وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من سيربح المروان؟

نشر بتاريخ: 15/12/2005 ( آخر تحديث: 15/12/2005 الساعة: 20:25 )
كتب رئيس التحرير ناصر اللحام - أعلن د. حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية في فلسطين إغلاق باب الترشيح للانتخابات التشريعية المقبلة مشيراً الى أن 12 كتلة انتخابية تم تسجيلها رسمياً لدى اللجنة وأن أكثر من 400 مرشح سجّلوا أنفسهم عن مختلف الدوائر.

وهناك الكثير من الملاحظات اغفلتها الصحافة - التي ركزت على ازمة تشكيل قائمة فتح فقط - ومن بين هذه المفارقات ان ايا من كتل فتح لم تستخدم اسم الشهيد ياسر عرفات وان حركة حماس اعادت صياغة قوائمها ثلاث مرات، او ان مؤسس حزب فدا السيد ياسر عبد ربه ورد اسمه في قائمة اخرى غير حزبه، ومثل انفصام عرى كتلة اليسار الموحدة وهي مفارقات كانت تستحق التحليل والتفسير للقراء، الا ان مستوى النقد السياسي الفلسطيني لا يزال دون مستوى التدقيق والوقوف عند قضايا تذكّر الاحزاب بشعاراتها الكبيرة التي طالما طالبت الجماهير الالتزام بها وعند الامتحان لم تلتزم هي نفسها بها .

وما لفت الانتباه أن الأسير مروان البرغوثي يترأس قائمتين من القوائم المرشحة، وسيكون لزاماً على المرشح مروان أن يصّوب وضعه ويسحب ترشيحه من إحدى الكتلتين أو من كلاهما حتى الأول من كانون الثاني.

قائمة فتح الأولى " الوطن " شملت من اختارتهم اللجنة المركزية والرئاسة وتضم عضوي اللجنة المركزية احمد قريع وانتصار الوزير (أم جهاد) وعشرات من الشخصيات التي جرى تأليفها بصورة غير مفهومة، فجمعت مروان البرغوثي في الرقم الأول ووزير الخارجية ناصر القدوة في الرقم 66، وفي هذا الإطار قال القدوة أنه يعرف أن رقم 66 لن يفوز لكنه دخل في القائمة من باب الدعم السياسي، ففي حين تقاتل الجميع على رقم واحد سجّل ناصرالقدوة رفعة أخلاق وثقافة عالية بقبوله رقم 66 في القائمة.

القائمة الثانية التي يترأسها مروان ايضاً شملت محمد دحلان وزير الشؤون المدنية السابق وسفيان ابو زايدة وزير الأسرى السابق وجبريل الرجوب مستشار الرئيس للشؤون الأمنية وقادة مثل سمير مشهراوي وأحمد غنيم وقدوة فارس وأحد قادة كتائب الأقصى في نابلس ناصر جمعة، ورئيس نادي الأسير عيسى قراقع ومثلهم.

وإذا كان يؤخذ على القائمة الأولى عدم انسجامها السياسي وتكوينتها " الغريبة" التي جمعت بين الانتخابات التنظيمية والعشائرية والطائفية والاجتماعية، فانه يؤخذ على القائمة الثانية تكوينتها " العجيبة " التي جمعت نشطاء الكتائب برجال الأمن والمدافعين عن الاسرى باخرين لا يزالون في اول سلم القيادة ولم يصلوا الى مستوى الاحتراف القيادي .

وبنظرة فاحصة، وهادئة للقائمتين سنجد أن القائمة الثانية كانت رداً سريعاً غير منظم على القائمة الأولى البطيئة وغير المنسجمة.

ومن وجهة نظر" القاعدة الفتحاوية " فان كتلة فتح الثانية والتي أطلق عليها أصحابها إسم كتلة الاستقلال لا تختلف عن الكتلة الأولى سوى باختلاف المستفيدين منها.

أمّا من وجهة نظر المواطن العادي فان كتلة فتح وكتلة المستقبل وكتلة الحرية التي يترأسها وزير المالية سلام فياض بمشاركه د. حنان عشراوي وياسر عبد ربه لا تختلف عن بعضها من الناحية السياسية، فجميعهم من مؤيدي ومناصري اتفاقية أوسلو، ومشاركون في جميع خطوات م.ت.ف والسلطة بهذا الاتجاه.

ولكي يَعيش السياسيون مشاعر المواطن الحقيقية ، فالمواطن الآن أمام 12 كتلة منها " فتح مروان قريع " و " فتح مروان الدحلان والرجوب"وهما (ا لصديقان اللدودان) ومنها حرية سلام وعلى الدفة المقابلة لم يكن اليسار بأفضل حال من فتح فانقسمت الكتل الى "بديل" التي تشكل تحالف الجبهة الديمقراطية وفدا وحزب الشعب مع العلم أن مؤسس حزب فدا وهو ياسر عبد ربه ذهب لترشيح نفسه في كتلة رجال الأعمال- وكتلة الشهيد ابو علي مصطفى التي تمثل الجبهة الشعبية والحرية والاستقلال لجبهة النضال الشعبي واربع كتل تمثل فصائل فلسطينية معتدلة الحجوم.

أما على الجهة الأخرى فكانت قائمة التغيير والاصلاح لحماس والتي ستجد نفسها لاحقاً قد خسرت أصوات الكثير من المستقلين بسبب كثرة الكتل والمرشحين.

وفي حقيقة الأمر أن أوضاع الكتل لا تزال جيدة وتمتلك كل واحدة منها خبرة من القادة وصفوه من الخبرات، ما يبشر بدخول هؤلاء اللاحق الى البرلمان الجديد ما سيضمن التعددية والتنوع وذلك على حساب الحالة " الثنائية السياسية" التي شكلتها فتح وحماس في السنوات الماضية.

لجنة الانتخابات ستطلب في الأيام القادمة من بعض الكتل تغيير اسمائها بسبب تشابهها مع اسماء اخرى ولكن يبقى على فتح أن تغّير اكثر من إسم الكتلة، وعلى مروان أن يحسم أمره، وفيما تتسابق الكتلتان على من سيربح المروان، سيكون أمام القيادة وسائل المساعدة التالية:

الاتصال بمروان عن طريق هاتف مهرّب .
ايفاد محامي الى سجن هداريم لمقابلة مروان في زنزانته.
حذف قائمتين وتشكيل قائمة وواحدة .
إلغاء انتخابات المجلس التشريعي من أساسها والاعتذار للجمهور .