|
خلال زيارة سجن هشارون: اسرى فلسطينيون يدلون بشهادات عن تعرضهم للتعذيب خلال التحقيق
نشر بتاريخ: 15/12/2005 ( آخر تحديث: 15/12/2005 الساعة: 14:41 )
بيت لحم- معا- اشتكى الاسرى الفلسطينيون في سجن هشارون من تعرضهم لتحقيق قاس اثناء وجودهم في مراكز التحقيق والتوقيف الاسرائيلية, كما تحدث الاسرى عن اساليب التعذيب المتبعة في مراكز التحقيق وعن الاوضاع القاسية في الزنازين.
جاءت أقوال الاسرى لمحامية نادي الاسير الفلسطيني حنان الخطيب التي التقت عددا منهم من بينهم: باسل سليمان امين البزرة ( 29 عاما) من سكان نابلس، محكوم 15 سنة, والذي أكد أن قوات الاحتلال اعتقلته مع مواطنين آخرين من منزله واعتدت عليهم بالضرب المبرح بواسطة البنادق والبساطير والخوذ والعصي قبل نقلهم الى مركز تحقيق بيتح تكفا. وأضاف البزة:" عندما وصلت بيتح تكفا فتشوني عارياً كما ولدتني امي ومباشرة اخذوني للتحقيق, امضيت 23 يوماً متواصلة في غرف التحقيق بدون راحة خلالها كانوا يمنعوني من النوم، وفقط كانوا يأخذوني الى زنزانة قريبة من غرف التحقيق لمدة نصف ساعة وما ان اجلس واستريح واذا بهم يأخذوني مرة ثانية للتحقيق وهكذا دواليك, ابقوني 63 يوماً بالزنازين من ضمنها 23 يوماً تحقيق متواصل وبعدها جولات متقطعة". واستطرد البزة في شهادته قائلاً:" خلال التحقيق كان المحققون يقيدون يداً واحدة بواسطة سلسلة حديدية من الحائط، أي شبح من يد واحدة والارجل مقيدة وهذه القيود مربوطة بكرسي ثابت في الارض مما كان ينهك قواي", وأضاف "كان المحققون يمارسون الضغط النفسي معي عن طريق ابقائي مشبوحاً داخل الغرفة او يقومون باللعب على الكمبيوتر وخلال التحقيق كان هناك مكيف هواء بارد". وافاد البزة ان المحققين هددوه باعتقال زوجته ووالدته وهدم المنزل وان احد المحققين اخبره انهم اعتقلوا والده واخوته، بهدف الضغط عليه للادلاء باعترافات كما هددوه بالبقاء فترة طويلة داخل الزنازين. وخلال الفترة التي امضاها الاسير المذكور في الزنازين تم منعه من لقاء المحامي مدة 23 يوماً ومنعوه من الاستحمام. وعن ظروف الزنازين يقول الاسير:" الزنازين صعبة للغاية، رطوبة عالية، بدون شبابيك، لا يوجد تهوئة طبيعية، مكيف هواء بارد جداً، الفراش والبطانيات قذرة ومليئة بالغبار والشعر، الحيطان لونها اسود خشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها، والمرحاض عبارة عن فتحة في الارض لا يوجد حاجز بينه وبين مكان النوم, اما الاكل فهو سيء كماً ونوعاً والمعاملة قاسية جداً". وعن وضع سجن هشارون (تلموند) الذي يقبع به الاسير يقول:" الوضع هنا صعب جداً حيث انهم عينوا مديراً جديداً للسجن ويريد فرض سيطرته واثبات نفسه ولذلك معظم قضايانا الحياتية تتحرك بصعوبة وبشكل بطيء, والقسم الذي نقبع به قديم جداً، والغرف مليئة بالحشرات والصراصير ويوجد حالات مرضية كثيرة، واغلب المعتقلين يعانون من امراض جلدية, ويومياً يخرج الى العيادة 15 اسيراً والطبيب يتعامل معنا كحقل تجارب. ويضيف:" الرطوبة عالية بالغرف والاكل سيء ونعتاش على مخصصاتنا من الكنتينة, اما مساحة الفورة فهي عبارة عن 6×8 متر وبالكاد تتسع لـ 20 شخصاً اما الغرف فهي صغيرة المساحة 3×4 متر ويوجد في كل غرفة 10 اشخاص مما يسبب ازدحام ولا يوجد مكان للاكل والصلاة. أما الاسير ياسر حسن ابراهيم عرفات ( 30 عاما) من نابلس، محكوم 70 شهراً, يقول في شهادته:" نصب لي الجيش كميناً واعتقلوني، حققوا معي ميدانياً مدة 3 ساعات وبعدها تم نقلي الى معسكر قدوميم ومن ثم الى حوارة, امضيت 13 يوماً في حوارة في ظروف اعتقالية سيئة حيث كنا ننام متلاصقين والفراش وسخ للغاية والغرف لا يدخلها الهواء الطبيعي والحياة كانت صعبة وسيئة جداً ومن الصعب ان توصف بكلمات. وطالب الاسيران المذكوران بتشكيل لجنة تحقيق مؤلفة من اعضاء كنيست وحقوقيين لمتابعة موضوع الازدحام بالغرف لأن القانون يجيز لكل اسير ان يحصل على مترين من مساحة الغرفة، كما ناشدا المؤسسات الحقوقية التدخل لتحسين الظروف الحياتية داخل السجن والضغط على ادارة السجن من اجل توفير العلاج الطبي للاسرى المرضى والسماح للاسرى بحضن الاطفال وملامستهم اثناء الزيارة. واتهم الاسرى ادارة سجن هشارون بأخذ بعض الادوات الكهربائية من السجن بهدف اصلاحها ولم يتم ارجاع هذه الادوات لغاية اليوم مما ادى الى نقص حاد في هذه الادوات. كما طالبوا بمتابعة موضوع تقييد الاسرى من ارجلهم اثناء الزيارة مع الجهات القانونية، بحيث يتم انزال الاسرى لرؤية اهاليهم وهم مكبلي الارجل مما يسبب ازعاج للاسرى والاهالي على حد سواء. |