وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

استقالة عبد المالك الجابر من منصبه كرئيس تنفيذي لمجموعة الاتصالات

نشر بتاريخ: 28/01/2009 ( آخر تحديث: 28/01/2009 الساعة: 16:50 )
بيت لحم -معا- قدم د.عبد المالك الجابر استقالته من مجموعة الاتصالات الفلسطينية بصفته الرئيس التنفيذي للمجموعة وذلك خلال اجتماع مجلس الادارة الذي عقد في عمان امس.

واشار الجابر الى ان استقالته من الشركة هو امر طبيعي في ضوء اقرار مجلس الادارة للشراكة الاستراتيجية مع شركة زين، مضيفا انه من المألوف بل من الطبيعي جداً ان يقوم من يملك الاغلبية في الشركة بتسمية رئيس مجلس الادارة اضافة الى الرئيس التنفيذي.

واكد الجابر ان قراره يأتي بمبادرة ذاتية منه شخصياً ومن منطلق مهني بحت اذ انه يرغب في ان يمنح شركة زين الفرصة لاقرار شخص الرئيس التنفيذي الجديد للشركة على ضوء المتغير في ملكية مجموعة الاتصالات غداة الشراكة الاستراتيجية ما بين المجموعة وشركة زين، وتشمل اتفاقية الشراكة بالاضافة الى تملك الشركة الجديدة لمجموعة الاتصالات الفلسطينية انطلاق هذه الشراكة الجديدة ايضاً لاسواق اقليمية.

واستطرد الجابر مضيفاً ان مثل هذا الامر لا ينطبق على بقية المناصب العليا وخاصة في مراتب المدراء وكبار الموظفين اللذين سيبقون حتماً على رأس عملهم وسيحتفظون بالتالي بمواقعهم لمدة ثلاث سنوات قادمة على الاقل.

وطمأن الجابر في هذا السياق جميع العاملين في المجموعة على امنهم الوظيفي، مشدداً على ان الشراكة الجديدة معنية بالحفاظ على الامن الوظيفي لجميع العاملين في المجموعة تعزيزا للانتماء ودعماً للاقتصاد الوطني، مؤكداً على دعمه الكامل لهذه الشراكة، واصفاً اياها " بالقرار التاريخي".

وأكد الجابر ان قرار الاستقالة مرتبط باتمام الصفقة، وانه سيسير اعمال الشركة لحين انجازها، وفي حال عدم انجاز الصفقة لاي سبب من الاسباب فانه سيستمر في موقعه كرئيس تنفيذي للشركة.

واشار الجابر الى انه يفتخر بما تم انجازه في مجموعة الاتصالات الفلسطينية والتي اصبحت قلعة اقتصادية شامخة ، رغم كل الظروف والمعيقات الاستثنائية التي واجهت الشركة، مضيفا ان مجموعة الاتصالات الفلسطينية اصبح يشار لها بالبنان وتعتبر بذلك نموذج من نماذج النجاح على صعيد قطاع الاتصالات في المنطقة. وبجهود حثيثة تمكنت المجموعة ان تصبح الرافعة الرئيسية والمحرك الفعلي للاقتصاد الفلسطيني الوطني والتنمية الشاملة وغدت رافداً من الروافد الاقتصادية سواء من حيث مساهمتها في الناتج المحلي الاجمالي، او توفير فرص العمل لخيرة ابناء هذ الوطن، او على صعيد تصويب الاختلال في العلاقة مع الشركات الاسرائيلية والتي اصبحت علاقة الند للند، بعد ان تم التخلص من كل اشكال التبعية .

وتعتبر تجربة شركة الاتصالات في التمكن من نسج علاقة ندية مع شركات عملاقة اسرائيلية كانت تسعى للسيطرة على قطاع الاتصالات والذي يعتبر قطاعاً هاماً من قطاعات الاقتصاد الوطني، حالة من الحالات النادرة وذلك لان الجانب الفلسطيني تمكن عبرها من خلق استقلالية واضحة وعلاقة قائمة على نديه حقيقية.

كما شدد الجابر على اهمية ما انجزته الاتصالات في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات وانها هي التي ادخلت هذا المفهوم الشمولي على فلسطين ، وما قامت بتنفيذه المجموعة في سياق مسؤوليتها الاجتماعية من مشاريع قد لامس حياة مئات الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني في شتى القطاعات المجتمعية والتنموية، واشار الجابر يكفيني فخراً هذا الانجاز وحده في ظروف ندرت فيها الانجازات، مشيرا انه ومع كل اسف فان النجاح في فلسطين يأتي معه كثير من الاحيان محاولات للهدم ولتقزيم الانجاز ، بينما يبذل القليل من الجهد لمحاولة تعميم النجاح ونشره ، وذلك لكي تنتشر هذه النماذج الحية الى سائر القطاعات الاقتصادية والتنموية.

وقال:" لقد مررت على الصعيد الشخصي بمراحل وتحديات استثنائية، لكن تسلحي بايماني بدوري والامانه التي احملها واداركاً مني لاهمية ابقاء هذه الشعله مضاءة في هذا الزمن المظلم، مكنني من مواجهة كل التحديات والتمكن من الثبات والنجاح في مجابهة كل هذه التحديات بكل عزة وارادة".

وبين الجابر ان العديد من الفرص والمشاريع والعروض التي قدمت له خلال السنوات الماضية على الصعيد الشخصي قام اما برفضها او عدم الخوض فيها لان اكثر من 150% من الجهد والوقت كان مكرساًَ للاتصالات ومسيرة هذه الشركة المعطاءة .

واضاف انه آن الاوان اليوم وعلى ضوء المتغيرات اعادة النظر في بعض هذه الفرص والمشاريع المستقبلية، مؤكداً ان هذه العروض ستؤمن حتماً مستقبلا واعد في مجال الاعمال، مشدداً في الوقت ذاته ان هذه المشاريع ستكون بوصلتها دوماً الاسهام مرة اخرى في خلق نماذج ناجحة في فلسطين لابقاء الزخم لمسيرة الامل والبناء بنفس الوتيرة.

وشدد الجابر على ان علاقته بالاتصالات ليست مرتبطة فقط بكونه الرئيس التنفيذي للشركة لأن الشركة بالنسبة له هي العائلة والبيت والحضن الدافئ، وان علاقته مع كل ابناء هذه العائلة ستستمر وستتعمق وحيا الجابر مواقف وتفاني وعطاء هؤلاء الاخوة والاخوات من موظفي المجموعة اللذين هم اصحاب هذا النجاح الفعلي الذي تحقق في مجموعة الاتصالات وجنت ثماره فلسطين وشهد لها العالم فلولا الموظفين والمخاطر التي تحملوها، لما كان بالامكان الوصول الى ما وصلنا اليه، مضيفا هؤلاء عائلتي الكبيرة وسأبقى جزء منها ومنتمياً لها، مشيداً بدور نقابلة العاملين ممارستها الحكيمة والتي اصبحت تشكل نموذجاً استثنائياً من المهنية والانتماء والمبادرة دوماً لتغليب مصلحة الجميع مسطرة أعلى مستوى في العمل النقابي والمهني.

وعبر الجابر عن شكره لمجلس الادارة على الدعم والثقة التي منحه اياها عبر السنين، وعلى رأسهم صبيح المصري رئيس المجلس الذي لولا دعمه وثقته الغير محدودة ، لما كان بالامكان الوصول بالشركة الى هذه المرحلة المتميزة، وقال:" ان علاقتي مع السيد ابو خالد لم تكن يوماً علاقة موظف برئيسه، بل كانت دائما علاقة الاخ الاصغر بأخيه الاكبر، علاقة متينة وستبقى علاقة ملهمة ومفعمة ومخلصة دوماً.

واضاف ان فلسطين محظوظة لكون هذا الرجل العملاق من بين ابنائها، والسبب هو ان محبته لفلسطين غامرة لا تنضب، وما قدمه لهذا الوطن، لا ينقطع ولا ينجلي، مضيفا انه بسبب ما لا يعلم عنه كثيرا من الناس، فانني اقول وبكل فخر وثقة ان فلسطين بدون صبيح المصري هي صحراء قاحلة، آملا ان تستمر جميع الجهات ذات العلاقة بتقديم التسهيلات لتشجيع صبيح المصري على البذل والعطاء نحو المزيد من الاستثمارات في فلسطين.

وكذلك اعرب الجابر عن اعتزازه وسعادته بالاتفاق الاستراتيجي مع شركة زين، حيث اكد على ان هذه العلاقة الجديدة والتحالف يصب في مصلحة كل من المشترك الفلسطيني، المساهم في الشركة على وجه الخصوص، اضافة الى كافة موظفي الشركة والاقتصاد الفلسطيني بشكل عام وذلك لأن مشتركي مجموعة الاتصالات سيصبحون جزءاً من شبكة عملاقة تغطي عدد من القارات وموجودة في 22 دولة حيث يبلغ حجم مشتركي زين حوالي 60 مليون مشترك.

واضاف ان مشتركي جوال سيصبحون فوراً جزءاً من الشبكة الموحدة لشبكة زين لما لذلك من مزايا وتسهيلات استثنائية. كذلك، فإن المساهمين سيتمكنون من الحصول على افاق اكبر للنمو والقدرة على زيادة الايرادات بسبب الدخول الى اسواق اقليمية اخرى ضمن الصفقة مما يعطي المساهم في شركة الاتصالات مصادر دخل اضافية وعائد اكبر وضماناً للمستقبل.

اما على صعيد الاقتصاد الفلسطيني فان حصول مثل هذه الصفقة في هذا الوقت بالذات سيعطي دفعة قوية جداً للاقتصاد الوطني ويعيد الثقة للمستثمرين في السوق الفلسطيني. ويبين ان فلسطين ارض خصبة وجاذبة للاستثمارات، وان هناك مستثمرين عرب لديهم الرؤية الثاقبة والشجاعة الاكيدة للدخول الى السوق الفلسطيني حتى في هذه الظروف الاستثنائية وهذا يخلق حافز لدينا لكي نركز على جذب المزيد من الاستثمارات العربية في مجالات اخرى.

وشدد الجابر على انه يكتفي بان يسجل التاريخ ان اسمه ارتبط بأكبر صفقة من حيث الحجم والنوع والاسلوب في تاريخ الاقتصاد الفلسطيني المعاصر. ووجه التحية لشركة زين وبالاخص شخص رئيسها التنفيذي د. سعد البراك وذلك على قراراه الشجاع المضي قدماً نحو العمل في فلسطين وعلى حبه الكبير لفلسطين واهل فلسطين، مشدداً على انه سيقدم كل خبرته لدعم هذا التحالف الاستراتيجي مع شركة زين لكي تشهد هذه الشراكة المزيد من التطور والتقدم، معتبراً ان شركة زين هي عبارة عن قصة نجاح تستحق منا جميعا ان نقدم لها كل ما نستطيع لانتشارها وتعميمها والوقوف عندها.