وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

رسالة الى وزير الصحة حول واقع وظروف مستشفى اريحا الحكومي

نشر بتاريخ: 21/02/2009 ( آخر تحديث: 22/02/2009 الساعة: 15:16 )
بيت لحم- معا - اطلع مراسلنا في طولكرم سامي الساعي على نواقص حادة في مستشفى اريحا الحكومي خلال زيارته لشقيقته في قسم الولادة في المستشفى ما دفعه لتسجيل ملاحظاته وتوجيهها عبر معا الى السيد وزير الصحة لما عرف عنه من حرص وتفان ورفض لاية ظواهر سلبية وقيامه شخصيا بزيارات الى بعض المستشفيات للاطلاع والاستماع من المرضى عن ملاحظاتهم .

وفيما يلي النص لكامل للرسالة:

الى معالي وزير الصحة الفلسطيني، ولأني أعلم من خلال عملي على نتائج قيادتك للوزارة، وأعلم يا معالي الوزير أنك تعمل ليل نهار من أجل الرقي بالوضع الصحي في فلسطين، ومن أجل كافة خطواتك الساعية للرقي بالوضع الصحي في فلسطين، اود ان اضعك في صورة ما شاهدت خلال زيارتي لشقيقتي في مستشفى أريحا الحكومي.

معالي الوزير، يعيش في محافظة أريحا ما يقارب (45) الف نسمة، جميعهم يستفيدون من الخدمات الطبية التي يقدمها لهم المستشفى الحكومي بالمدينة، إلا انه وبشهادات كثير من المرضى والمراجعين وحتى الأطباء والممرضين، يعاني الكثير، وينقصه الأكثر.

دخلت يا معالي الوزير مساء يوم الأربعاء 18-2-2009 الى قسم النساء لزيارة شقيقتي التي أجريت لها عملية ولادة، لم يكن هنالك الكثير من المرضى، ولا حتى الزوار، وبدت المستشفى شبه خالية، لكن في المقابل، إستمعت الى شهادات مرعبة، ومخيفة، بل ومنها ما يحط من قيمة الإنساء وبشكل خاص المرأة.

التقيت بأحد الأطباء وآخر من قسم التمريض، الذين حدثوني الكثير عن المستشفى، وعقب ان تعرفت عليهم، ناشدوني وبقوة ان اكتب عن المستشفى وما تعانية، حتى يصل ذلك الى المسؤولين وبشكل خاص اليك معالي الوزير، كما انني قمت بجولة في بعض الأقسام، لكنها كانت أشبة بالجولة السرية خوفاً من ان يلاحظنا أحد من المسؤولين في المستشفى، ويتخذ أي إجراء ضد الطبيب والممرض.

معالي وزير الصحة الفلسطيني، وعقب الإنتهاء من (الجولة) في داخل المستشفى، اود ان اطلعك على بعض الأمور.

دخلت غرفة الــ(ICU) العناية المكثفة، وهي عبارة عن غرفة صغيرة جداً، حيث يوجد بداخلها فقط إثنين من الأسرة، لأنها أصلاً لا تتسع لأكثر، والأخطر من ذلك، ان الأجهزة التي من المفروض ان تكون أمام الممرضين المسؤولين عن القسم، هي داخل الغرفة، والممرضين في الخارج، ولا يمكنهم مراقبة المرضى في الداخل نهائياً سوى الدخول بين الحين والآخر.

قسم العناية المكثفة يمتلك جهازا للتنفس، ولكن هذا الجهاز بحسب كلام الطبيب والممرض لا يعمل بشكل جيد، بل إنه يتوقف عن العمل في بعض الأحيان، مما يؤثر بشكل سلبي على المرضي في داخل القسم.

المستشفى يا معالي الوزير يمتلك جهاز تصوير (ULS) التراساوند، إلا انه يفتقد الفني الذي من المفترض ان يعمل عليه، (يعني يا معالي الوزير وجود الجهاز وعدم وجوده واحد)، وفي المقابل المستشفى لا يمتلك جهاز تصوير (CT SCAN) وهو للصورة الطبقية، واي حالة من ذاك القبيل يتم تحويلها الى مستشفيات خارج المحافظة.

تجولت بداخل قسم الطوارئ، ووصلت أيضاً على المطبخ في داخل المستشفى، وشاهدت مسببات المرض، وانتقال العدوى، من خلال مياه الصرف الصحي التي تتسرب من سقف القسم والمطبخ كذلك، حيث ان أسقف المستشفى هي من نوع (فور سيلنج) ومن فوقها (مواسير) الصرف الصحي، وبخلل ما أصبحت المياه تتسرب ويمكنك ان تشاهدها بوضوح على الأرض وبين الممرات.

خلال وجودي في الغرفة التي توجد شقيقتي بداخلها، طلبت أن نحضر لها (وسادة) توجهت إحدى قريباتي لإحضارها، إلا انها رجعت بدونها، لماذا، لا يوجد في المستشفى، توجهت بنفسي الى الممرضات لأسألهن، فردت علي إحداهن..(روح شوف بقسم الرجال)، فذهبت ودخلت كل الغرف ولم أجد أي سادة.

طلبنا غطاء آخر لشعور شقيقتي بالبرد، خاصة وأنها خرجت من عملية ولادة، فسألنا عن غطاء ولم نجد، عندها تدخلت وتوجهت الى أحد الممرضين، وطلبت منه غطاء، وشرحت له ان هذا لا يجوز، ولا يعقل ان تكون مستشفى لا يوجد فيها أغطية كافية، عندها ذهب الى غرفة مجاورة وأحضر غطاء وزارة الصحة الخفيف، وقال لي (سلك حالك فيه..ما عندي غيروو).

شهادات خطيرة:

* يا معالي الوزير، اتمنى ان تصلك هذه الشهادة من شقيقتي التي خرجت من عملية الولادة، والتي قالت لي: " وانا جوا في غرفة الولادة بستنى يدخلوني لغرفة العمليات، كان بجنبي إمرأة بتتوجع ما بعرف من وين هي، وهي بتستنا كمان لحتى تولد، أجا إثنين من الدكاتره، واحد بيقول للتاني (هاي المرا عندها توسع 3 قراط) فجاوبه الثاني (إنسا موضوعها...هاي مرا بدوية..ما تشد على الموضوع كتير)، وهنا السؤال يا معالي الوزير ( المرأة البدوية ليست إنسانة..؟؟ ولماذا هذا الإهمال الخطير والتلفظ الأخطر بحقها..؟؟.

* دخلت شقيقتي لغرفة الولادة، وأعطيت (إبرة البنج) ونامت، تقول: " إستيقظت وإذا بالطبيب يسحب الجنين من بطني، وشعرت بوجع كبير جداً، لكنني لم أستطع التحدث، ونمت مرة أخرى، لأستيقظ في غرفة ثانية ".

* حدثتني إحدى قريباتي خلال حضورها لزيارة شقيقتي، وبالمناسبة هي من سكان مدينة أريحا، تقول: " قبل أشهر أحضرت إبني عقب أيام من ولادته الى قسم الحضانة، لوجود (صفار) على وجهه، وتم عمل اللازم، ووضع الجهاز الخاص عليه، وكان بجانب طفلي وبذات الغرفة طفل آخر يعاني من ذات الموضوع، لكنه موجود في الحضانه منذ ثلاثة أسابيع ولم يعاف ، جاء شقيقي لزيارة طفلي، ولأنه كثير أسألة، ويحب أن يعرف كل شئ، تبّين ان الجهاز الموصول مع الطفل الآخر لا يعمل منذ أن حضر الى المستشفى أي قبل ثلاثة أسابيع، لأن الطبيب المختص لم يقم بوصله بالشكل المطلوب، وعاد وأوصله مرة أخرى بعد ان كشف الأمر.

ختاماً يا معالي وزير الصحة، المستشفى لا يملك مصعد كهربائي، وهو عبارة عن طابقين رئيسيين، الأول وفيه الطوارئ والمطبخ والصيدلة، والثاني غرفة العمليات وقسم الرجال والنساء والأطفال، واي مريض يريد ان يصعد الى القسم الثاني يتوجب عليه ان يمشي مسافة (25) متر في الطابق الأرضي، وبعدها مسافة (18) متر عبر (شاحط) للطابق الثاني، وهنا (كيف سيكون وضع مرضى القلب والجهاز التنفسي والسكري والغير قادرين على المشي..؟؟، كما ان المستشفى لا يوجد فيه تدفأة مركزية ولا حتى أجهزة تبريد في الصيف، وانت تعلم ما هو الصيف في أريحا.

وأسأل الله أن يعينك على أن تكمل مشوارك وأن يهبك المزيد من الصبر والحكمة، وتكون دوماً عوناً لأبناء شعبك.

سامي الساعي- صحفي- مراسل وكالة معا في طولكرم.

رد وزير الصحة:
__________
وتلقي الزميل سامي الساعي صباح اليوم الأحد إتصالاً هاتفياً من الدكتور عمر النصر مدير عام العلاقات العامة في وزارة الصحة الفلسطينية، مؤكداً أن الدكتور فتحي أبو مغلي وزير الصحة أعطى تعليماته بالنظر في كل ما جاء في الرسالة.

واوضح الدكتور النصر أن الوزارة مع اي كتابات بناءة، مشدداً في الوقت ذاته ان الوزارة لا تمتعض من اي رسالة أو تقرير يقوم به أي اعلامي فلسطيني، وهي تعمل على راحة المواطن، وتحترم العمل الإعلامي.