وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التنفيذية: مستعدون للبدء بالحوار وإجراء المصالحة وحماس تعمق الانفصال

نشر بتاريخ: 21/01/2009 ( آخر تحديث: 22/01/2009 الساعة: 13:08 )
رام الله- معا- أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير انها تبدي أقصى الاستعداد لبدء الحوار وإجراء المصالحة الوطنية من خلال حكومة توافق وطني والتحضير للانتخابات الرئاسية والتشريعية وإعمار قطاع غزة فيما اتهمت حركة حماس باستغلال ما حدث في غزة لتمرير مصالحها والعمل على تعميق الانفصال لاسداء خدمة لما يطمح له الاحتلال.

واكدت القيادة على ضرورة مواصلة العمل لإكمال مراحل المبادرة المصرية بما فيها إتمام خطوات إنهاء الحصار وفتح المعابر ولجم العدوان الإسرائيلي ومنع تكراره ضد شعبنا، وذلك تمهيداً للبدء في المصالحة الوطنية الفلسطينية في أسرع وقت.

وتقدمت القيادة بالتحية إلى المقاومة الوطنية الفلسطينية في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي التي غزت قطاع غزة وارتكبت أبشع الجرائم ضد شعبنا الصامد والمرابط.

واضافت في ختام اجتماعها بحضور الرئيس "إن المقاومة الفلسطينية التي شكلت أنبل ظاهرة في التاريخ العربي المعاصر منذ عام 1965، سجلت مأثرة جديدة على تخوم قطاعنا الحبيب، عندما تصدت في معركة غير متكافئة للاجتياح المعادي، وظلت صامدة ورافعة الرأس طوال أكثر من ثلاثة أسابيع حتى لحظة إعلان القوات المعتدية عن وقف إطلاق النار."

ورات القيادة الفلسطينية أن الانتصار الحقيقي تجسد في التغلب على المجزرة ووقفها ووضع حد للعدوان المجرم، حيث تضافر الصمود الوطني مع الهبة الشعبية العربية والعالمية، مع عمل دؤوب وعاجل للقيادة الفلسطينية بالتعاون مع الأشقاء العرب للحصول على قرار جماعي رقم 1860 في مجلس الأمن الدولي، بالرغم من تحفظ الولايات المتحدة.

كما رات القيادة الفلسطينية أهمية تعزيز الالتفاف العربي والدولي حول هذه المبادرة، وخاصة بعد نتائج القمة العربية في الكويت، حيث أن الانقسام العربي والفلسطيني وتأجيج الخلافات، لن يخدم سوى أهداف المعتدي الإسرائيلي الرامية إلى إبقاء قطاع غزة محاصراً أو ساحة لتجدد الاعتداءات والغزو ضده.

وحذرت القيادة الفلسطينية من محاولات استغلال نتائج العدوان على قطاع غزة، والتعاطف الشامل مع شعبنا الصامد، من أجل تمرير خطوات انفصالية تنسجم تماماً مع أهداف المحتل الإسرائيلي التي سعى إليها من وراء عدوانه

واضافت أن قيادة حركة حماس مدفوعة بمصالحها الفئوية الخاصة، لا تهدف سوى إلى إقامة كيان انفصالي في قطاع غزة، مما يُدمر وحدة الوطن، والمشروع الوطني الفلسطيني، يجعل مستقبل القطاع رهناً بالإرادة الإسرائيلية عندما يتم عزله وفصله عن أرجاء الوطن في القدس والضفة الغربية.

وتابع البيان ": إن الترويج لشعار حكومة غزة كما طرح ذلك خالد مشعل في اجتماع الدوحة، ليس سوى مقدمة لتمزيق وحدة الوطن، وهذا هو بالضبط المخطط الإسرائيلي الذي أراده العدوان لتقطيع أوصال الوطن الواحد ودفع غزة بعيداً عن الضفة، ومحاولة إرغام مصر الشقيقة على تحمل مسؤولية غزة وحدها بعد فصلها عن الضفة وإن العديد من المؤشرات تُدلل على نية حركة حماس استخدام نتائج العدوان لتوجيه سهامها حالياً ضد وحدة الوطن، واعتبار السلطة الوطنية بمثابة العدو الرئيسي، مما سوف يُخرب عملياً جهود الأشقاء العرب لتحقيق الحوار والمصالحة الوطنية وفق الأسس التي قررها مجلس الجامعة العربية، وتُحذر القيادة الفلسطينية حركة حماس من السير في هذا المخطط التصفوي لوحدة الشعب والوطن والقضية، من خلال تحويل أنظار العالم بأسره نحو الصراع الداخلي الفلسطيني بديلاً عن الصراع مع الاحتلال والعدوان ومخططاته لعزل غزة وفرض الهيمنة عليها."

واكدت القيادة تؤكد حرصها على أمرين ، الأول هو الحفاظ على وحدة الشعب والوطن والمشروع الوطني القائم على إنهاء الاحتلال، وبناء دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كاملة في الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف، والثاني هو حماية قطاع غزة من الوقوع في فخ الانفصال وشهوة السلطة لإقامة إمارة معزولة، والسعي العاجل بدون أي تأخير أو معوقات للبدء في عملية إعادة إعمار قطاعنا الحبيب كأولوية أولى.

وقالت القيادة أن المبادرة المصرية هي القاعدة الصحيحة لانطلاق الحوار، بدون أن يعني ذلك الدخول في صراع المحاور العربية والإقليمية، وهو الصراع الذي يهدف إلى التضحية بالقضية الفلسطينية لخدمة أغراضها الذاتية.

ورحبت القيادة الفلسطينية بالموقف الذي عبر عنه الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما من خلال اتصاله مع الرئيس محمود عباس، وخاصة تأكيده على انطلاق العملية السياسية من جديد ودعمه لها للوصول إلى أهدافها في أسرع وقت.

واكدت القيادة الفلسطينية عدم استعدادها للدخول في مفاوضات سياسية جديدة إذا لم تتم على أُسس جديدة واضحة تبدأ أولاً بالوقف الشامل والتام للاستيطان في القدس وسائر أنحاء الضفة الغربية، وتؤدي إلى إنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة عام 1967 وفق اعتماد مبادرة السلام العربية التي تتضمن في عناصرها جميعها قرارات الشرعية الدولية.

وتأمل القيادة الفلسطينية أن تستوعب الإدارة الأمريكية الجديدة وأعضاء الرباعية الدولية هذا الموقف الجديد، الذي يحرص على عدم العودة إلى الدوامة الماضية وإلى إفقاد شعوبنا كلها أية ثقة في عملية السلام.

و قدم رئيس الوزراء عرضاً تفصيلياً لمجمل التطورات والمخاطر والتداعيات السياسية الكارثية التي تكمن في إحياء أطماع إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تكريس وربما ترسيخ الانفصال. وعبر عن الحرص على العمل على مواجهة هذه التحديات والمخاطر بمسؤولية وطنية عالية، من خلال المبادرة بالعمل على تشكيل حكومة توافق وطني، كمدخل للمصالحة الوطنية ومنع الكارثة على الشعب الفلسطيني بإعادة الوحدة.

ودعت القيادة الفلسطينية الحكومة إلى العمل الحثيث لإزالة أية عوائق أمام تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وضرورة مساهمة كل محافظات الضفة في حملة المساعدات بشكل أكثف من السابق. كما دعت إلى المسارعة للصلة مع جميع الجهات الدولية والعربية لتأمين الإسراع في عملية إعادة الإعمار من منطلق وحدة الوطن والشعب والمصالح والقضية.