وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قهر قهر قهر .حاجز حوارة.NABLUS

نشر بتاريخ: 12/02/2009 ( آخر تحديث: 12/02/2009 الساعة: 11:30 )
نابلس - معا - الساعة الثالثة من بعد ظهر امس، وعلى أكبر الحواجز العسكرية التي نصبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية..ساعات بعد اعلان الجيش الاسرائيلي مزيدا مما أسماها "تسهيلات" اضافية على حركة خروج المواطنين من حاجز حوارة جنوبي نابلس بعد أيام من افتتاح الحاجز بحلته الجديدة ... برج طويل من الاسمنت المسلح يستخدم لمراقبة المواطنين اضافة لعدد من الكاميرات الالكترونية التي زرعها الجيش الاسرائيلي معلقة في كل شبر من الحاجز وعلم كبير معلق ملون بالبنفسجي والابيض على ما يبدو هو علم للفرقة العسكرية الاسرائيلية المسؤوله عن الحاجز العسكري.

مئات المواطنين يصطفون في طوابير طويلة بانتظار السماح لهم بالعبور بعد تفتيش دقيق ومعقد، درجة الحرارة بعد يوم عاصف لا تتجاوز 13 درجة مئوية وصوت الرياح يسمع بقوة .. يمكنك بسهولة أن تشاهد كل شرائح المواطنين من الطلاب الى العمال الى الشبان العاديين وان تميز حتى المرضى والمهندسين والمعلمين وعدد من الصحفيين يصطفون والكل ينظر الى ساعته واخرون يمتشقون علبة سجائرهم... وعلى بعد أمتار يمكنك ان ترى بسهولة أول سيارة تقف بانتظار التفتيش العسكري ولكنك بصعوبة يمكن ان ترى اخر سيارة من كثر عدد السيارات التي تقف على مسرب السيارات وبجانب الحاجز تشاهد غرفة صغيرة بها عدد من الشبان صغار السن، قال احد شهود العيان أن الاحتلال يحتجزهم لساعات قبل ان يسمح لهم بالمرور.

عندما يأتي دورك للخروج سوف تسمع المجندة الاسرائيلية تصيح عليك عبر ميكرفون "تعال" يجب ان تقوم بالدوران في حلقة حديدية ثم تأتي مباشرة أمام بوابة الكترونية بجانبها طاولة يجب عليك ان تضع كل من تحمله حتى علبة السجائر وجهاز الموبايل، وحتى معادن النقد وحزام البنطال يجب .. عليك ان تتخيل كم يحتاج هذا من الوقت واذا كنت من اصحاب الحظ الجيد تمر من اول مرة قبل ان تصفر البوابة بعد مرورك، والا فعليك ان تخلع المزيد مما تلبس أمام المواطنين حتى يسمح لك بالمرور .. واذا مررت تصبح امام غرفة حديدية مصفحة جزئها الاعلى من الزجاج تتحدث للجندي او المجندة عبر ميكرفون وتضع هويتك وتخضع للفحص ايضا.

وعلى ذات الحاجز هناك مسرب خصصه الجيش الاسرائيلي "للمعاقين والحالات الانسانية" حتى لا يتم الانتظار عليه طويلا ولكن سوف تتفاجأ بأن هذا المسرب هو اطول المسارب طولا مقارنة بعدد الاشخاص الذين يسمح لهم بالمرور وبالامس فقط استمر الوقوف ساعة كاملة قبل ان يسمح لنا بالمرور من خلاله.

قهر .. سألت أبو احمد 45 عاما احد الرجال الذي كان يصطف امامي بانتظار دوره للعبور، قال :" قهر والله قهر".

قهر .. حتى امرأة تجاوزت الخمسين عاما بعد ان ذهب ضابط الارتباط المسؤول عن عبور النساء، حيث تتجمعن، صرخت وقال :" قهر قهر".

قهر .. وبعد أقل من نصف ساعة شاهد الجميع شاب كان ينتظر على الحاجز يطلب من مجموعة من الشباب من خلفه ان يفسحوا له الطريق ويصيح أريد العودة الى نابلس :"قهروني قهر".