وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد مجموعة الإتصالات يتفقّد جرحى غزة في المستشفيات المصرية

نشر بتاريخ: 25/01/2009 ( آخر تحديث: 25/01/2009 الساعة: 16:36 )
رام الله- معا- أجرى وفد من مجموعة الاتصالات الفلسطينية بزيارة تفقدية لجرحى ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذين يتلقون العلاج في المستشفيات المصرية.

وتأتي هذه الزيارة بمبادرة من صبيح المصري رئيس مجلس إدارة مجموعة الإتصالات الفلسطينية وبمشاركة د. عبد المالك الجابر الرئيس التنفيذي للمجموعة. وقدكان في استقبال الوفد في القاهرة د. نبيل شعث عضو المجلس التشريعي، وتهاني أبو دقة وزير الشباب والرياضة والثقافة، وبركات الفرا ممثل سفارة فلسطين في القاهرة و د. حسام الفرا مسؤول ملف الجرحى.

وزار الوفد مشفى فلسطين ومعهد ناصر، حيث تعرّف عن كثب على الحالة الصحية للجرحى وإحتياجاتهم، وحرص الوفد على التعرّف على متطلبات الجرحى أثناء تواجدهم في جمهورية مصر العربية للعلاج، وبادرت مجموعة الإتصالات الفلسطينية بتقديم مساعدات عاجلة إلى الجرحى تمثّلت في تقديم جهاز جوال وشريحة برصيد 250$ ، مقدّمة من شركة الإتصالات الفلسطينية الخلوية "جوال" إحدى شركات المجموعة، ليتسنى لهم التواصل مع ذويهم في قطاع غزة والإطمئنان عليهم، إلى جانب تقديم مساعدات مالية عاجلة لسد إحتياجاتهم الشخصية الآنية و هم خارج الوطن.

وقد أنيطت مهمة متابعة المساعدات المالية للجرحى على أرض مصر لمؤسسة فلستيا، المؤسسة التنموية لمجموعة الإتصالات والتي تعنى بكافة قضايا تنمية و رعاية الإنسان الفلسطيني.

وأكد المصري "أن ما رأيناه اليوم أثناء هذه الجولة جاء ليؤكد صعوبة و شدة ما تعرض له أهلنا في غزة وحدهم وبصدورهم العارية، وليثبت في ذات الوقت مدى صمودهم الاسطوري، نحن اذاً نقف تواضعاً و إكباراً لهذا الشعب الذي لا يزال يجسّد أسمى رموز الصمود والعزة، نحن بعزيمة هؤلاء نتعهد أننا سنبذل كل ما نستطيع لنبني أمل غزة من جديد، هذه مسؤوليتنا ومسؤولية كل مواطن ومؤسسة فلسطينية".

وأردف قائلاً "نحن لا نقوم بزيارة تفقدية شكلية أو لحظية؛ وإنما نقوم بواجبنا بما يتوفر لدينا من إمكانيات لنقدمه لجرحى غزة ضحايا هذا العدوان لإنه حان الوقت لتضميد الجراح و الشد على الأيادي، أما من أجل الغد فأننا بصدد التركيز و المساهمة بما نستطيع ضمن جهود إعادة البناء، أولاً إعادة بناء الامل لأطفال غزة وللمواطن في غزة. الانسان هو أهم ما نملك دعونا نلتفت الى أهل غزة أولاً، وقد جئنا اليوم لنتعرّف على إحتياجاتهم ولنقدم لهم المواساة والمؤازرة وكل ما يمكن أن يساهم في تخفيف آلامهم الجسدية والنفسية، ونخفف عنهم وطأة البعد عن الأهل والأحباء الذين بقوا خلفهم يواجهون تبعات الدمار والموت، وقد كان تركيزنا الأساسي أثناء الحرب كان الحفاظ على شبكة الإتصالات لكي يتمكن الأهل من التواصل أثناء القصف و الإطمئنان على سلامتهم و أمنهم، اليوم نتضامن مع الجرحى و غداً سنحاول التركيز على إعادة البناء".

وأضاف "إننا وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدتها شبكة الإتصالات الفلسطينية الأرضية والخلوية في غزة؛ وعلى الرغم من هول العدوان لن يثنينا عن التواصل مع أهلنا طالما استطعنا ذلك، ولن يمنعنا أي عائق من أن نعيد بناء وتمكين الشبكة حتى يبقى أهلنا في غزة على إتصال مع العالم، فمجموعة الاتصالات الفلسطينية كانت منذ البدء ولا زالت هي جسر تواصل الشعب الفلسطيني مع العالم، ومهما حاول الإحتلال فنحن سنبقى ونواصل هذه المسيرة وهذه الرسالة التي تعهدنا بها لبناء تكنولوجيا فلسطين".

وقال المصري مؤكداً "سنعود لنبني غزة يداً بيد، فما دمره الإحتلال نحن قادرون على بنائه وقادرون على إعادة معالم الحياة إلى كل ركن مدمر في غزة، وسيبقى الأمل فينا طالما تمسكنا بالحياة والتقدّم على أرضنا وحتى نبني مستقبلاً أفضل لأطفالنا الذين يواجهون الخوف والرعب بعيونهم المتسائلة عن السبب! لأجل أطفالنا ولأجل كافة الضحايا؛ علينا أن نسارع في توحيد جهود كافة المؤسسات الفلسطينية حتى نحثّ الخطى إلى بناء غزة وإنقاذ شعبنا، ومجموعة الإتصالات الفلسطينية مستعدة لتقديم أي دعم ومساعدة مطلوبة للمساهمة في إعادة الحياة إلى غزة، سندعم كل جهد و لدينا مبادرات ذاتية سنطلقها على وجه السرعة".

من جانبه عبّر د. عبد المالك الجابر الرئيس التنفيذي لمجموعة الإتصالات الفلسطينية خلال تفقده الجرحى عن عميق ألمه لما رآه من آثار العدوان الإسرائيلي على أجساد الضحايا، وقال "ما نراه لا يمكن وصفه بأي كلمة، ولربما لا نجد في قواميس لغات العالم أجمع وصفاً لهذه الهجمة الشرسة، ولقد جئنا اليوم لنواسي جرحى غزة ولنقفَ إلى جانبهم ولنؤكد لهم أن مجموعة الإتصالات الفلسطينية إدارة وموظفين وعاملين تشدّ على أيديهم ونحن نشعر بمعاناتهم، لا سيّما وأن المجموعة فقدت خمسة من موظفيها في قطاع غزة، الذين أستشهدوا جراء القصف الإسرائيلي مع بدء هذا العدوان وأثناء أدائهم لواجبهم وهم يحاولون إصلاح الأعطاب في شبكة الإتصالات التي تسبب بها هذا العدوان، إضافة الى العديد من الشهداء من أقرباء وعائلات موظفينا نحن لسنا بمنأى عن آلام أهل غزة، فأهلنا وموظفينا هناك هم جزءاً من هذه المأساة الانسانية".

وأضاف الجابر "إن أطفال غزة لهم بأمس الحاجة إلينا، إلى المؤسسات، وكل إنسان قادر على مواساتهم ورفع المعاناة والخوف عنهم، وعلينا أن نعيد البسمة المسلوبة إليهم، والأمل بغد أفضل، ومن حقهم العيش كأقرانهم في العالم، من حقهم أن يمتلكوا الحدائق والمتنزهات والملاعب والمدارس المجهزة بوسائل التعليم والمعرفة الحديثة والمكتبات، وأن ينعموا بحياة أجمل وبتكنولوجيا حديثة تبني لهم عالماً من الإبداع والتقدم، مهما أعتذر العالم عن التقصير، فهو حقاً مقصر، و مهما حاولنا إصلاح البنى التحتية لن نستطيع أن نداوي جرح الانسان الغزي، نحن ندرك عمق الجرح و سنعمل مع أهل غزة على تضميد الجراح، و التركيز على الأطفال لكي لا يحرم الطفل من الامان و سبل حياة أفضل في المستقبل هذه مسؤولياتنا لهم".

كما أكد "لقد أثبت المواطن الفلسطيني أنه قوي بصموده وعزته، لنقف جميعاً لحظة تواضع أمام تضحيات أهل غزة، نحن نتعهّد لأهلنا في غزة بالمساهمة في إعادة البناء، كما سنعيد تدعيم وتمكين شبكتنا المتضررة حتى تبقى الإتصالات الفلسطينية عنوان التواصل الفلسطيني رغم توالي النكبات، فواجبنا أن نصمد كما صمد شعبنا وأن نمنحه أحدث وسائل الإتصال التكنولوجية وبالأخص في مثل هذه الظروف العصيبة، ودورنا أن نصل المواطن الفلسطيني بالعالم، وأن نفتح أمامه آفاقاً لا حدود لها من التواصل والمعرفة. ستشهد الأيام القادمة مبادرة ستطلقها المجموعة لصالح هؤلاء الاطفال، سنحاول أن نقوم بواجبنا، نحن قادرون على إحداث التغيير وحريصون على الحفاظ على كرامة المواطن الغزي، هذه الكرامة تحتاج الى أعمال و ليس اقوال، تحتاج إلى براهين وعمل جدي دؤوب على الارض ضمن وحدة حالٍ ووعي وطني، تنموي وإنساني جاد. لدينا في مجموعة الإتصالات الوسائل والسبل والآليات للعمل مع أهلنا في غزة للنهوض مجدداً إما عبر مجموعة شركاتنا التجارية ومبادراتنا الاستثمارية أو عبر مؤسسة مجموعة الإتصالات للتنمية المجتمعية، مؤسسة فلستيا و التى تعنى بتنمية الانسان الفلسطيني، والتي يرافقنا وفد منها في هذه الجولة لنطلع على الاحتياجات طويلة الامد لهؤلاء الجرحى، بالإضافة الى ما نقدمه لهم بتواضع من معونات عاجلة إغاثية".

وكانت مجموعة الإتصالات الفلسطينية قد أكدّت في بيان سابق لها بأنّ أطقمها الفنية واصلت العمل تحت القصف الإسرائيلي في غزة فقد تمكّنت من إصلاح الأعطاب الحاصلة في الشبكة وإيجاد مسارات اتصال بديلة للحفاظ على إمكانية إبقاء المواطنين والمستشفيات والمؤسسات الدولية على إتصال ما بين محافظات القطاع من جهة، وتمكّنهم من التواصل مع أهلهم خارج القطاع وإطلاع العالم على حقيقة ما يجري على الأرض.

وحول مواصلة الأطقم الفنية لعملها داخل القطاع رغم القصف المتواصل قال د. الجابر "إن مجموعة الإتصالات الفلسطينية لتتشرف بمثل أولئك الجنود الذين يخاطرون بأرواحهم ويتركون عائلاتهم ليؤدوا واجبهم حتى يحافظوا على إبقاء كافة مدن القطاع على إتصال بالعالم الخارجي، وإن إدارة المجموعة وشركاتها وموظفيها وكافة أطقمها في الضفة الغربية نقف وقفة شرف وعزة واحتراماً لجنود الإتصالات الفلسطينية في غزة، وندعو لهم وذويهم لفقدانهم أحبائهم، لإنهم الأبطال الذين حافظوا على بقاء غزة على إتصال مع العالم".

هذا وكانت المجموعة أعلنت في وقت سابق عن إضافة أرصدة مجانية إلى شرائح الإتصال الخلوي "جوال" إلى كافة مشتركيها في قطاع غزة تماشياً مع ظرف العدوان الذي تواجهه غزة، وحتى يتمكّن أهالي القطاع من التواصل سواء مع المستشفيات وأطقم الإسعاف أو مع أهلهم وذويهم في الخارج و قامت شركة الإتصالات بعدم قطع خدمة الهاتف الثابت لمشتركيها و تحميل خدمات إضافية على الخط الثابت بناء على الاحتياجات الطارئة للمشتركين دعماً لأهل غزة.