وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أول رسالة ماجستير تناقش في غزة بعد الحرب

نشر بتاريخ: 26/01/2009 ( آخر تحديث: 26/01/2009 الساعة: 10:14 )
غزة - معا- حصل الطالب عائد ياغي على درجة الماجستير في الإدارة الصحية- صحة عامة من جامعة القدس- أبو ديس.

وناقش ياغي رسالته المقدمة بعنوان" دور المنظمات الأهلية الفلسطينية في قطاع غزة في تعزيز النظام الصحي الفلسطيني"، يوم السبت الماضي، بحضور د.رياض الزعنون وزير الصحة الأسبق ومدراء العديد من المنظمات الأهلية، والعشرات من العاملين في القطاع الصحي.

وضمت لجنة المناقشة كل من: د.بسام أبو حمد رئيس اللجنة المشرف على الدراسة، و د.يحيى عابد الممتحن الداخلي ود.مفيد المخلالاتي الممتحن الخارجي.

وجاء مناقشة الرسالة بعد أيام من انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أظهرت حاجة المجتمع الفلسطيني إلى العمل على تعزيز الواقع الصحي عبر التعاون والتنسيق بين جميع مقدمي الخدمات الصحية وذلك للاستجابة السريعة للأحداث التي يمر بها قطاع غزة.

وشملت الدراسة المنظمات الصحية الأهلية الفلسطينية العاملة في قطاع غزة والتي بلغ عددها 43 منظمة صحية أهلية وذلك في الفترة ما بين يناير وسبتمبر 2008.

وهدفت الدراسة الى دراسة دور المنظمات الصحية الأهلية الفلسطينية في تعزيز النظام الصحي الفلسطيني في قطاع غزة عبر تحديد الخصائص الرئيسة لهذه المنظمات، وأنواع الخدمات التي تقدمها، والوقوف على واقع التنسيق والتعاون بين هذه المنظمات من جهة، وبينها وبين وزارة الصحة الفلسطينية من جهة أخرى، وكذلك تقديم استنتاجات تساعد على تعزيز الدور التكاملي للمنظمات الصحية الأهلية.

وقد أظهرت نتائج الدراسة أن 62% من المنظمات الصحية الأهلية في قطاع غزة تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية عبر 49 مركز صحي، و16.7% منها تقدم خدمات الرعاية الصحية الثانوية من خلال 7 مستشفيات تبلغ عدد الأسرة فيها 287 سريراَ.

وبينت الدراسة عدم ترخيص 30% من المنظمات الصحية الأهلية من قبل وزارة الصحة والذي اعتبر مظهر من مظاهر الفلتان، وارجع ذلك إلى "إهمال" وزارة الصحة.

وأظهرت الدراسة بان عدد العاملين والعاملات في المنظمات الصحية الأهلية بلغ 2171 موظفا وموظفة، وان 26.5% من هؤلاء الموظفين يعملون بوظيفة جزئية، وقد أظهرت الدراسة أن هناك تراجعاً في روح العمل الطوعي داخل هذه المنظمات.

وأشارت نتائج الدراسة إلى تراجع عدد المنظمات الصحية الأهلية التي لديها اتفاقيات تعاون مع وزارة الصحة في الوقت الحالي حيث بلغت نسبة هذه المنظمات 9.5%، وأكدت الدراسة على أهمية وجود اتفاقيات تعاقدية مكتوبة بين وزارة الصحة وتلك المنظمات، وعلى ضرورة إشراك وزارة الصحة المنظمات الصحية الأهلية في عملية التخطيط.

وأوضحت الدراسة بأن 73.8% من المنظمات لها عضوية في إحدى الهيئات أو الاتحادات التنسيقية، وأكدت 93% من المنظمات المستطلعة على أهمية التنسيق فيما بينها، وعلى الرغم من ذلك فلقد أظهرت الدراسة ضعف التنسيق بين المنظمات الصحية الأهلية.

وقد أوصت الدراسة بضرورة تعزيز التنسيق بين مزودي الخدمات الصحية، وضرورة تطوير الخدمات المقدمة من المؤسسات الصحية المختلفة مع المحافظة على عدم تكرار وازدواجية تقديم الخدمات وكذلك تحديث الأنظمة الإدارية الداخلية لديها، والتركيز على التخطيط.

كما اوصت الدراسة بضرورة إيجاد إجراءات واضحة لترخيص وتنظيم ومتابعة مرافق وعمل المنظمات الصحية الأهلية، والعمل على مشاركة المنظمات الصحية الأهلية في وضع الخطط الصحية الوطنية، بحيث تضمن التكامل في تقديم الخدمات والابتعاد عن الازدواجية عبر تشجيع عقد اتفاقيات تعاقدية مكتوبة، والعمل على تشكيل إطار وطني للتعاون يشمل كافة مقدمي الخدمات الصحية.

ومن الجدير بالذكر أن المناقشة تمت في مبنى جامعة القدس- أبو ديس كلية الصحة العامة الواقع في تل الهوى والذي تعرض للتدمير نتيجة للقصف الإسرائيلي خلال الحرب، وجاء الإصرار على مناقشة الرسالة في هذا المبنى وفي هذا التوقيت للتأكيد للعالم بان الشعب الفلسطيني قادر على النهوض مرة أخرى لمواصلة حياته نحو مستقبل أفضل.