وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

في الفالنتاين دي: غزة وزهورها مطحونتان بآثار الحرب

نشر بتاريخ: 14/02/2009 ( آخر تحديث: 14/02/2009 الساعة: 14:26 )
غزة- تقرير معا- ستذهب ام ابراهيم العر التي فقدت خمسة من عائلتها اليوم صباحا وكل يوم لترتل بعض آي القرآن على مكان تتوقع انه يحتضن رفات أحبابها الذين مزقهم صاروخ إسرائيلي في اليوم الأول للاجتياح البري لقطاع غزة.

كما ستلتقي السيدة العر بوالدة الشقيقات الخمس من آل بعلوشة واللواتي استشهدن في أول غارة استهدفت مسجدا بمخيم جباليا بلوك 2 فأسقطت المسجد ومئذنته على بيت تحصنت فيه الشقيقات الخمس والتحفن فيه خوف ذاك اليوم، وغادرن الحياة دون وداع.

لن تجد السيدتان عند لقائهما بعضا من الورود لنثرها على قبور أحبابهن كما أنهن لن يذقن يوما تتلون فيه غزة بالأحمر مثل يومين اختطف الموت والحرب على غزة اطفالهن وفلذات أكبادهن، وبالتأكيد فهن لن يعرفن مذاق يوم الحب الذي يصادف اليوم الرابع عشر من شباط حيث تزدان الشوارع في العالم أسره بالأحمر والورود والقلوب المحبة.

اليوم يكون قد مضى على وقف اطلاق النار- الهش- شهر إلا قليل وقد بلغ عدد الشهداء جراء الحرب على القطاع 1401 شهيداً وعدد الجرحى 5455 جريحا كما يفيد د. معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ وهناك آلاف العائلات فقدت احبابها واحدا أو أكثر، وأخرى فقدت المأوى وثالثة لم تجد بدا من الخيمة لتقي أطفالها شر البرد والحاجة، فيما يحتفل العالم بيوم للحب.

د. معاوية قال مازحا: "كل السعادة لكم ونحن متفاعلون بهذا اليوم بقوة وحيوية فكل اشاراتنا حمراء وسيارات الاسعاف كذلك".

في هذا اليوم لم تجد وزارة الصحة من ورود لتقوم بتوزيعها على المرضى في قطاع غزة فاستبدلت هدية الفالنتاين بعدد من سيارات الاسعاف تقدمها هدية لعدد من المؤسسات غير الحكومية العاملة بالمجال الإغاثي بلغ عددها قرابة الثلاثين وهي مقدمة من اتحاد الأطباء العرب، المملكة العربية السعودية، الشعب التركي وآخرين.

قبل يومين فقط قامت اسرائيل برفع الحظر عن تصدير زهور غزة الى الخارج وابقت على حظرها بمنع ادخال ما تحتاجه غزة من الوقود وغاز الطهي والشموع وكل مستلزمات الحياة، وفيما يستقبل العالم عيد الحب باللون الأحمر فإن غزة تسجل تقدما في هذا المجال فقد استقبلت عيد الحب قبل الجميع بلون أحمر دامي استمر ينزف لاثنين وعشرين يوما متواصلة.