وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وفد امريكي يزور مركز ومتحف أبو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة بجامعة القدس

نشر بتاريخ: 23/02/2009 ( آخر تحديث: 23/02/2009 الساعة: 18:27 )
القدس -معا- زار وفد امريكي من جامعة michigan مركز ومتحف أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، ضمن جولة للاطلاع للتعرف على معاناة الشعب الفلسطيني ، وكان في استقبالهم مدير عام المركز، فهد أبو الحاج، الذي رحب بهم وأجمل لهم حيثيات انشاء المتحف والهدف منه كمعلم نضالي وحيد في العالم يوثق ويؤرخ تجارب الحركة الأسيرة الفلسطينية. وتجسد انجازات الأسرى داخل السجون الاسرائيلية الذين تسلحوا بالعزيمة والاصرار وارادوا ان تكون تجاربهم النضالية الطريق الهادي لتقرير المصير وتحرير الوطن.

هذا واصطحب أبو الحاج الوفد في جولة لأجنحة وأقسام المتحف، مستعرضا محتوياته من لوحات فنية تنم عن الابداعات اليدوية التي يقف أمامها الانسان مندهشا للفكر العميق والأصيل الذي يتميز به الاسرى خلف القضبان، وهذا دليل قاطع على ميكانيزمية الفكر الذي يمتلكه الأسرى.

كما تطرق في حديثه عن أساليب التعذيب التي كانت منهج حياة السجان، وان الاسرى لم يقفوا مكتوفي اليدين فناضلوا عبر اضراباتهم العديدة عن الطعام حتى تحقق لهم ما أرادوا بجملة من المطالب الانسانية. وركز أبو الحاج في حديثه على فترة الانتداب البريطاني وسياسته التي تمحورت في زج المناضلين في السجون ومن ثم اعدام عدد منهم بحبل المشنقة التي تعبر عن مدى وحشية الاحتلال في تلك الفترة في خنق الحريات والحد من النضالات، فكانت كوكبة من شهداء المشنقة يتصدرها جمجوم والزير وحجازي عام 1930.

هذا وشد انتباه الوفد الى وصايا الشهداء التي تحوي كل المعاني الانسانية وتدعوا الى التاخي والمحبة, تلك الوصايا التي خطوها قبل اعدامهم بساعات. وفي مكتبة الحركة الاسيرة ركز أبو الحاج على النتاجات الفكرية للأسرى والتي هي نواة لانشاء قسم الأبحاث والدراسات الذي سيرتقي بالفكر العلمي والأدبي للأسرى الفلسطينيين وتتيح فرصة للدارسين والباحثين للافادة منها على المستوى العالمي.

وفي نهاية الجولة قال ابو الحاج: "لعلكم ادركتم ان الهدف الاساسي من هكذا مكان التذكير بان هناك عشرات الاف المعتقلين الفلسطينين لازالوا داخل سجون الاحتلال بالرغم من ان عدد لابأس منهم كانوا ولا زالوا من رواد السلام ويدعون الى انهاء العنف والعيش بسلام وكرامة دون وجود الاحقاد وحالة العداء, واضاف انه بارادة هؤلاء يمكن صنع السلام الحقيقي على ان تكون الخطوة الاولى والضرورية هي اطلاق سراحهم جميعاً, لتدعيم فرص السلام القائم".

وفي ختام جولة الوفد أشادوا وثمنوا الجهود التي بذلت لايجاد هذا الصرح العظيم والحيوي والذي يرسم صورة مآسي وآلام الشعب الفلسطيني، وتمنى للأسرى الافراج العاجل وأن يستتب الأمن والسلام في المنطقة.