تدمير للبنية الرياضية التحتية ، للرياضة في قطاع غزة ، ويجب أن تنشر صور اللجنة الأولمبية والوزارة والأندية والملاعب ، التي دمرت ، وصور اللاعبين الذين استشهدوا أو جرحوا ، أو فقدوا ذويهم أو بيوتهم ... يجب أن ينشر كل هذا في المواقع والمحافل الرياضية ، حتى يتحدث كل الرياضيون بصرخات متناغمة ، تضع العدوان في الزاوية .

مقاطعة من أيد العدوان

وبما أن أكثر من تسعين في المئة من المجتمع الإسرائيلي كان يؤيد الحرب ، فالنتيجة أن الرياضيين الإسرائيليين كانوا في قلب العدوان ، والأمر يقتضي حملة دولية تفضح هذا المجتمع العدواني ، وتعمل على مقاطعة الرياضيين اليهود ، حتى يعرف القاصي والداني ، أن العدوان لا يجلب إلا الخيبة ، وان العيش بسلام لا يجب أن يكون مشوبا بالمجازر والمحارق ، التي تقتل المدنيين .

إنها مهمة أخرى يجب أن توضع على عاتق اتحاد الكرة ، وكل الاتحادات الأخرى ، ويجب أن يتجند في خندق فضح الرياضيين الاسرائليين - ممن أيدوا العدوان - كل رياضي فلسطيني في مختلف المواقع ، والمهمة يجب أن يشارك فيها كل الأشقاء والأصدقاء في هذه الدنيا .