وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزير الصحة: تقرير نيويورك تايمز غير دقيق بينما المتضررون يرون غير ذلك

نشر بتاريخ: 18/02/2009 ( آخر تحديث: 18/02/2009 الساعة: 19:20 )
بيت لحم- معا- تعقيباً على ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" على موقعها الألكتروني حول سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية تجاه تغطية نفقات العلاج للمواطنين الفلسطينيين في المستشفيات الإسرائيلية، قال وزير الصحة الفلسطيني الدكتور فتحي أبو مغلي في اتصال بوكالة "معا" إن تقرير الصحيفة الأمريكية "مضلل وغير دقيق".

جاء رد الوزارة على التقرير في الوقت الذي تم إبلاغ عائلات 57 طفلا يتلقون العلاج في مستشفى هداسا في القدس بأن يبحثوا عن مكان آخر لعلاج أبنائهم.

ففي العاشر من شهر شباط الجاري نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً بعنوان "الفلسطينيون توقفوا عن الدفع للمستشفيات الإسرائيلية مقابل علاج المرضى من قطاع غزة ومن الضفة الغربية".

وفي التقرير أورد الصحفي إيتان بونر أن قرار وزارة الصحة الفلسطينية حول وقف الدفع للمستشفيات الإسرائيلية "جزء منه بسبب الغضب من الحرب الإسرائيلية على غزة".

يقول الوزير حسب نيويورك تايمز: "السلطة الفلسطينية لا تدفع للمستشفيات الإسرائيلية مباشرة وإنما يتم خصم تكاليف العلاج من عوائد الضرائب التي تعيدها إسرائيل للفلسطينيين".

وقد علمت الصحيفة من مصادر في مستشفى هداسا أنه لم يتلق استحقاقته من الحكومة الإسرائيلية في الأسبوع الأخير مقابل تقديم العلاج للمرضى الفلسطينيين.

وفي معرض تعقيبه على تقرير "نيويورك تايمز" قال أبو مغلي إن الموضع في غاية الحساسية ويجب الانتباه إلى أدق التفاصيل معرباً عن أسفه بأن "صحيفة شهيرة مثل نيويورك تايمز أخفقت في نقل الحقيقة حول ما يجري".

وأكد أبو مغلي أن "السلطة الفلسطينية لم تتبن سياسة تقضي بوقف التحويلات إلى المستشفيات الإسرائيلية نهائيا".

لا تحويل لجرحى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
______________________________________
يبدو أن اللبس الذي وقعت فيه "نيويورك تايمز" نابع من موقف السلطة الفلسطينية الرافض لتحويل الجرحى الذين أصيبوا خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية. يقول الوزير أبو مغلي للصحيفة الأمريكية: "سيكون من التناقض أن نرسل الجرحى لتلقي العلاج على يد من اعتدوا عليهم".

غير أنه في الحقيقة وردت عدة تقارير إخبارية في الصحافة الإسرائيلية تشير إلى أن مصابين غزيين نقلوا لتلقي العلاج داخل إسرائيل. فقد نشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" بتاريخ 31 كانون الأول من العام الماضي أن طواقم نجمة داود الحمراء نقلت طفلا فلسطينيا في السادسة من عمره عبر معبر إيريز للعلاج في مركز شنايدر الطبي في بيتاح تكفا. وكانت الصواريخ الإسرائيلية يومها قد قتلت 33 فلسطينيا وجرحت 280.

وأشار أبو مغلي إلى أنه لم يكن ثمة داع لإرسال الغزيين للعلاج في إسرائيل لأن العديد من الدول "أبدت استعدادها لعلاج الأطفال الفلسطينيين في لفتة كريمة."

إلاّ أن الوزارة أصدرت تقريرا في أواخر كانون الثاني يقول "إنه لم يكن ثمة سبب لتحويل المزيد من الأطفال إلى العلاج في الخارج." ويستند التقرير إلى أنه بعد تقييم المستشفيات في غزة تبين أنها تستطيع أن تتعامل مع أعداد المرضى الموجودين. وتوقفت السلطة وقتها عن إصدار التصاريح لمن يتلقون دعوات للعلاج خارج البلاد.

وفي هذا السياق أوضح أبو مغلي أن المرضى لا يزال بوسعهم تلقي العلاج في الخارج إذا حصلوا على تحويلة من الطبيب الذي يعالجهم. كما أشار أن هناك خطر من أن يستخدم الغزيون "كأدوات للعلاقات العامة" في أيدي الدول التي تحاول أن تبين أنها تقدم المساعدات للفلسطينيين مؤكدا أن من الأفضل للمرضى وخصوصا من الأطفال أن يبقوا قريبين من عائلاتهم.

غير أن أهالي المرضى يبدو أنهم يفضلون علاج أبنائهم في الخارج على عكس ما يقوله الوزير. فقد رصدت وكالات الأنباء الألمانية عددا من الحالات عن عائلات كانت ترغب بعلاج أبنائها في الخارج إلاّ أنها منعت من ذلك.

المرضى هم ضحية الخلافات
_____________________
في الوقت الذي يشير الوزير "أبو مغلي" إلى أن المرضى يتم تحويلهم أولا بأول، فقد تم إبلاغ 57 من عائلات أطفال يتلقون العلاج من مرض السرطان في مستشفى هداسا في القدس بأنه لن يكون هناك مزيد من التحويلات، وأن عليهم أن يجدوا مكانا آخر لعلاج أبنائهم.

فبينما تبدي السلطة الفلسطينية استعدادا لتغطية نفقات العلاج في المستشفيات الأخرى، إلاّ أن التشتت الذي يرافق نقل المرضى بعد أن قطعوا شوطا في العلاج يتسبب بمشاكل لبعض الحالات الخاصة.

مشهور صبارنة دأب على اصطحاب ابنه عمر ( 6 سنوات) إلى مستشفى هداسا للعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة منذ كان عمره شهرين حيث يعاني من سرطان الدم.

وكان عمر على قائمة الانتظار لإجراء عملية زراعة نخاع قبل أن يبلغ العام. وقبل بضع شهور توفرت لدى المستشفى عينة صفائح دم مطابقة وتحدد موعد العملية في شباط 2009.

وفي مطلع الشهر تم إبلاغ مشهور من قبل مدير التحويلات في وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية أنه ابتداءً من الأول من شباط سيتوقف تحويل ابنه لمستشفى هداسا للعلاج.

ومع أن السلطة الفلسطينية ستغطي نفقات العلاج في مصر، إلاّ أنها لم ترد على طلب العائلة بأن تدفع السلطة ثمن العينة لمستشفى هداسا وهذا يعني أن ينتظر الطفل في مصر أو في الأردن إلى حين العثور على عينة مطابقة جديدة، وهو ما قد يستغرق سنوات.

يقول الأب: "سيضطر عمر أن يبدأ العلاج من الصفر إذا ما نقل إلى مستشفى آخر".

ويقول مشهور إنه ناشد وزارة الصحة، ورئيس الوزراء د. سلام فياض والرئيس محمود عباس لكنه لم يتلق أي رد رغم الوعود المتكررة. وحتى الأطباء في هداسا ناشدوا السلطة الفلسطينية نيابة عن 57 حالة التي أبلغوا أنه سيتم نقلهم.

أما مراد المشني ( 17 عاما) من الدوحة قرب بيت لحم فقد بدأ بتلقي العلاج من سرطان الدم في مستشفى هداسا منذ 19 حزيران 2008. يقول والده خليل المشني: "لا أستطيع إرسال ابني للعلاج في هداسا وهو على هذه الحالة، فماذا بشأن المتابعة الطبية؟ وماذا بشأن الحالات التي اضطررت إلى نقله إلى المستشفى منتصف الليل؟ كيف يمكنني أن أذهب إلى الأردن منتصف الليل؟".

ويضيف: "أن توقف السلطة التحويلات لحالات جديدة هذا شيء، أما أن توقف حالات يجري علاجها، فهذا شيء آخر".