وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

شبكة أمين تعقد ورشة عمل حول تحديات التغطية الإعلامية خلال الحرب

نشر بتاريخ: 28/01/2009 ( آخر تحديث: 28/01/2009 الساعة: 20:42 )
غزة -معا- طالب عشرات الإعلاميين الفلسطينيين، بضرورة توفير الحماية الكاملة لهم خلال تأديتهم لواجبهم المهني في نقل الأحداث داخل الأراضي الفلسطينية ، معتبرين أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة أثبتت أن الصحفي الفلسطيني لا تتوفر له أدنى وسائل الحماية التي تتوفر للصحفيين حول العالم .

جاءت هذه المطالبة خلال ورشة عمل نظمتها شبكة أمين الإعلامية في مدينة غزة بعنوان "تحديات التغطية الإعلامية خلال الحرب على غزة "، والتي اختتمت باحتفال تكريمي لـ 17 صحفيا هم مجموع شهداء ومصابي الصحافة الفلسطينية خلال الحرب على غزة ، ولـ 150 مصورا صحفيا من الذين قاموا بتغطيتها تقديرا للجهود الكبيرة التي قاموا بها في نقل حقيقة ما يحدث على الأرض على الرغم من الصعوبات التي واجهوها والمخاطر التي تعرضوا لها .

وفي الجلسة الأولى من ورشة العمل والتي دارت حول تجربة وسائل الإعلام الفلسطينية في العمل خلال الحرب وجه الصحفي محسن الأفرنجي مدير الجلسة التحية لكل الإعلاميين الذين قاموا بدور بطولي خلال الايام الاخيرة ، معتبرا أنها المرة الأولى التي تغطي فيها وسائل الإعلام الفلسطينية حربا حقيقية ، وهو ما منحها تجربة غنية جدا .

وفي المحور الأول للجلسة تحدث الصحفي نضال الغربي من وكالة رويتر للانباء عن جاهزية وسائل الإعلام الفلسطينية للعمل في اوقات النزاعات المسلحة ، معتبرا أن التجهيزات التي كانت موجودة لم تكن أبدا بمستوى ما حدث ، إلا أن الإعلامي الفلسطيني استطاع ان يكون ندا للإعلامي الغربي ، بل و يفوقه في المستوى .

وتناول الصحفي تامر المسحال من قناة الجزيرة تجربة نقل الحرب من الميدان، مؤكدا على صعوبة التعامل مع الكثير من الحالات التي كانت شهود عيان بسبب هول ما رأوه من مأساة، مشيرا إلى أن التغطية الاعلامية من المستشفيات كانت غاية في الصعوبة لما يمكن ان يشاهده الصحفي من مشاهد يعجز عن نشرها ، معتبرا ان المهنية هي الضمان الوحيد لسلامة الصحفي في اوقات الحروب .

من جانبه استعرض الصحفي صالح المصري مدير إذاعة صوت القدس تجربة الاعلام المحلي خلال الحرب و بخاصة الإذاعات المحلية، مؤكدا انه كان لها دور كبير في رفع معنويات الجماهير ، والتركيز على الصمود ، وإعطاء ارشادات تساعد الناس على التعامل مع مخاطر الحرب، مشيرا إلى الظروف الصعبة التي كان يعمل فيها الصحفي الإذاعي، متمنيا ان يأتي اليوم الذي تتوحد فيه الاذاعات الفلسطينية لتغطية مثل هذه الاحداث وفق استراتيجية موحدة .

الصحفية حنان المصري مراسلة قناة العربية تناولت تجربة الصحفيات الفلسطينيات خلال تغطية الحرب، مؤكدة انها تعاملت كأم تشعر بمصاب الناس الذين فقدوا أبنائهم، وروت تجربة شخصية مرت بها عندما فقدت الاتصال بأبنائها لمدة ثلاث ساعات، كانت تعمل خلالها دون أن تعرف مصيرهم ، معتبرة أن الصحفية لديها قدرة أكبر على إظهار البعد الإنساني للأحداث .

وفي الجلسة الثانية للورشة والتي كانت بعنوان آليات حماية الصحفيين الفلسطينيين في أوقات الحرب أكد الصحفي امجد الشوا مدير الجلسة على ضرورة بحث هذا الموضوع وتحويل الحديث عنه إلى إجراءات عملية تساعد الصحفيين على القيام بدورهم .

وفي محور عن الحماية القانونية للصحفيين في أوقات النزاعات المسلحة أكد الحقوقي عصام يونس مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان أنه لا توجد آليات واضحة لتطبيق اتفاقية جنيف التي تعتبر الصحفيين مدنيين يجب حمايتهم ، معتبرا أن ما قام به الاحتلال في غزة خلال الحرب الاخيرة هو افلات كامل من كل القواعد الدولية الحامية للإنسان وتشكل جرائم حرب لا شك فيها .

أما الصحفي عماد الافرنجي مدير مكتب فضائية القدس في غزة فقد طالب في محور له عن مسؤولية المؤسسات الصحفية عن العاملين فيها خلال الحرب، بتوفير عقود تنظم العلاقة بين الصحفي و المؤسسة التي يعمل بها للصحفيين الذين لا يتوفر لهم عقود ، إلى جانب توفير معدات الحماية ووسائل الاتصال ، منتقدا التفرقة الموجودة بين العاملين في المؤسسات الأجنبية والمحلية العاملة في الأراضي الفلسطينية .

من جانبه انتقد الصحفي شهدي الكاشف مراسل تلفزيون البي بي سي دور المؤسسات الدولية الحامية للصحفيين خلال الحرب الاخيرة حيث اكتفت بالبيانات ولم تقوم بأي شيء ضاغط على الارض، مؤكدا أن إسرائيل تعمدت عدم ادخال الصحفيين الاجانب حتى تدعي ان التغطية غير متوازنه، مواجها الشكر للصحفيين الذين رفضوا الانصياع لتهديدات الاحتلال باستهدافهم و بقوا حتى اللحظة الأخيرة مصممين على القيام بدورهم في نقل الحقيقة .