|
رســالة المـيـلاد 2005 البطريرك..بقلم : ميشيل صباح بطريرك القدس للاتين
نشر بتاريخ: 21/12/2005 ( آخر تحديث: 21/12/2005 الساعة: 16:29 )
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء
كل عام وأنتم بخير. 1. رسالتنا إليكم في هذا العام هي رسالة الملاك إلى الرعاة يوم ولد يسوع المسيح: ""لا تَخَافُوا، هَا إنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرَحٍ عَظِيمٍ: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ َهُوَ المَسِيحُ الرَّبُّ" (لوقا 2: 10- 11). لا تخافوا بالرغم من الظروف التي نعيشها والتي توحي بالخوف وعدم الاطمئنان. يسوع نفسه قال لنا أيضا: "لا تخافوا، ولا تضطرب قلوبكم ولا تفزع." (يوحنا 14: 27). بالإيمان وبالنور والحكمة التي يمنحهما الإيمان يمكننا أن نصنع طمأنينتنا، وأن نسهم في الطمأنينة الشاملة التي يحتاج إليها مجتمعنا. والرسالة الثانية في عيد الميلاد: هي فرح العيد: "أبشركم بفرح عظيم، ولد لكم اليوم مخلص". املأوا قلوبكم بالفرح، بالفرح الصادر عن نعمة الله والذي نحن بحاجة إليه، لأننا نعيش ظروفا صعبة. نقول ذلك لأبنائنا وللجميع في هذه الأرض المقدسة، لمن في قلبه خوف، ولمن في بيته أسرى أو معذبون في السجون، ولمن واجهوا الموت، ولمن يميلون إلى الكراهية. نقول للجميع: نقّوا قلوبكم واجعلوا فيها مجالا للفرح الذي يجدد الحياة. رسالتنا إلى جميع أبنائنا وإلى جميع إخوتنا في هذه الأرض المقدسة، لكل إنسان الفلسطيني والإسرائيلي: إن الله خلقكم لا لتخافوا أو لتقتلوا بعضكم بعضا، بل لتحبوا بعضكم بعضا ولتبنوا معا وتتعاونوا. 2.ولقادتنا السياسيين الذين يقررون بسياستهم الموت أو الحياة للكثيرين في هذه الأرض المقدسة، نقول: كونوا صناعا للحياة لا للموت. تعلّموا أن الدمار والموت والقتال لم يأت إلا بالدمار والموت واستمرار القتال. آن الأوان لتبديل الطرق ولحزم الأمور وللتوصل أخيرا إلى العدل والسلام. ومع هذا فإننا نقول إن المماطلة في الحل وإبقاء المظالم بمختلف مظاهرها، السور والحواجز والأسرى والاغتيالات والاحتلال عامة، كل هذا وقود للعنف فقط ولن يأتي بالحل أو بالأمن المنشود. مع زوال المظالم تزال الأسباب الداعية إلى العنف ويتحقق الأمن المنشود. ولهذا نرجو أن نبدأ فترة جديدة يتوقف فيها العنف ومن الجهتين لا من جهة واحدة، بل من الجهة الإسرائيلية والفلسطينية معا. وإننا نكرر أن الأمن للإسرائيليين والحرية والسيادة للفلسطينيين أمران متلازمان وحقيقة لا يمكن الالتفاف حولها. وأنصاف الحلول لا تفيد، نصف حرية ونصف سيادة لن تؤدي بنا إلا إلى العودة إلى دائرة عنف وانعدام أمن لا نهاية له. إن الموقف الفلسطيني الرسمي أي المطالبة بجميع الحقوق بطرق اللاعنف والسلام موقف يقول إن السلام والعدل أمر ممكن. وهناك بوادر جديدة وعبارات جديدة ظهرت أخيرا في القيادة الإسرائيلية، يبدو أنها تشير إلى رؤية جديدة وحزم جديد للأمور. المعضلات كثيرة. ولكن إن كانت هناك إرادة صادقة كل معضلة تجد حلها. وأما إن لم تكن هناك إرادة فكل معضلة تبقى طبعا عقبة في وجه السلام. أرضنا المقدسة متعطشة إلى سلامها وقداستها. وفِّروا للشعبين الحياة والأمن والكرامة التي يطلبانها. الحكم خدمة وعطاء قبل أن يكون منصبا ومكاسب. لقد طالت معاناة الناس وآلامهم ويجب وضع حد لها. إننا نرجو أن يسعى قادتنا في هذه المرة سعيا جادا لإتمام ما كان يجب إتمامه منذ زمن طويل: أي العدل والسلام لشعبين قادرين أن يعيشا جنبا إلى جنب وأن يكونا جارين متفقين. 3. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء أنتم الذين تعيشون بالقرب من نعمة الميلاد في بيت لحم، لكم وللعالم بأسره المتوجه بأنظاره في هذه الأيام إلى بيت لحم، مهد أمير السلام، أرجو لكم ميلاد قداسة وقوة بها تنفون عنكم كل خوف وعنف وتبنون السلام والعدل الذي نحتاج إليه جميعا. عيد ميلاد سعيد وسنة جديدة مباركة. + |