وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عراك بالأيدي ومشادات كلامية في "ليلة النواب الأخيرة" في عمّان

نشر بتاريخ: 05/02/2009 ( آخر تحديث: 05/02/2009 الساعة: 23:12 )
عمان-الغد الاردنية- على وقع مشادات كلامية كادت أن تتحول لعراك بالأيدي، وملاسنات حادة، وتبادل للاتهامات، بين نواب حزب جبهة العمل الإسلامي(6 نواب) من جهة، والنواب عبد الرؤوف الروابدة ومحمد زريقات، ونصر الحمايدة من جهة ثانية، أنهى مجلس النواب دورته العادية الثانية أمس.

وحولت المشادات الكلامية ساحة القبة إلى حلبة لتبادل الاتهامات والاتهامات المضادة، وأدت لتدافع نواب متعاركين بغية الوصول لبعضهم بعضا للعراك بالأيدي، ما دفع نواب آخرين للتدخل وإمساك المندفعين بزملائهم للحيلولة دون التشابك والتعارك بالأيدي.

ودفع الحدث رئيس المجلس عبدالهادي المجالي الى رفع الجلسة التي شهدت في بدايتها تحويل سؤالين للنائبين ناريمان الروسان، حول المستشار الإعلامي للضمان الاجتماعي، وآخر للنائب محمد القضاة حول المحاكم الشرعية إلى استجوابات، فيما بعث النائب سليمان السعد استجوابا خارج إطار الجلسة لوزير العمل باسم السالم حول اتحاد نقابات العمال.

المشادة الكلامية مهدت لها كلمة للنائب عبدالرؤوف الروابدة في بند "ما يستجد من أعمال" هاجم فيها بشراسة بيان اعتبره يدين الوطن ويؤلب ضده، صادر أول من أمس عن اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع، موقع من النائب حمزة منصور رئيس كتلة نواب جبهة العمل الإسلامي في مجلس النواب بصفته رئيس اللجنة التنفيذية.

وقال الروابدة في كلمته "عنوان الجمعية مهمة جليلة فحماية الوطن واجب على كل مواطن، ومجابهة التطبيع حق لكل مواطن يرفض التطبيع، ويدعو بالحكمة والموعظة الحسنة لوقفه غير أني فوجئت ببيان يدين الوطن الذي يدعو لحمايته بأخطر الاتهامات بأسلوب بعيد عن الحقيقة".

وتابع الروابدة: تقول جملة في البيان "إن المنهج الرسمي بالتعامل مع هذا العدو وهجمته قد ألحق أفدح الأضرار بهذا البلد وزاد من استخفافه واستهتاره به"، وهنا سأل الروابدة أهذه هي مكافأة الأردن الرسمي بسلطاته الدستورية على مواقفه المشرفة من العدوان؟ بينما تتم الإشادة علنا وفي هذا المجلس بمواقف من جمدوا العلاقات مع العدو وهم ليسوا على الحدود ولا يسألون لماذا أقاموا تلك العلاقات".

وقال "أهذا جزاء أرض الحشد والرباط، على مواقف الأردن المشرفة على الدوام من قضايا الأمة وفي مقدمتها قضيتنا المركزية في فلسطين".

وواصل "ثم تأتي جملة أقسى تقول، إننا في اللجنة التنفيذية نضم صوتنا لأصوات شعبنا على امتداد الوطن المطالبين بإلغاء اتفاقية وادي عربة التي فرطت بحقوقنا التاريخية في فلسطين وأعطت عدونا ما لا يستحق بل وزادت أطماعه فينا وتآمره علينا".

وعلق الروابدة على ذلك بالقول "إن رفض اتفاقية وادي عربة والمطالبة بإلغائها حق مشروع لكل أردني يعبر عنه ذلك بأسلوب ديمقراطي، غير أن ما يثير كل أردني يحب وطنه الذي يتفيأ ظله وينعم بأمنه أن يتهم الأردن بأنه فرط بالاتفاقية بحقوقنا التاريخية في فلسطين".

وقال "اعتاد الأردن الظلم والتجني من الآخرين أما إن الظلم من أبنائه زورا وطعنا في الظهر، فهو أمر لا يجوز الاكتفاء برفضه وإدانته".

وتابع "الأردن، أرض الحشد والرباط، رئة فلسطين، الشقيق التوأم، الذي عاش القضية كما لم يعشها عربي آخر، وضحى من أجلها ما يوازي إن لم يتجاوز أي طرف آخر، هذا الأردن يشطب ببساطة دورا ولا يكتفي بنكران دوره ولكن يدان ذلك".

وقال "أما ثالثة الأثافي فهي دعوة متآمرة كيدية تلبس معسول الكلام"، فلنقرأ المعاني الخبيثة في الجملة التالية: "إن شعبنا في هذا البلد، وقواته المسلحة لقادرون على صد هذا العدو ودحر مخططاته الإجرامية".

وعلق الروابدة بالقول "الشعب جاهز، والجيش الباسل جاهز، وينتظر الطرفان اشارة لصد العدو، فلماذا لا تصدر تلك الإشارة؟، لن أتوسع فالأمر يبلغ حد التآمر فالحديث هو عن شعب سف التراب من أجل فلسطين ودفع أغلى الأثمان من أجل فلسطين دون منة أو ادعاء فالإنسان لا يمن على نفسه ففلسطين منا ونحن منها".

وقال "الحديث عن جيش مصطفوي ضمخت دماؤه أسوار القدس واللطرون وباب الواد وجنين والكرامة، فما توانى عن واجب ولا نكص عن مواجهة حان أوانها والتزمت بها الأمة كلها. أليس في الأمر استثارة، فهل تحرك الجيوش بهذا الأسلوب؟ أما كفانا ما حدث ممن كانوا يحاربون بالأعلام فخاضت الأمة حروبا في غير أوانها وكان الثمن ما تعاني منه الأمة حالياً".

وسأل "هل يجوز لنا أن نستمر بالصمت ونحن نرى هذا الوطن يجلد صباح مساء دون ذنب جناه بل نتيجة دور مشرف أدّاه، ويتم تجيير كل فعل شرف قام به الأردن والأردنيون لكل أصحاب اليافطات التي ما دفعت أذى ولا جلبت خيراً. يافطات لا نشير بها إلى قوى وطنية إسلامية هي من نسيجنا الأردني الطيب, ولكنها اختراقات من أجندات غير أردنية".

وأضاف "هذا الوطن الأصيل في مواقفه من فلسطين منذ مطلع القرن العشرين، لا يحق لأحد كائناً من كان أن يسقط أدوراً ناقصة أو انهزامية أو مزاودة عليه, فدمنا كان دائماً لفلسطين وكان دم مليكنا ومليكتنا أشرف دم في شرايين فلسطين، هل الأردن مكسر عصا؟ من ظن ذلك مخطئ نسكته بالحق".

النائب حمزة منصور رد على ما جاء في كلمة الروابدة فقال: "إن لجنة مقاومة التطبيع تضم كل أحزاب المعارضة والنقابات المهنية وشخصيات سياسية وهيئات ومؤسسات مجتمع مدني، وهي حريصة على الوطن".

وقال "إن أسلوب الاتهام كنا نظن أننا خلفناه وراء ظهورنا، أما الاتهام بالتآمر والتراشق بالاتهامات فهذا مرفوض ولا يعبر عن حس وطني، إن الاتهام والتآمر مرفوض والحركة الإسلامية حريصة على الوطن، ونحن نعطي ولا نأخذ، ولا ننظر إلى الأردن على أنه بقرة حلوب، لذلك نفرق بين الأردن وبين سياسات خاطئة أدناها وسنبقى ندينها، وفي مقدمة ذلك معاهدة وادي عربة".

وقال منصور "نعم كان هناك تفريط في حقوق الأردن في معاهدة وادي عربة، وخاصة الباقورة، وأم الرشراش وفي مياهنا وحتى القدس التي أعطينا حق رعايتها وهي الآن آيلة للسقوط".

وأضاف "حتى الكلام الذي استشهد به (الزميل) متناقض، فنحن حينما أشرنا إلى الشعب الأردني والقوات المسلحة التي هي أهزوجة نفاخر بها ونعتز بدورها، فإنما نفاخر بتضحياتها في القدس واللطرون".

وتابع "لا يجوز لأحد أن يستغل مواقف معينة لإيصال رسالة معينة". واستطرد قائلا "احيلكم لشخصية محترمة وهي مدير المخابرات السابق الفريق محمد الذهبي الذي قال أن مكان الأردن هو في قمة الدوحة وليس قمة شرم الشيخ، وسلطة عباس فيها فساد وأميركا خذلت معسكر الاعتدال".

وأضاف منصور "أرجو أن لا يتصيد أحد في الماء العكر ونحن في الحركة الإسلامية ثمنا وباركنا مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني في نصرة أهل غزة وباركنا مبادرة جلالته بإرسال مستشفى ميداني إلى قطاع غزة، وتابع إننا ندين التطبيع مع إسرائيل ونريد للأردن أن يكون مع أمته ومبادئه التي تشكلت عليها الدولة الأردنية".

وما إن أنهى منصور رده حتى بدأ الروابدة يتحدث وقال بلهجة حادة لمنصور أن "اقعد"، ليرد عليه منصور "اللي مثلك يقعد". وأردف الروابدة "عندي حكي كثير أقوله". فرد عليه مرة أخرى منصور "أكثر منك عندي حكي بحكيه، وكل الشعب الأردني بعرف".

لغة الحوار بين الروابدة ومنصور كانت محصورة في تبادل الكلام دون أن يقف أي منهم من مقعده، بيد أن النائب محمد زريقات (التيار الوطني)، وقف من مقعده، منتصرا للروابدة، قائلا "الروابدة بشرفك"، فتدخل النائب محمد عقل (جبهة العمل الإسلامي) مدافعا عن منصور، بالقول "بشرف اللي زيك"، فرد زريقات بعبوة ماء باتجاهه، لم تصل إليه.

لم تقف أحداث "الليلة الأخيرة للنواب" عند هذا الحد، فتدخل عبدالحميد ذنيبات(العمل الإسلامي) لمناصرة منصور قائلا "عيب عليك هذا قد أبوك"، فتحول الشجار، فرد زريقات قائلا "أنت شو دخلك".

وما إن هدأت وتيرة المشاجرة، حتى نشبت أخرى بين النائب نصر الحمايدة (التيار الوطني) والنائب عبدالحميد ذنيبات، على خلفية المشاجرة بين زريقات وذنيبات، كادت أن تتحول إلى تشابك بالأيدي.

مصادر نيابية أبلغت صحافيين أن النواب خليل عطية وعبدالرحيم البقاعي ويوسف القرنة واحمد الصفدي وآخرين، قاموا بوساطة للمصالحة بين الحمايدة والذنيبات، ونجحوا في إنهاء الخلاف بينهما.