وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كرهنا الديمقراطية التي لا تجلب لنا سوى المتطرفين ودعاة الحروب

نشر بتاريخ: 10/02/2009 ( آخر تحديث: 13/02/2009 الساعة: 09:52 )
كتب رئيس التحرير - توجّه الاسرائيليون لملء صناديق الاقتراع بعد ان افرغوا صناديق الذخيرة في غزة ، وقد تابع الفلسطينيون هذه الانتخابات بينما لم يلعقوا جراحهم بعد ، ولم يشيدوا منازلهم التي هدمها المرشحون الاسرائيليون ، ولم يبرح الفلسطينيون رقعة التشاؤم تحت مظلة ( ان لا فرق بين باراك وليبرمان ولا فرق بين ليفني وبيبي ) .

وعلى مشارف الحكومة الاسرائيلية القادمة نشير الى النقاط التالية التي يصلح كلا منها عنوانا لموضوع منفصل:

* تتكرس وتتعزز فرضية العلاقة الجدلية بين صناديق الذخيرة والصناديق الانتخابية.

* يتنافس حزب الليكود بزعامة نتانياهو وحزب كاديما بزعامة ليفني وحزب اسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان دون ان ننسى انهم جميعهم جاءوا من حزب الليكود وانهم كانوا قيادات تاريخية في حزب الليكود نفسه.

* العبرة ليست في الانتخابات وانما في تشكيل الحكومة وبرنامجها السياسي ، فقبل شهرين وعند استقالة ايهود اولمرت جرى تكليف ليفني بتشكيل الحكومة وفشلت وكذلك رفض نتانياهو تشكيل الحكومة.

* ليفني رفضت شروط حركة شاس تشكيل الحكومة لان شاس طلبت موازنة خاصة للمعاهد الدينية اليهودية بقيمة 2 مليار شيكل، ومن السخرية القول ان الانتخابات ستكلف اسرائيل 3 مليارد شيكل .وبعدها سيضطر الفائز الى العودة الى شاس والى الحاخام عوفاديا يوسف لنيل رضاه من اجل تشكيل الحكومة !!

* ليفني لن تتمكن من تشكيل الحكومة القادمة من دون حزب العمل - ونتانياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة قادمة من دون حزب العمل ما يعني ان حزب العمل هو الفائز الحقيقي بهذه الانتخابات .

* من المفاجئات الكبرى ان هذه الانتخابات التي اساسها يقوم على التحريض ضد العرب - تعود الى العرب في حسم امرها ، وقبل ساعة من اغلاق صناديق الاقتراع اتهم قادة اليمين اليهودي والاحزاب الصهيونية الناخبين العرب بالتصويت لانجاح كاديما بدل الليكود .

* المفاجأة الحقيقة في هذه الانتخابات قد وقعت قبل اعلان النتيجة ، فقبل شهرين دعا نتانياهو الى انتخابات مبكرة لانه اعتقد ان حزب الليكود سيحصل على 40 مقعدا على الاقل ، ولكنه لن يحصل سوى على اكثر من نصف هذه العدد من المقاعد ، ومثله مثل ليفني - لو كان يعرف ان هذه هي النتيجة لما دعا لانتخابات مبكرة .

* العرب غاضبون لان اليمين اليهودي المتطرف فاز بهذه الانتخابات وكأن اليسار الصهيوني المعتدل كان سيقدم لهم نتائج مختلفة - ولو افترضنا ان اليسار يفوز بشكل كاسح فهل يشكل ذلك اي فرق بالنسبة لحماس ؟ ولو فاز اشد المتطرفين العتاة في اسرائيل فهل سيشكل ذلك اي فرق بالنسبة للقيادة الليبرالية في منظمة التحرير ؟

* تسفي ليفني جاءت من جهاز الموساد ، وكذلك سارة زوجة نتانياهو هي عميلة سابقة في جهاز الموساد ... وسواء فازت هذه او تلك فان الامر لن يخرج من نطاق نساء الموساد .

* ايهود باراك صديق شخصي لشقيق نتانياهو وكانا سويا في الكوماندوز حين قتل شقيق نتانياهو في عملية طائرة عنتيبي التي نفذتها الجبهة الشعبية ، وسواء فاز باراك او نتانياهو فالامر لم يخرج من نطاق الكوماندوز الاسرائيلي .

* حمى الانتخابات تنتشر ، فيعد انتخابات روسيا تابعنا الانتخابات الامريكية الطويلة ، والان نتابع انتخابات اسرائيل وبعدها انتخابات تركيا ولاحقا ايران والسلطة الفلسطينية حتى يمكننا ممازحة الدكتور صائب عريقات على عنوان كتابه الاخير الحياة مفاوضات وان نقول ( الحياة انتخابات ) .

* يبدو وللاسف انه كلما ازدادت الانتخابات قلّت الديمقراطية وازدادت الحروب في هذه المنطقة .... وبعد هذه الانتخابات الاسرائيلية اخشى ان تقول شعوب المنطقة بعد عدة اعوام : ارجوكم ايها الحكام لا نريد انتخابات، واحكمونا دكتاتوريا ولكن ليس عن طريق انتخابات .... فقد كرهنا الديمقراطية التي لا تنجح الا على دمائنا ولا تصير الا بعد هدم منازلنا.